أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - ح 24 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة















المزيد.....


ح 24 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 7851 - 2024 / 1 / 9 - 00:49
المحور: الادب والفن
    


اعتقدت دائما أن مستجلب عالم افغانستان المظلم ، بتسلط جماعاتها الهمجية المتشددة دينيا - بتداول فيما بينها - بهيئاتهم الموحشة ، المنبعثة لتوها من القبور والاتربة العالقة كغبار عاصفة رملية خلفت آثارها عليهم ، ينضح منها غير الملتصق كغراء عتيق . . عن ذقونهم وشعر رؤوسهم الكثة الطويلة التي لم تعرف قصا لها منذ قرون ماضية ، كما لو أن مجتمع هذا البلد عجينة تاريخ سحيق في القدم ، تم اكتشافه صدفة نهايات القرن العشرين ، لا يربطه بحداثة العصر لشعوب مجتمعات العالم الاخرى سوى اسلحة القتل الاوتوماتيكية و . . صناعة المخدرات بمعامل كيميائية مختبرية متطورة الى جانب خبرات بمتخيلات فنية لنقلها الى مختلف بلدان الارض – لن يكون تخليق محاكاة صورية واقعية لقندهار في اليمن . . إلا من خلال العائدين ممن يعرفون بالأفغان العرب ؛ اليمنيون تحديدا منهم – انهم بذات السمات المرعبة القادمة من عشرات الاف السنين الماضية على هيئة اناس همجيين بقميص قصير اعلى الساقين العاريين ، بلون ابيض شفاف كاشفا عن الجسد الذي يرتديه , . . حتى عورته الداخلية – يقولون أن هذا اللبس سنة – يكفرون غيرهم كمخالفين للسنة في ملبسهم المدني الحديث ، المثير للغرائز . . الذي يقود الى انتشار الفاحشة ، وحتى يفقد المظهر الخشن لرجال الامة ويظهرهم كمخنثين . . متشبهين بالنساء تقليدا للكفار اعداء الدين والامة - لم تكن تختلف عن سواك حول هؤلاء العائدين . . المتجمعين سريا كامتداد لتنظيم القاعدة في صورة خلايا نائمة ، تعمل على خياط رداء حصين لحياة مجتمع يعاد الى ماضيه إبان خروجه من الكهوف ، كل ما يعتنق من العصرية الملحدة . . يجب افناءه وأدا او بالتصفية ، من لم يستجب للعودة الى الله بموالاتهم اتباعا خانعين . . كتبت عليه لعنة الله يوم القيامة وقتله في الدنيا ؛ ليحرق كل ما في البلد ؛ لينتهي ، وليموت كل الناس . . لتبقى كلمة الله هي العليا ودينه باقيا ، سينكحون النساء الحرات ومنهن الإماء . . بسنة رسول الله – اقبل أن ينكحني اخي في الاسلام ومولاي . . بصداق مسمى بيننا – لا وجود له لكونه غير محدد ذكره – وشاهدين يحضرهما الناكح و . . ومن ارتضى هو والنعجة . . عفوا المرأة الحرة أن يقضي بينهما كمصادق على شرعية الزواج ؛ ينكحون ثلاث ورباع و . . يخلعون منهن عنهم لينكحون مجددا ، الفيد وغزوات القتل يظلا اساس الجهاد ، لجني الغنائم ونكح النساء الواقعات في الاسر كإماء ؛ ينكحون ما طاب للواحد منهم النساء . . على أن يوفيهن اجرهن . . كما امر الله – عن ربع ساعة او يزيد . . أو ما شاء له أن يبقي على الواحدة منهن ، بعدد مضاجعتها يعطيها اجرها ، او يسرحها بإحسان برمي كلمة طالق عليها لثلاث مرات – لتتعاظم أمة الاسلام . . كأفضل امة – من منيهم - لرفع راية الاسلام عاليا ، وليفخر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم امام بقية الامم يوم القيامة – كنت ترى وقلة من المتهمين بالشيوعية من الزنادقة ، أن هؤلاء فرخوا كمسوخ قتل عبر شراكة رأس النظام العسكري القبلي المخلوع بمطلب شعبي في خروج الناس الى الشارع واعلان الاعتصام فيه حتى رحيل النظام . . واحزاب الدين السياسي بمقدمتهم الاصلاح . . الدعي بتحوله الديمقراطي لقيام مدنية على الطريقة الاسلامية ، . . يقضيان ببياتهم الشتوي والصيفي و يسمحان لها بالانبعاث والنشاط حين تقتضي الحاجة او المصلحة لأي منهما أو كليهما إن كانت الحاجة مشتركة – وتعرفون مفرخات القاعدة بصورة الخلايا النائمة . . بعد انتهاء زمن احجية بن لادن ، أن تغادر شرانقها البياتية الى مسميات علنية جديدة للجماعات الدموية – داعش ؛ التكفير والهجرة . . واخرى – ومسوقيها من المتخفين في ظلال الادعاء بالدين المعاصر ؛ إذنا من الله بالجهر كآخر الزمن لإعلاء عظمة الاسلام . . قبل اعلان الخالق إطباق السماء بالأرض وانتهاء الحياة . . للإذن بيوم القيامة وبعث الناس وابليس ومن اتبعه من الشياطين ، ليحاسبهم على ما وعدوا به فيما جاء به الرسل ونطق به الانبياء ، من غوي من الإنس وتبع ابليس وشياطين الشر بحب الدنيا الفانية ولم يعد الى الله واستغفر وعمل صالحا واهتدى في أن لا يستمع لوسواس شيطانه مرة اخرى . . مثواه جهنم وبئس المصير – إن الذين لا يناصرهم فهم من اتباع الشيطان لعنة الله عليهم في الدنيا وفي الاخرة هم الخاسرون . . .





ظل يؤرقك تعاظم يد الدين السياسي – السني – على حياة البلد ، الذي تقبع فيه واحلامك الهاربة يوما بعد يوم ، وتلجم يديك الى فمك . . اكثر فأكثر – انها علتك التي ارتكبتها طول عمرك ، حين سيطرت على عقلك المثل . . فنسيت حقيقة وجودك الواقعي . . غير المحكوم حياتك بها – وزاد تنامي ذلك الارق ليصبح فاجعة تعيدك الى وحدتك القديمة و . . بألم اشد اذى وشعور بنبذ اعتى . . لم تعرفه قبلا ابدا ، حين اعيد تصميم اللعبة السياسية بفك الارتباط الظاهري لأحزاب الدين السياسي القبلية عن الحاكم القبلي لتكون في المعارضة مع احزاب الكفر التي كانت تطلق عليها من قبل و . . تحتل رأسها المحرك ، مالكة القرار الفعلي . . الموجه لإنسان المجتمع بأطيافه وتياراته المعتقدية المختلفة باسم المعارضة – وجدتك طافرا . . تلفظ يوما بعد يوم ، ما زلت في عقليتك القديمة – كما يقولون رفاقك والقوميون – تغيرت الامور والحياة و . . زلت انت تعيش على اوهام نظرية المؤامرة ومفهومي القوى الثورية والرجعية – اْءنا الواهم ام أن كل الاخرين هم من يدورون في طاحونة وهم . . مصورة لهم واقعا وحقيقة حياة ، انهم لا يرون سوى الظاهر و . . لا يدركون انه ليس إلا صورة وهمية . . كتلك المتخيلات الصورية لواقع افتراضي معروض عبر جهاز عرض ليزري ، كل شيء يبدو للرائي حي واقعي ، من البشر وبتحركاتهم والاحاديث التي تدور بين بعضهم من اثنين الى ثلاثة . . من هم جالسين حول طاولات مستديرة واخرين واقفين هنا وهناك . . داخل محيط بما يحتوي فيه من الاشياء – لا يمكن لعين انسان ان تشكك في أن ما تراه ليس حقيقة ملموسة - وحين تلامسها تخترقها يدك وجسمك ، لم تكن سوى صورة ضوئية طيفية . . ولا وجود حقيقي مادي حي لها كما هيء لك قبلا – كيف تكون ادمغتهم مغلقة بأبصار معماه وحواس معطلة ؛ كيف لا يرون حقيقة واقعهم وحياتهم في العقد الثاني من القرن العشرين . . في احتوائهما التطويقي للقديم الكامل للقديم كمتحكم بهما قيميا روحيا وماديا على الصعيدين العلاقاتي بين الناس والمسلكي لإنسان المجتمع .


لما الناس – حتى عاليي التعليم . . ممن عاشوا لأكثر من عشرة اعوام في بلدان مجتمعات مدنية عصرية متحضرة – لا يرون من حقيقة الواقع الذي يعيشون فيه . . ليس ابعد من انوفهم مما هو ظاهر سطحي . . يبنون عليه تحليلاتهم ووصفهم الفهمي . . وتعليلاتهم ، الذي يوصلهم الى استنتاج يفيد العامة . . بأنه الامر الواقع المفروض جبرا على الناس العيش فيه . . حتى تنتهي ظرفية الحرب القائمة . . ستعود الحياة والواقع الى طبيعتهما . . مثل أي مجتمع ، كما كانا قبل اندلاع الحرب ، بغض النظر عن التركة الثقيلة المخلفة عن الحرب ، من الدمار والالم وعذابات الصعوبة لعودة انسان المجتمع لممارسة حياته طبيعيا – ما يرونه لا خلاف عليه . . بأن زمن الحرب تشيع الفوضى والدمار والقتل ، وتتحكم الجماعات المسلحة بفعل ما تريد ، والمسلحين من الافراد المنسبين للطرف او الاطراف المتقاتلة . . المسيطرين على الواقع وحياة السكان المستضعفين – اهناك عاقل ممكن أن يجتهد بمثالية أنه في زمن الحرب يمكن للغة اخرى غير السلاح أن تتحكم بما يجري واقعا ؛ سيكون مثل هذا القول سفها ساذجا . . مجانبا لفهم حتى الجاهل – إذن . . ماذا يعذبك ، وترى في الناس . . عمي او مصابون بتلوث عقلي . . لا يعقل نفسه وحياته وواقعه الذي يحيا فيه – أليس هذا هو الامر الذي تجده في اكثر من مجلس . . كنت تلتقي فيه ممن يعدون واجهة البلد ، في أن ما تقوله . . بقدر اختلاف الجميع معك ، فإنه يجدون فيه استفزازا لهم باتهام انسان المجتمع كفاقد للعقل و . . والتعالي بتحقير المثقفين بانهم سطحيين لا يفهمون شيئا ، . . وحدك انت الفاهم ؛ كثيرا ما آلمك تبجح من يخرج عليك تاركا طرح رؤيته او . . حتى نقد قولك ؛ يذهبون مثل هؤلاء لكيل الاتهامات لك ، سوداوي متشائم ، متغطرس واهم بنفسه ، لا يجوز تسفيه عقول الاخرين ، خاصة وأن منهم لا يقلون علما او ثقافة عنك . . إن لم يزيدون عليك ، وتصادف مراهقين يعتقدون انهم المعبرين عن العصر والحكماء فيه – ألم يقودوا ثورة شعبية . . تخلف عنهم الاحزاب والرموز الوطنية والاكاديمية ، الذين التحقوا متأخرين . . تحت قيادة الشباب للثورة – ما تقوله غير علمي ، ما فيه فهم . . حتى عند الناس الاميين البسطاء ، انتم قد فاتكم القطار ، اصبحتم ديناصورات بعقول ثخينة لا تفهم ابسط الحقائق ، انتم تتعيشون على ماضيكم ، من يمكن ان يحترم ما تقولونه من هراء ؛ يجاملونكم الاخرين فقط – يا ابني . . عيب طريقتك في التحدث هذه ، اعرف مع من تتكلم . . لا يليق بك ، نحن نختلف معه في رؤيته ، . . عند رؤية وإلا ما في – كان يتصدر اكثر من واحد في المجلس . . إذا ما ظهر متحدثا من مثل هؤلاء الاطفال او من الانفعاليين بخواء فكري – عندي . . ما تكونوا قمعيين . . وتقولون انكم ديمقراطيون ، أ . . طيب . . كل كلامه هذرفه وكلام فارغ . . غير مسؤول ، عيب يخرج من شخص مثقف عالم . . يحترمه الكثيرون – قل ما عندك ، في غيرك يريد يتكلم – طيب ، . . أ . . أ ، . . كيف وطني . . ويشوه الانسان اليمني ، انه متخلف . . بلا عقل ؛ أ . . مثل مارد عليه قبلي الدكتور عبدالله وعبيد – جازم ومحمود واديب في مجلس اخر – وهم من كبار المثقفين الوطنيين . . أن الدكتور مغرور و . . يحقر من عقل الاخرين – طيب . . كلمة وانتهي – لا يجوز احتقار ابناء بلده ، إنه يشوه سمعة اليمنيين . . كيف هذا وطني – كان لزاما اخلاقيا علي . . قول ما لا يتنبه له الاخرون ، وأن اتحمل كل ما سألقاه – ألم يقولوا الحقيقة مرة . . ولا يتم تقبلها إلا بعد مرور وقت طويل . . إن تذكروا . . كيف كانوا يرفضونها . . حتى بإعلان العداوة عمن يطلقها – إن ما يهمله العقل ولا يهتم التركيز عليه . . مما ينضح به الواقع والحياة الآن في ظروف حرب اللاحرب ، ليس استبداد القوة ولغة السلاح وفوضى انعدام الاخلاق واقعا على حياة الناس ، ما يغيب عن اذهانهم . . ترسخ ما سبق كقيم حاكمة . . لما بعد انتهاء الحرب . . وليست كقيم واقع خاص في ظرفية الحرب الجارية . . تتلاشى بعد توقف الاقتتال الدموي ؛ فالرموز الوطنية وقادة المجتمع نحو المستقبل . . ممثلة بالمنقذين الموقفين لحرب الاقتتال والعودة للسلم الاجتماعي – انهم امراء وتجار الحرب – الذين فرضوا واقع قوة سيطرتهم بجيوش مليشاوية و . . جنوا الثروات الضخمة . . تتنامى عند السلم . . بشرعية دولية ومجتمعية كقادة دولة انقاذ مقابل انهاء الحرب – يصبح قدر المرء اجتماعيا ليس عمله وكفاءته وقدرته . . حتى ما كان من الارث القديم المجتمعي . . بمتحدد مكانته من خلال اصل انحداره الاسري ؛ . . يصبح قدر الانسان – الهمجي والانتهازي - وفق ما أوجدته الحرب ، مليشاوي جاهل او غر تابع لسلطة حكم الواقع او محسوب من قبيلة او مذهب قائد الحرب ومتعيش رخيص من النخبة المتعلمة ، الذي وجد فراغا للانتفاع بتقديم نفسه كعبد مطيع . . حتى بعرض طاعته بابتذال فيما لم تعطى له الاوامر بذلك – السلاح والعصبية والتبجح بشجاعة قوة التسلط على الناس . . في صفة اعوان السلطة او بصفته الشخصية كصاحب نفوذ ومهابة اجتماعية ؛ لا يجرأ احدا نطق كلمة او اعتراض . . او حتى نصح متذلل بالرحمة والصفح كصفة الرجال الاشداء - يدار الواقع بقواعد عرفية جبرية بمسلكيات ممارسة تعطيه سمته الموضوعية دون صياغة دستورية ولكن كأخلاق عرفية . . الاكثر حداثة . . يحكم من خلالها المجتمع ؛ حياة الناس وعلاقاتهم ووجودهم المعذب و . . حتى فرص تحسين العيش . . غير ممكن إلا من خلال تلك القواعد – لم تعد هناك اهداف او طموح او طرق امام الانسان لفتح مسار افضل لحياته . . ولا وجود قيمة لمسألة القدرة الذاتية . . ما لم يطرح المرء قدرته ونفسه كقواد لأي عمل كان ؛ هذا إذا ما وجد من ينتبه له ويقبل به – انهم غائبون عن الوعي ، لن يعود هناك وطن ، حثالة الناس واجهلهم والاكثر همجية وتخلف . . هم سادة المجتمع ووجاهته و . . الاعلى مرتبة وقدرا ، بينما باقي كامل المجتمع ، لا قيمة لوجوده بعشرات الملايين من افراده . . إلا لمنفعة سادة الحرب السابقة و . . اسرهم وحواشيهم واتباعهم المسلحين والممثلين قاعدة اجتماعية لهم ومسيدين فعل القوة الاستبدادية في الحياة اليومية للمواطنين ، في كل الامور . . دون استثناء – انهم . . القانون ؛ الاخلاق ، الدين ، العدل . . واقعا ، وهم الوطنية ، القيمية . . والعلم والابداع – شراء الشهادات العليا وجوائز الابداع عربيا وعالميا . . قد اصبحت طرقها معروفة . . حتى من عقد ونصف من النظام الفاسد المخلوع لقبل حرب ثلاثي الوكالة للخارج الاخيرة – ألم تلاحظ النخب . . احلال الاف الاساتذة الجدد محل أولئك المستبعدين . . كنبت شيطاني لم يكن لأي واحد منهم وجودا من قبل ، بل . . غالبيتهم معروفين الى وقت قريب ، ومنهم ليسوا بقليل من لم يحصل مستوى التعليم الابتدائي ، فجأة يظهر حامل دكتوراه وبروفيسور ومبدع على مستوى عالمي ، حتى يمهر اللقب العلمي او الحائز على جائزة مرموقة . . لعضاريط جهله عبر التهاني والتبريكات بنيل هذه الدرجة العلمية او الجائزة ، ومن ثم ترويجه منظرا او قائد دولة في التنمية المستدامة ، وبفضله ادخل اسم الوطن . . في مصاف ارقى البلدان المتقدمة – انهم لا يرون حقيقة انفسهم ؛ ليس فقط فهمهم ومواقفهم التابع تأثرا بالترويج الاعلامي والثقافة السطحية عبر النت والفضائيات ، حيث اصبحوا هتافين باسمه عاطفيا حبا بالوطن . . الذي رفع اسمه ومكانته عاليا بين الامم المتقدمة ، ومدافعين عن عبقريته و . . ما ناله اقل بكثير مما يستحقه – كأنهم كانوا ضمن اللجنة العلمية الذي وقف امامها في دفاعه عن اطروحته ومنحته استحقاق نيل الشهادة ، او لجنة تقييم الابداع التي اجازت منحه تلك الجائزة – غالبا لا يرى او يطلع احد او من هؤلاء على ما قدمه هذا المدافع عنه ، وإذا وجد لواحد منهم نادرا منشورا عمله ذائع الصيت كمؤلف ، تكتشف اعتياديته او ركاكته او حتى خداعيته بلغة وفهم وقدرة لا علاقة لها بحقيقة ما هي عند ذلك الشخص ، وبموضوع وادوات بحث واسلوب وبيئة – علمية او ابداعية – لا يعرفها او يتصل بها من قريب او بعيد ، بانطباع سريع وسهل بالاستماع لشخصه او الاطلاع على مؤلفه . . تكتشف بيسر ان صاحب العمل شخصا اخر وظف لتجهيزه ، وأن المكان لانجاز ذلك العمل – بما يشتمل عليه من بيئة ووسائل وادوات ومناخ بحثي وعوامل ملائمة . . غريبة عن صاحبنا ، لم يكن هناك ، بل لم يخرج من اليمن المعدوم فيه كل ما يتصل بذلك المؤلف للعمل العظيم ، . . حتى ما يصيب المرء بجنون الارتياب في نفسه . . أن تجد ذلك خلال سنوات والى فترة قريبة بأسابيع كإنسان مثل العامة ، وبظرف شهر او شهرين . . إذا به حاملا للقب العلمي او الابداعي – تتذكر ضابط امن الجامعة وامينها العام خلال وجودك كأستاذ جامعي بعد عودتك من العراق بأعوام لاحقة ، كنت تتبادل الحديث مع زميلين احدهما نائب عميد كلية الطب – المعين حديثا لاول مرة كأستاذ جامعي ، لكونه من حزب الرئيس وعصبته القبلية وبسند امني – كان ذلك في الفناء الخارجي من الساحة بين مكتب رئيس الجامعة وكلية الطب – الرئيس الذي كرم في تعيينه لسرقة اموال التعليم الموازي والنفقة الخاصة لاكثر من عشرة سنوات ، والتي لم تكن تدخل في الميزانية العامة للجامعة ، ولا تعرف عنها وزارة المالية وغير مودعة في البنك المركزي بحسابات الجامعة – لقاؤنا كان في المقر القديم للجامعة . . في منطقة الكامب المجاور للقصر الجمهوري الرئاسي ؛ لم تمر ربع ساعة إلا وقد اتى من ورائي ضابط امن الجامعة ، بسلوك بلطجي بوليسي يضغط على اعلى كتفي الايسر بقبضته ويقول ممازحا بسخرية . . كيف الرئيس الزعيم ، التففت بقوة مبعدا يده . . مكانك متخلف . . بنفس اساليبك الهمجية القديمة ، ما بتمدن ابدا ؛ يا أخي . . لك اكثر من خمسة عشرة سنة في الجامعة . . ولا قدرت تفهم ماذا يعني هذا المكان و . . لم تتأثر حتى بشعرة – مالك زعلان ، انا اضحك معك – عفوا . . سلوكك الطفيلي هذا . . غير مقبول ، اتعلم كيف تتعامل مع أستاذ جامعي . . بلا جهل – انا احبك – انا عارف . . ما تقول لي – يفاجئني صوت قادم لمدرسة من قسم التجارة ، من حزب الرئيس . . بثرة اللسان وقحة وذات سمعة أخلاقية سيئة ، . . ها يا رئيس . . والله ما تشمها ، انتم ما تساوون حذائه – ألتفت مميزا لها بوجهها القبيح . . انت قليلة ادب وناقصة . . لن ارد عليك – أصبحت شائف نفسك . . قالها ضابط الامن و . . برد سريع عليه . . مثل هذا السلوك تكرره معي . . اعرف الطريقة التي ستكون ملائمة معك – تهددني . . صدقت جدك زعيم الحزب في المحافظة – تعرف جيدا . . الجبهة ، خمسة اشخاص منهم كانوا يقطعوا سمارة وتحصر صنعاء – بارك لي سأكون زميل لك مستقبلا ، انا سجلت لدراسة الماجستير هنا في الجامعة – هذا خبر جيد . . على الاقل تكون انسانا مدنيا - بعد ثلاثة شهور وجدني في دردشة مع ثلاثة زملاء والأمين العام معنا . . بدا ملاطفا مؤخرا لتغير الظروف السياسية وافول اسمه كرقم لأذى من هم خارج الحزب الحاكم وبتعاون مختلط وجماعة الاخوان المسلمين ، حيث بدأت تشن حرب عليه من حزبه لاقتلاعه ، كنا نرتشف الشاي ونتحدث وقوفا . . وقت الراحة بعد انتهاء المحاضرة الأولى ، كصاحب يخبرنا بتسجيله للماجستير في العام القادم . . مؤخرا بعد مرور عشرين سنة من حصوله على البكالوريوس . . كما يقول ، يقدم لحظتها على كلامه . . كعادته قدم من الخلف ضابط الامن متسللا حدست باقترابه ، مد يده مصافحا بغلاظة بضغط كفه نية اظهار القوة . . فضغطت بقوة أيضا – والله قوي . . ما انا داري – من اين تدري . . فأنتم عبد المأمور لا تعرفون التفكير – انا احبك واحترمك – وانا والله مثلك – دقائق . . ليس لديه ما يقول ، خاطبني . . ما باركت لي ، خلاص حصلت على الدكتوراه – اندهشت وفضحتني عيني اللتين اتسعتا الى اقصى حد ، م . . مبروك ، متى و . . من فين – من الخارج – كان قد غاب عن ذهنه انه اخبرني قبل ثلاثة اشهر آنذاك باستعراض . . انه سجل لدراسة الماجستير في قسم الحقوق بالجامعة – كيف . . ذلك ، ثلاثة اشهر من تسجيله لدراسة الماجستير في العام القادم ، يحصل على الدكتوراه ومن بلد عربي – خلال منتصف العام الدراسي الأول من السنة التالية ، عند الساحة الترابية خلف الإدارة العامة للجامعة . . وعلى درج السلم الحجري الموصل الى معامل البيولوجيا لكلية العلوم القديمة التي أصبحت تابعة لكلية الطب – كنت وزميلين قد اتينا لمتابعة مستحقات الساعات الإضافية ، وصدف مرور الأمين العام ذاهبا الى الإدارة من مكتب رئيس الجامعة ، الذي علمنا بخبر طازج خلعه من منصبه وتحويله الى لجنة تحقيق حول الفساد المتهم به – صباح الخير . . كيف اساتذتنا – تجاهل إذا ما كنا سمعنا بالخبر ، وإن كان انكساره الحاد . . لا يخفى علي – الحمد لله ، وجدت وقت فراغ وخلصت الدكتوراه وحصلت على الشهادة – ما هذا الذي يحدث . . قلت في نفسي – قدمت اوراقي لكلية التجارة عندنا وقبلت – ويحضر مصادفة ضابط امن الجامعة . . ولكن بتعامل اتكيت افضل هذه المرة – اصبحنا زملاء – إيش – قدمت اوراقي وعينت أستاذ في كلية الحقوق و . . رئيس القسم فيها – بعد خروجنا من السور كل ذاهب الى بيته . . قال الصلوي . . والله هزلت ، وبسخرية دندن الدكتور يوسف الحمادي . . ما بقى إلا مثل هؤلاء . . الذين لم نعرف أن لديهم شهادة جامعية او عامة من قبل ، مش كفاية المعينين من بشهادات مشبوهة وضعيفة وجامعات غير معروفة . . غير المنحلات أخلاقيا ، ما هذا . . من قبل واحد دكتوراه بشروط الوضوء واخر بالجماع و . . اخريات بأطروحات عن الزعيم القائد – كله مفضوح عند الطلاب ، الذي لا يستطيع يتكلم لمدة ربع ساعة ولا يعرف الرد عن تساؤلات الطلاب ، واخر يقول لهم افتحوا الصفحة رقم . . من كتابي . . ويتقاسم الطلاب القراءة بالصوت حتى انتهاء موعد المحاضرة . . .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نذار يمني بموت . . لا موت مثله بشريا وتاريخيا
- حالة اختلال . . في اللحظة
- بانوراما افتراض المواجهة تجاه الهولوكوست النازي الصهيوني
- مرآة إمرأة متسلخة
- ح 22 و23 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عمل ...
- لرأس السنة الجديدة . . يكفي امنيات متبخرة
- إعادة ....... ح 19 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذ ...
- مناورات الغباء لوقف هولوكوست العصر
- معاصرة النخبة نحو منزلة العوام
- سامية الحيوان البشري للدولة الصهيونية
- انتصار غزة . . انتصار للإنسانية - كيف ؟
- حداثة اللا قيمية
- ذئاب المدينة - قصة قصيرة
- غزة . . والملهاة المنحطة للنظام الدولي العالمي
- ممكن لجم حلف النازية الجديدة ( الإسرائيلي - الأمريكي الأوروب ...
- الجزء 3 . 3 / تنويم الضمير بأوهام التعقل الرسمي العربي . . ح ...
- الجزء 3:2 / تنويم الضمير بأوهام التعقل الرسمي العربي . . حتى ...
- الجزء 3:1 / تنويم الضمير بأوهام التعقل الرسمي العربي . . حتى ...
- وجعي عليك طفلي - صباح 14نوفمبر 2023م لحرب الإبادة الصهيونية ...
- غزة . . والاحتمالات العربية - جزء 2 /i i i


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمين أحمد ثابت - ح 24 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة