أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الطابع الانتهازي للسياسات التركية














المزيد.....

الطابع الانتهازي للسياسات التركية


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7850 - 2024 / 1 / 8 - 12:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ال
يتفق أغلب المختصين بالشؤون التركية على أن نهج أردوغان وسياساته لا تحكمها مبادئ معينة بحيث يمكن التنبؤ بمتغيراتها، خصوصا عندما تتعلق بالقضايا الإقليمية. ويذهب البعض من المختصين العرب بالشؤون التركية إلى تشبيه نهج أردوغان بنهج وليد جنبلاط وسياساته، التي تتغير بتغير حساباته الشخصية. قد يكون لهذا التشبيه بعض الصدقية، وثمة أمثلة عديدة على ذلك منها سياسات تركيا تجاه سوريا، ونظامها السياسي على وجه الخصوص، وسياساتها تجاه القضية الفلسطينية، وغيرها، إنها الانتهازية السياسية في التطبيق. يكاد يكون الثابت الوحيد في سياسة أردوغان هو نكرانه لوجود قضية كردية سواء في تركيا أم في الدول المجاورة، ومعاداته المعلنة لأي مطالب كردية مشروعة.
من المعلوم ان حزب العدالة والتنمية التركي منذ ان استلم السلطة في تركيا قبل نحو عشرين عاما، وهو يسعى إلى خلق مجال حيوي لتركيا في دول الإقليم في تنافس غير معلن مع إيران وإسرائيل. اعتمد الحزب في عهد الرئيس التركي عبد الله غول والعهدة الأولى لأردوغان على الدبلوماسية أساسا لتصفير مشاكل تركيا المتراكمة مع هذه الدول، ونجحا إلى حد كبير. ونتيجة لهذا النهج السياسي صارت علاقات تركيا مع سورية والعراق واغلب الدول العربية جيدة، وكادت تصير جيدة أيضا مع أرمينيا واليونان. كل ذلك ساهم في ازدهار الاقتصاد التركي وتحسن مؤشرات تنميته بحيث صارت تركيا تشغل المرتبة الخامسة عشر بناتجها المحلي الإجمالي الفعلي (بمكافئ القوة الشرائية) في قائمة دول العالم.
تغير الحال بصورة حادة في عهدة اردوغان الثانية إذ سعى بداية ليصير الزعيم الأوحد لحزب العدالة والتنمية فاخذ يتخلص تباعا من منافسيه المحتملين في الحزب. وما إن تحقق له ذلك حتى انتقل من اعتماد الدبلوماسية إلى التدخل المباشر في شؤون الدول المجاورة مستفيدا من خدمات الإسلام السياسي، والسلفي الجهادي منه على وجه الخصوص. وبذلك صارت سياسات اردوغان خالقة للمشاكل ومؤزمة لها، بدلا من مصفرة لها. هذا هو حال تدخله في ليبيا، وفي سورية، وفي العراق وفي غيرها من دول الاقليم.
عندما قرر حزب العدالة والتنمية التوجه شرقا، نحو دول الإقليم، وخصوصا نحو الدول العربية، بعد أن تأكد من ان ابواب الانضمام إلى الاتحاد الأوربي لن تفتح لتركيا وجد أمامه منافسين رئيسيين هما إسرائيل وإيران، وكل منهما يستخدم أدوات خاصة به. فإسرائيل اعتمدت على الدور الأمريكي المهيمن في المنطقة لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية كمقدمة لخلق بيئة محلية مطبعة معها مما يسهل عليها لاحقا الانتشار السياسي والاقتصادي فيها.
بدورها إيران اعتمدت على الانتشار الشيعي في العديد من الدول العربية لخلق بيئة سياسية ملائمة لمشروعها الإقليمي، ونجحت في ذلك الي حد بعيد. ومما ساهم في نجاح مشروعها أيضا توجيه قسم مهم من استثماراتها السياسية ضد إسرائيل ودعما للقضية الفلسطينية، وكذلك في محاربة قوى الإسلام السني السلفي الجهادي المتطرف في سورية والعراق.
فيما يخص تركيا اعتمدت في البداية، كما ذكرنا على الدبلوماسية لتحسين علاقاتها مع دول الإقليم، لكنها لاحقا، وخصوصا مع انطلاق ما سمى بالربيع العربي اخذت تعتمد سياسة تدخلية مباشرة في الشؤون الداخلية لهذه الدول مستثمرة في حركات الإسلام السياسي بصورة عامة، وفي الحركات السلفية الجهادية المتطرف منه على وجه الخصوص.
تدخلت تركيا في ليبيا مع بدء انطلاق حركة تمرد مجتمعي واسعة ضد نظام معمر القذافي دعما لدور الاخوان المسلمين الحاسم في اسقاط نظام القذافي. ولما لم تنجح باستمالة بقية الأطراف الليبية عمدت إلى دعم القوى السياسية والعسكرية في العاصمة طرابلس ضد القوى السياسية والعسكرية في بنغازي مما ساهم في انقسام ليبيا بين شرق وغرب. وفي السنتين الأخيرتين، ونتيجة للتدخل الروسي والمصري الحاسم إلى جانب حفتر والقوى السياسية في شرق ليبيا، بدأت تعيد تقويم سياساتها في هذا البلد باتجاه دعم حل سياسي متفاوض عليه.
قد تكون سياسات تركيا تجاه سوريا مثالا نموذجيا على تذبذبها وعلى غلبة الطابع الانتهازي عليها. فمن المعلوم ان علاقات سورية مع تركيا، خلال فترة حكم حافظ الأسد، غلب عليها طابع التوتر، لكن مع استلام ابنه للحكم خلفا له بدأت تتحسن. ومع استلام حزب العدالة والتنمية للحكم في تركيا تسارع كثيرا تطبيع العلاقات بين البلدين مما سمح بوصولها، خلال العشرية الأولى من فترة حكمه، إلى مستويات غير مسبوقة، لم يكن اشد الملاحظين تفاؤلا يتصورها. لكن، وخلال العشرية الثانية، وخصوصا مع بدء حصول تمرد مجتمعي واسع في سورية ضد النظام السوري تغيرت السياسات التركية تجاه سورية بصورة جذرية، إذ اخذت تدعم القوى الجهادية المتطرفة لإسقاط النظام السوري. ولما لم تنجح في مسعاها هذا بدأت انعطافه جديدة في سياسة تركيا تجاه النظام السوري تنشد التطبيع معه.
كان من نتيجة سياسات اردوغان التدخلية في شؤون الدول الإقليمية دخول الاقتصاد التركي في ازمة تضخمية كادت ان تودي به إلى الانهيار لولا انه عاد، في عهدته الثالثة، إلى الدبلوماسية لتصفير مشاكله الكثيرة مع الدول المجاورة وخصوصا مع الدول العربية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في حديث السيد جميل بأيك بخصوص القضية الفلسطينية
- التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة
- المخاطر المحتملة على النظام السوري نتيجة لحرب غزة
- هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير
- اضاءة على حقيقة العلاقات السورية الصينية
- قراءة في البيان المشترك السوري الصيني
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية
- نكران الواقع او تجاهله لا يعني أنه غير موجود
- التفارق والتلاقي بين دور روسيا وإيران في سورية
- نذر لثورة جياع
- ملامح تغيرات استراتيجية في المشهد العالمي
- الحل خطوة خطوة على الطريقة العربية
- متغيرات لانضاج حل الزمة السورية
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
- في الحاجة إلى - زلزال- من نوع آخر


المزيد.....




- -أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو ...
- شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي ...
- إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت ...
- تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
- باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ ...
- لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا ...
- بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا ...
- آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
- محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الطابع الانتهازي للسياسات التركية