أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اُنْظُرْ وَرَاءَكَ في حَنَق














المزيد.....

اُنْظُرْ وَرَاءَكَ في حَنَق


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7849 - 2024 / 1 / 7 - 02:19
المحور: الادب والفن
    


.. كان على عجل، حاموا حوله من كل جانب، شرع يتعثر في عثراته المتكررة وهو يتردد في توديعهم جميعا في رحلة طالما آنتظرها آملا تحقيق ما لا يمكن تحقيقه .. عليه إذن، أن لا يرفض عرض السفر المغري، كان لا بد من ما ليس له بد.ابتسمَ آبتسموا رغم دموع لوعة مدَّثَرَة بأنفة غنضرة مازيغية مثقلة بعواطف متناقضة تأبى الاعتراف بالضعف والتراجع عن ما يجب أنْ يُفْعَلَ .. إيرڭازن لبدا ديرڭازن آم لجدود آم طاروى نْسَنْ يمشيوْ يجيبو المُوزيطْ أو يَتْجَابُو فْ صنادقْ أو تاكلهمْ لَطْيارْ فْ خلاها ما عندنا مانديرو حْنا بَقْبُورْ نَتْخَزْنُو فْ تْرَاها حْسَنْ نعيشو فْ عيشات خْرينْ ما نَفْنَاوْ أرض الميتين سْمَاهَا هذا ماكان آيَنْدَا ڭيلاَّنْ .. ولولا هالة من خيوط بيضاء شرعت شمس ذاك الصباح ترسلها على آستحياء لآستغرق مُودعوه في أماكنهم لا يبرحونها لا هم يشيعون ولا هم يرافقون أو يشجعونه على المضي في المغادرة .. كانت حنونة مشفقة شمس الوداع؛ أما الآن، بعد كل ما وقع، فهي صفراء شديدة الوهج كأنَّ بها وقرا أو خللا أو خطلا،لا يستطيع مجابهة حَمَّارَتها الفاقعة،فينكس محجريْه يُنكسان بُؤبؤيْه مخافة ما لا تحمد عقباه .. حيَّاهم بنظرة خاطفة من فوق التلة عند مفترق طرق من تراب تحيطها أشجارعتيدة لا تبرح المكان .. استقل بيكوب 404 تراوغ حجارة كخوازيق المتاريس في طريق ليس في أحشائه طريق .. أحس قلبَه يُخطف منه يذهب بعيدا يعود القهقرى يتراجع .. ما يَمُّوتْ بَابشْ تَوَسَّدْ الركابْ ماتموتْ يماشْ تْوَسَّدْ لَعْتابْ .. لم يبق له أحد بعد رحيلهما معا .. ليُلق كل شيء وراء ظهره مرة واحدة .. لا تلتفت انظر خلفك في رصانة تعقل كن جادا حازما مع عواطفك لا تنظر وراءك البتة غير مأسوف على زمن .. لا تودعْ أحدا لا تفرق لفراق أحد تَجَهَّمْ ليتخلصْ رأسك من كل الأطياف العالقة حدقْ أمامك لا وقت للحنين لا وقت لآستعادة ما لا يُعادُ لا أمل في عيشة غير راضية لن يتبدل أهلوها يولدون يعملون يموتون بين شعاب ومسالك غير مستوية ومنعرجات ليس يعيش في ثنايها غير زواحف عرجاء وبوم عمياء ومعالم حياة شوهاء، يُلقَى بهم راضين في شفير جُرُفٍ هارٍ ينهار بمصائرهم .. صامتين كانوا سيبقون .. تقدمْ .. يقصد ما صادف من الدكاكين ناشراً خدمته للتالفين المارين .. يستظل بسقيفة قصديرعامرة بخطوط ورسوم تُشهرُ سلعا عابرة للقارات .. يتجرع " كولا " كما آتفق .. آخْخْ .. أجهزَ على المحتوى في لحظتين أو ثلاثة .. باردةً كانت كعواطفه في تلك الساعة الفارقة من حياته المنحوسة .. أحس مذاقها يفرك وسط حَنجرته مخلفا خدشا خفيفا غير مرغوب فيه يشبه صوت نبر قلم رصاص عنيد يصدم طبلة الأذن وَقْعُه النشازُ.بلا آكتراث غادر الدكان متثاقلا .. يحس خدرا يتسلل في المفاصل وبين ثنايا العظام، وشَقيقة شَقية تشق شقاوتُها تضرب فوق وفي الوسط وعلى الجنبات تنزل بسياطها تحفر لا تبالي .. لا بد أن أذهب لا بد أن أغادر .. أوووف .. تحركْ .. طريقك أمامك انظر وراءك في حنق ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قَبْضَةُ يَدٍ شَائِبَة
- وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ
- السَّعادةُ الأَبدِيَّة(10 و 11)
- السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة(9)
- السَّعَادَةُ الأَبَدِيَّة(7 و 8)
- السَّعَادَة آلأَبَدِيَّة(5 و 6)
- السَّعَادَة الأَبَدِيَّة (3 و 4 )
- السَّعَادَة الأبَدِيّة(2)
- السعادة الأبدية (1)
- المُدَرّسُ، تلكَ الذاتُ التي لا تعِي قوتَها
- نَحْنُ هُنَا فِي آلأَعَالِي
- مَتْنٌ، إِشَارَاتٌ، وَ حَوَاشٍ
- ضَادُ عِياض
- آلَااالِي آلَاااالِي
- .. فَ .. رَ .. أَ .. يْ .. تُ ..
- أَزَلِّيفْ نْسِيزِيفْ / رَأْسُ سِيزِيفْ
- إِنَّنِي أَنَا : الْأُمُّ .. أُمُّكُمْ جَمِيعًا
- أَخِيرًا جِئْتَ .. آآآهْ .. مَا أَقْسَاكَ مَا أَبْطَأَكَ
- رَيْثَ يَأْتِي رَبِيع
- كَأنِّي أَفَقْتُ مِنْ غَشْيٍ كَادَ يُصِيبُنِي


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اُنْظُرْ وَرَاءَكَ في حَنَق