أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - سؤال بحجم الوطن العربي














المزيد.....

سؤال بحجم الوطن العربي


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 16:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال بحجم
الوطن العربي!

عندما اجتاحت دبابات ألمانيا النازية حدود الإتحاد السوفييتي صباح 22 حزيران 1941، كان وقع الصدمة كبيرًا. ألمانيا آنذاك، قوة عسكرية ضاربة ومتحفزة للهجوم والإنقضاض، ومزهوة باحتلال الكثير من دول أوروبا، كأنها في نزهة. تعامل الألمان بمنتهى القسوة والوحشية في الأراضي السوفييتية التي احتلوها، فكانوا يبيدون كل شيء حي، كما هدموا وأحرقوا مئات المدن والقرى. انعكست المفاجأة الصاعقة على القيادة في تلك الاونة، فخشي جوزيف ستالين على الدولة السوفييتية. لكن الروس صمدوا للهجوم الهتلري المباغت واستوعبوه، بما عُرف ويُعرف عنهم من طاقات هائلة على الصبر والتحمل. وأخذوا يعدون العدة ليس لصده فحسب، بل لتحطيمه وتخليص الإنسانية من خطره. فبالإضافة إلى الصمود الأسطوري في ميادين القتال، ضاعفوا التصنيع العسكري كمًّا ونوعًا. بالتماسك، والتخطيط السليم، وبالمصنع، قرروا مواجهة التحدي النازي. وصل زحف جيوش هتلر تخوم العاصمة موسكو، حيث كان الضباط والجنود الألمان يشاهدون قباب الكرملين بالعين المجردة. كانت معركة موسكو أول ضربة قاسية يتلقاها الألمان، الذين لم يجربوا طعم الهزيمة منذ نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939. وتلتها هزيمتهم الأقسى في مدينة ستالينغراد آنذاك (فولغاغراد اليوم). في هذه المعركة تكبد كل من الطرفين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وأسر الألمان ابن ستالين الذي كان عسكريًّا في صفوف الجيش الأحمر. أما الروس، فقد أسروا عددًا من أهم جنرالات الجيش النازي وكسبوا المعركة. بعد هزيمتهم في ستالينغراد، بدأ الألمان يتقهقرون والروس يلاحقونهم حتى رفعوا علم بلادهم فوق الرايخستاغ (مقر هتلر في برلين)، ووقعت ألمانيا وثيقة استسلامها بتاريخ 9/5/1945.
في حدث تاريخي آخر يُحسب للأمة الألمانية وليس للنظام النازي. نستحضر هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، سنة 1918. وقعت ألمانيا استسلامها في إحدى ضواحي باريس المعروفة بإسم فرساي، في عربة قطار. احتفظ الألمان بالأقلام، التي وقعوا بها. وبعد 23 عامًا، أي بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، بسط الألمان سيطرتهم على فرنسا خلال أقل من شهر، ووقعت فرنسا استسلامها في المكان ذاته، الذي وقعت فيه ألمانيا استسلامها عام 1918، وبالأقلام ذاتها.
حدث تاريخي آخر، ننتقل به من ميادين القتال إلى العلم وابداعاته الكبرى. عندما سبق الروس الأميركيين في غزو الفضاء عام 1957، لم يستكن الأخيرون ويندبوا حظهم، بل باشروا بعقد مؤتمرات وورش عمل علمية في طول بلادهم وعرضها، وتوصلوا إلى ضرورة تغيير المناهج العلمية في المدارس، الرياضيات خاصة. فتوصلوا في زمن قياسي الى الرد على التحدي بتحدٍّ مماثل.
أما نحن العرب، فالتحدي الصهيوني قائم منذ 75 سنة، احتلال وعدوان وتهجير وقتل. 22 دولة عربية، تتفرج بلا حول ولا قوة على الالة العسكرية الصهيونية أميركية الصنع، تقتل عشرات الأطفال والنساء الفلسطينيين يوميا في غزة. خسرت الأنظمة العربية حروبها كلها مع العدو، ف"جنح" بعضها إلى "سلام" هو في حقيقته اتفاقيات إذعان واستسلام. وبعض الأنظمة التي لم توقع اتفاقيات كهذه، تقيم علاقات زنى سياسي مع الكيان اللقيط من تحت الطاولة. صحيح أن العدو لم ينتصر وإنما كسب الحروب مع الأنظمة، والأمة لم تستسلم بدليل استمرار المقاومة الشعبية، لكن الرد على التحدي الصهيوني أقل بكثير من المستوى المطلوب أو حتى المأمول بحدوده الدنيا. ونضيف في السياق، ظاهرة يطيب لنا تسميتها بالشذوذ الفكري. فبعضنا من الطارئين على إدِّعاء العالمانية والديمقراطية، يعتقدون مخطئين بالطبع ومتوهمين، أن الإعجاب بالكيان اللقيط وربما حتى "التأسرُل"، شرط لا بد منه لكي يكون المرء عالمانيًّا وديمقراطيًّا. وبهذا فقد أساؤوا للعالمانية والديمقراطية أبلغ الإساءات بربطهما باحتلال بغيض، والاحتلال، أي احتلال، قمة الاستبداد وظلم الإنسان وقهره. العالمانية والديمقراطية، قيم إنسانية عظيمة من أرقى ما توصل اليه العقل في إدارة شؤون الاجتماع الإنساني. وعليه، فإن ربطهما بالنظام الصهيوني العنصري اللقيط، يصم كل من يعشش في رأسه وهم كهذا بالجهل وقصر النظر.
بالعودة إلى ما نحن بصدده، يطفر سؤال لا بد أن القارئ الطُّلعة قد التقطه: لماذا أخفقت 22 دولة عربية في الرد على التحدي الصهيوني المتواصل والمهدد لنا كلنا من دون استثناء، كما يعلن الصهاينة أنفسهم ولا يخفون، منذ 75 سنة؟!!!



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيها إنَّ !
- الراعي والرعية !
- الإحتجاج بالنص الديني دليل أزمة وجودية !
- لماذا انهزمت الجيوش وتصمد المقاومة؟!


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - سؤال بحجم الوطن العربي