محمد القاسمي
الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 03:40
المحور:
الادب والفن
السحر أمره غريب ومرعب ، السحر لازال ثأتيره ينخر عدداً من بلدان العالم و سكانه ؛ هم لا يشعرون به رغم أنهم ضحاياه. بل ينكرونه ويتوهمون أنهم حداثيون و عقلانيون ، بل حتى علمانيون. السحر يمارس طلاسمه وطقوسه في الحياة اليومية للناس ، والأمر عادي للغايه ؛ فالمسحور لايمكنه أبدا أن يرى ويدرك السحر. قد تحسبهم إيقاظ ، وهم رقود ولكن لا يشعرون . الهاتف الذكي ، كرة القدم ، المساعد الإفتراضي ChatGPT، مؤتمرات حول المناخ ولا حلول للمناخ ، الإفراط في التعليم والجهل سيد المجال ، الثراء الفاحش يقابله الفقر المدقع المطلق ، الحروب في جهة و اللعب و الرقص و حياة البذخ في جهة أخرى ، أجور تهرب الوحوش من كمياتها ، و بشر دخله طول عمره مليار صفر . بشر يتضور من الجوع ، وإذا قلت له بأنك جائع ، يرد عليك بكل ثقة : ماذا تقول يا هذا ؟ ويحك ! زماننا لا جوع فيه ، الخير موجود في كل مكان ؛ احمل ما تشاء على الحمير و البغال و النوق و الجمال . هل رأيت الناس يصرخون في الشارع و هم يرددون : الجوع ، الجوع ؟
إجتمع سرب من الطيور متعدد الأجناس و الهويات و الأحجام ، في لامكان و لا زمان : الهدهد ، الصقر ، الغراب ، البوم ، النسر ، النعام ، طائر الرخ ، القنبرة ، الديك ، الديك الرومي le dindon و غير هذا كثير . بسرعة البرق كون سرب الطيور هذا دائرة ، وبدأ يردد سمفونية une symphonie موسيقية غريبة : الأجور و الطيور ، الظل و الحرور ، ظلمات ولا نور ، محروم ومسرور ، قاهر و مقهور ، أمور و لا أمور ، ضاع الساحر و المسحور ، مادام في الكون التفاوت و منطق الأجور ، فهو كون مسحور .
للسرد بقية.
#محمد_القاسمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟