رحيم فرحان صدام
الحوار المتمدن-العدد: 7843 - 2024 / 1 / 1 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشعراوي كان واحداً من بين الشيوخ الأكثر جدلية لانضوائه تحت عباءة السلاطين، وتحديداً الرئيس المصري الراحل أنور السادات
الشعراوي كان واحداً من بين الشيوخ الأكثر جدلية لانضوائه تحت عباءة السلاطين، وتحديداً الرئيس المصري الراحل أنور السادات ؛ إذ أيده حين أقبل على معاهدة كامب ديفيد، مستشهداً بالآية {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [الأنفال: 61] ، وقائلاً عنه عقب انتقاد عضو في مجلس الشعب المصري لوزارة الأوقاف التي كان يشغلها الشعراوي "والذي نفسي بيده، لو كان لي في الأمر شيء لحكمت للرجل الذي رفعنا تلك الرفعة، وانتشلنا إلى القمة ألا يُسأل عما يفعل"، وما كان منه حين قال له النائب إن من لا يُسأل عما يفعل هو الله إلا أن قال إنه يعرف الله أكثر من النائب. الطريف في الأمر أنّ الشعراوي برّر قوله ذاك، بعد رحيل السادات، بأنّ معناه أن الأخير مجنون وفي هذه الحالة فهو لا يُسأل عما يفعل!
موقف الشعراوي من السادات لم يكن مستغرَباً ؛ فهذا الرئيس تحديداً حرِصَ على استرضاء التيار الإسلامي بعد أعوام من قمعه إبّان حُكم جمال عبد الناصر، لكن لا يبدو الأمر محصوراً في هذا السبب فحسب؛ ذلك أن من يتأمل مواقف الشعراوي، يجدها لا تبتعد كثيراً عن البراغماتية التي تسم سلوك كثيرٍ من الأسماء الدينية التي سَطَع نجمها على امتداد العالم العربي، والتي تنحاز للفكر الديني البحت على حساب الوطني والقومي العربي، وهو ما يصار للمجاهرة به كأنما هو مفخرة، كمثل قول مهدي عاكف ذات مرة إنه لا يمانع أن يحكمه في مصر ماليزي طالما كان مسلماً.
#رحيم_فرحان_صدام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟