رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7843 - 2024 / 1 / 1 - 01:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ ما يقارب الثلاثين عاما أسافر من فلسطين إلى الأردن، وتقريبا في نفس الوقت، بعد أن يسمح الأردن بإدخال زيت الزيتون إلى الضفة الشرقية من النهر، في السابق كانت الإجراءات سلسة وسهلة، حيث يقوم موظف الجمارك بتسجيل الاسم معتمدا على جواز السفر، وكان الله بالسر عليم، لكن في هذا العام، وجدنا أن هناك ثلاثة مراجعات كل واحدة منها تحتاج إلى وقت وإلى صبر، ولا ندري سبب هذا الإجراء الجديد، هل هو من باب الحرص على مصلحة الأردن، أم من باب التضيق والحصار على الفلسطيني!؟
المسموح به هو تنكتين زيت بسعة 16 لتر للتنكة فقط، وإذا ما حسبنا تكلفة الرحلة من فلسطين إلى الأردن التي تقدر بمائة دينار، سنجد أن المسافر يحتاج إلى ثمن تنكة كاملة لمصاريف السفر، بمعنى أنه ليس هناك تجارة ولا ربح في الزيت.
ونذكر أننا في فلسطين لنا أقارب وأهل في الأردن، ولو أراد المسافر أن يحضر هدايا من الزيت لأهله وأقاربه لاحتاج إلى أكثر من عشرين تنكة، وهذا صعب ومرهق للمسافر، من هنا من سابع المستحيلات أن يكون إحضار الزيت إلى الأردن للتجارة.
وإذا أخذنا أن الزيت الذي يجلبه المسافر هو هدايا لأهله في الأردن، فإن هذا يعد مكسب للأردن الذي يصله/يأخذ الزيت مجانا دون ثمن، وإذا أخذنا أن من واجب الحكومة الأردنية أن تقف مع الفلسطيني المحاصر الذي يخوض حربا شرسة تأكل البشر والشجر، نجد أن إجراءات الجمارك على جسر الكرامة هي من باب التضيق والحصار على الفلسطيني وليس من باب المصلحة الأردنية ولا الفلسطينية.
ولا ندري كيف تم اتخاذ هذه الإجراءات التي تتجاوز كل ما هو سابق، ومن قررها، ومن أمر بها، ونسأل أين مدير الجسر، وأين الرقابة التي تحرص على بقاء صورة الأردن بهية ونقية؟
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟