أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي














المزيد.....

الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 13:26
المحور: الادب والفن
    


ورقتي التي المحت لبعض فقراتها مساء اليوم والتي قدمتها ضمن الاحتفالية التي اقامها منتدى الزبير الادبي في قاعة جمعية المكتبة الاهلية في الزبير لمناسبة فوز الشاعر المبدع علي الياسري بجائزة شاعر الشباب العرب التي اشرفت عليها الجامعة العربية بمشاركة شعراء من الدول العربية

عادل علي عبيد

في الابداع تتحقق قدرات المبدع على استخدام واستثمار مهاراته العقلية ، التي تمهد لاستقطاب مهارات جديدة ، وافكار اخرى تدخل ضمن دائرة الهضم والخلق التي تفضي لأفكار جديدة . هكذا يكسر الابداع الاطواق التقليدية ، والمشاهد النمطية للسلوك ، كما يكسر اوثان واصنام الوراثة . لذلك يصبح الابداع كراهن يمتلك قدحة التطور لدى المبدعين . وهنا تنبثق مرحلة جديدة للإبداع تندرج في حجم المقدرة على ايجاد الافكار ، ولا باس ان نقول : صناعة الافكار . فضلا عن ايجاد الحلول والبدائل والمعالجات .
وقد يؤدي هذا الابداع الى مرحلة حساسة ومهمة ، تلك هي مرحلة الابتكار بعدما يعطف بوصلته ويوجه كشافاته ، املا بالوصول الى الافكار ذاتها ، والبحث عنها ، وايجادها وحصرها ضمن رؤى ومفاهيم جديدة ، ويحرص هنا على تهذيبها وتعضيدها وبلورتها ، وصولا الى دخولها ضمن الدائرة الانتاجية .
الذي اثارني هنا في قصيدة الشاعر علي الياسري ( اليوم الاول في الجنة )هو تمازج حالة الابداع والابتكار ضمن نصه ، لا اقول من انني قرأت نصا يتميز به شعر الياسري عن بقية قصائده ، فهو شاعر صانع ذكي متمكن من نصه وادواته ، بقدر ما اقول – وليسمح لي هنا – ان هنالك قصائد جسدها (علي ) هي افضل وابصر واكثر ابداعا من نصه ، وعذرا ، فهذا الراي على الرغم من انه يحرك بعض المكامن في محمول شاعرنا المبدع ، الا انه يحسب له في مجال ترسيخ الابداع كسمة غالبة على النص ، أي نص .
واذا كان بعض الشعراء قد وصف ورمم مشهدا او صورة او عالما لم يعيشه ، او وصف البعض الآخر من الشعراء الاستثنائيين البحر ولم يركبه ، ووصف الخمرة خير وصف وهو لم يحتسها او يشربها . فاجد ان عليا هنا قد فعلها ، بل ان امورا اخرى لم تكن البتة ضمن حياته التي اعرفها عن قرب ! فالحديث عن الزوجة والاطفال والبيت والجنة حديث لم يلجه الشاعر او يخضه في حياته ، ولكن الخصب الذي تمتلكه ثقافته في استلهام ما يحيطه من مفاصل اساسية وقائمة في الحياة ، جعله يحلق بعيدا ليقطف الاوراق الخضر من تلك العوالم المتوارية خلف سدم الذاكرة واقاصي الاحتمال .
انا احبس انفاسي هنا لهذا لذكاء الاستثنائي من خلال المناورة بين توظيف الصورة وتصدير الشاعرية الذي اعتمده الشاعر ، بعدما ضرب واقام اطناب خيامه ، وسلط كشافات بوصلته على مساحات معتمة من خلال استشراف الصورة ، فقّرب البعيد ، وابعد القريب ، بل طاف وهاجر وحلق ليستجلب النائي ويجعله ضمن دائرة القائم الشاخص ! فاشتغل على مفهوم العود الابدي والحتمية التاريخية بطريقة ثانية غريبة ، من خلال عالمه الطوبائي الجديد . ليعلن ويقول : بضرس قاطع جريء : ان حياتنا الفانية جميلة جدا ، وتستحق ان نلتفت اليها ، ولو حللنا في الجنان ، فهناك ما يستحق الاسف على الجمال القديم ، الذي يتمثل ببيت في حي شعبي يؤكده ويتوجه بعبارة (للغاية) حتى تصورت انه يقصد بيتا في منطقة (الحواسم) كما يسمونها . ولكن هذا البيت معزز بتوابل زمن الشاعر ، مثل الشجار العائلي ، الطفلة التي تلعب امام الباب ، الخوفُ من لص طيب ، وبيت تنقصهُ امرأةٌ محاطةٌ بالأواني ، ترتدي دشداشةٍ قصيرة مملوءةٍ برائحة البصل في مطبخ بالكاد ، امرأةٌ تغرقُ في أزيز الزيتِ على النار ، وتنتظر خلف الباب طفلها العائدَ من المدرسة، يصفعها زوجٌ عصبي، لخطئها في مقدار الملح، لكنه نسى اللطمةَ، بعد ثوانٍ، بسبب كلماتهِ المالحة ! ... ويسترسل شاعرنا المبدع وبطريقة توظيف الحكاية الجميلة المعززة بعنصر المفارقة ، التي تجبرك على مسك آخر تلابيبها ، خوفا من ان يفلت منك مشهدا جميلا ليصور ويحن على حياة بيت الدنيا الجميل ، مقارنة ببيت الجنة الجديد . فيجعل صراخ الزوجة على زوجها الميت جميلا حين تغرب بعض الاستحضارات والتهويمات عن افقك ، ويعود ليشهر حنينا غريبا حتى على العتمة والموت والسواد ورائحة الغذاء المحروق على الطباخ . وهو هنا وبطريقة حاذقة معززة بالحيرة الوردية يحسم نصه الذكي بتحدٍ ، يجهر به يقول : ولكن ، من ذا يقول ؟
وهكذا يختم الشاعر المبدع نصه الرصين بالتلويح لاستدرار دهشة القارئ ، واسقاط اوراق التوقعات والاحتمالات بطريقة مبنية على اليقين .. ليس سوى اليقين .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (ريوق بروليتاري)
- النص والصورة
- فاروق عبود حمدي
- الليل طويل يا حمد
- الصالون الرياضي في البصرة (المنطلق والهدف )
- حب في درجة 50 مئوي
- خربشات
- عبدة الشيطان
- ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :
- اخيرا .. سافر مسافر شنان للقاء ربه !
- (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية
- نعم ايها الزاهد :
- انطولوجيا مدينة : (القسم الاول ) الزبير قبل سبعينات القرن ال ...
- آريون
- لاث محطات مربدية (المحطة الثانية)
- ثلاث محطات مربدية (المحطة الثالثة)
- لاث محطات مربدية (المحطة الاولى )
- ورقة نقدية
- عطشان تركي
- ومضات شاخصة من جلسة اتحاد الادباء والكتاب لمناسبة يوم السرد


المزيد.....




- هكذا تعامل الفنان المصري حكيم مع -شائعة- القبض عليه في الإما ...
- -لا أشكل تهديدًا-.. شاهد الحوار بين مذيعة CNN والروبوت الفنا ...
- مسلسل حب بلا حدود الحلقة 40 مترجمة بجودة عالية HDقصة عشق
- “دلعي أطفالك طوال اليوم” اضبط الآن تردد قناة تنه ورنه 2024 ع ...
- -لوحة ترسم فرحة-.. فنانون أردنيون وعرب يقفون مع غزة برسوماته ...
- ويكيبيديا تحسم موقفها وتصف حرب إسرائيل على غزة بأنها -إبادة ...
- في المؤتمر الثالث للملكية الفكرية بالمغرب.. قلق بين شركات ال ...
- “برومو 1” مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس الحلقة 170 مترجمة ...
- معرض الجزائر الدولي للكتاب.. قطر ضيفة شرف وإقبال على رواية - ...
- صور| بيت المدى يستذكر الناقد الراحل عبد الجبار عباس في ذكرى ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي