الواقعية الوهمية في رواية موبي ديك/ إشبيليا الجبوري - ت: عن الفرنسية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 7842 - 2023 / 12 / 31 - 00:25
المحور: الادب والفن
    

لم يتم إخبارنا صراحةً أبدًا، لكن الرواية موبي ديك (1851)، حوت العنبر الغاضب الضخم الذي يطارد بلا هوادة في الرواية التي كتبها هيرمان ملفيل ( 1819 - 1891) قبل قرنين من الزمان، هو ذكر، حتى لو أصبح "هو" في الترجمات الإنجليزية/الإيطالية/الفرنسية/الالمانية… "هي". الحوت الأبيض. وهو، موبي ديك، رجل ذو قوة هائلة تم تعريفه حتى على أنه متفوق على الثور الأبيض الأسطوري الذي تحول إليه جوبيتر لاختطاف أوروبا. في اللغة الإنجليزية، كلمة "الفحل" هي "الثور"، وهو مصطلح يستخدم أيضًا لتعريف ذكر الحوت، الذي تكون أنثاه "بقرة".

في الرواية الأمريكية العظيمة، التي وصفها ملفيل نفسه بأنها "تجديفية"، كان الجميع، المؤلف والشخصيات، ذكورًا، ولكن ليس "رجوليين" كما قد يبدون: في البداية، تمارس حيتان العنبر، كما نعلم، الحياة الواقعية "بواهمية عالية" مثلها. الأنواع البحرية الأخرى، وهذا أحد أسباب خطر انقراضها. علاوة على ذلك، ينتهي الأمر بإسماعيل، الراوي، في السرير مع آكل لحوم البشر كويكيج في بداية القصة، ويستيقظ وذراع البولينيزي فوقه "بأكثر الطرق رقة وحبًا". ويضيف إسماعيل، وهو الوحيد الذي أنقذ نفسه من غضب الحوت الكبير: "كان من الممكن أن تظن أنني غريمته". والصداقة الحميمة التي ربطت ميلفيل بالكاتب ناثانيال هوثورن، الذي أهدى له موبي ديك، معروفة جيدًا. في رسالة إلى صديقه، يتخيل هيرمان عالمًا خياليًا حيث يمكنه "كتابة ألف، مليون، فكرة، كل ذلك في شكل رسالة إليك..."

في الرواية الرائعة المليئة بأصداء الكتاب المقدس، يستجيب غضب حوت العنبر للمطاردة الحمقاء التي أطلقها الكابتن أهاب. "موبي ديك لا يبحث عنك. إنه أنت أيها المجنون الذي يطارده!" أخبره ستاربوك، الرفيق الأول لسفينة صيد الحيتان "بيكود". جنون يستمر حتى اليوم في بعض أنحاء العالم بعد أن أدى إلى اختفاء الحيتانيات تقريبًا: عنف قائم على التمييز بين الأنواع والذي غاب عن ملفيل في القرن التاسع عشر: حوت العنبر العملاق ليس غاضبًا من الإنسانية، بل من الفرد أهاب، الذي، إن الذي يغمره هوسه ليس، كما يود المرء، محاربة الخير ضد الشر، بل على العكس من ذلك؛ في ظل الواقعية المقلوبة أو غضب الواقعية الوهمية العظيم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2023
المكان والتاريخ: أوكسفورد ـ 12/29/23
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات