عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7840 - 2023 / 12 / 29 - 12:07
المحور:
الادب والفن
المشهد الثاني..
بلدة باردة طاعنة في السن .. مشرعة على كل آلاحتمالات، الأسوأ منها بآلخصوص .. نساء متلحفات أُزُرًا بيضاء ولُحُفًا من صوف وكتان ينتعلن نعل ميكا بألوان غريبة .. يتحركن زرافات فرادى في دروب مشوهة .. تنبجس أشباحهن من فجوات ثقوب ضيقة تتوسط أحشاء دور هشة واطئة طُليتْ خشا، سُويتْ بتراب، غُطيتْ ببقايا فضلات الحيوانات ( خصوصا براز البقر ) .. وفي السوق دواب وغبار وبشر كثير يرفل كنمل مستثار في جلابيب ثخينة .. يلغطون بلسان بدأتُ أفك بعض رموزه جراء مكوثي في مكانهم المقصي .. تكثر هذه آلحشود تجتمع في يوم محدد خلال الأسبوع في بطحاء منبسطة تمر بها عادة سيول الجبال المثلجة القريبة، فتترك فيها طينا لازبا وحصًى صغيرا لا يأبهون بها، يضعون رَحلهم، يصففون أمتعتهم يتنادون يشهرون ما يشهرون من سلع يترقبون بيعها يحيون بعضهم بعضا بصوت عال قريب إلى العراك .. يأتي الجميع من كل حدب وصوب لعرض جثتهم وأغراضهم يبيعون يقتنون يتقايضون يقضون مآربهم يلتقون يتفرقون ... تغلق المدرسة أبوابها خلال هذا اليوم رغم أنه ليس عطلة رسمية .. أمكنة خفية وأخرى معلنة تعرض سلعا معينة لعابري سبيل وشذاذ آفاق بثمن يناسب آلجميع .. لحم آدمي يأتي من بعيد من قريب يتكدس على بعضه بعتبات آلدور التي ... وفي كل مكان يسرح دودٌ يزحف باحثا عن أبواب شبه مواربة كي ... وعلى آلجدران آلمشلحة تتكئ مناخير وأفواه تهرق دخانا شقيا ... نصحتُها مرارا أنْ لا تعرض نفسَها في مثل هذه اللامات المتشابكة، فوضعيتها خاصة وعليها الاحتياط، وكثرة الرواد عواقبه وخيمة .. إنها تحبني بطريقتها التي لا تعرف غيرها .. من قلبها .. كذا قالت مرارا .. وأنا صدقتها .. قلت لها .. أنا رهن عينيها منذ عرفتها في إحدى مصادفات طريق الأسواق، ومنذ حلولي بالبلدة إثر تنقيل تأديبي تعسفوا به عليَّ بعد .. اُوووف ...
_قلتُ لكَ خذني أكون لكَ وحدكَ ..
_أنا لا أصلح للمعاشرة الدائمة .. أنا لا أُطاق ..
_رغم ذلك أحبك ...
_القرد الشارف ما يتعلم الشطيح
_حاشاك حبيبي أنتَ الخير والبركة
_ذئب أنا يتهيأ للانقضاض مفترس لا غير، فآحذري ...
_أخالكَ لا تعرفني يا عشيري لَـلاك هاذي تعشق الذئاب فتهيأ ..
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟