أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - آفة الغلاء جزء من سياسة تفقير المفقرين














المزيد.....

آفة الغلاء جزء من سياسة تفقير المفقرين


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتقد الكثيرون بان الغلاء، هو بسبب الاختلال بين العرض والطلب وتعطل تدخل اليد الخفية للسوق تلك اليد التي ترجع الأمور إلى نصابها. هذا الخطاب المنطقي الصوري ماكر وخداع، لأنه يخفي الأسباب الأساسية في الموضوع.

فلكي يختل التوازن بين العرض والطلب، فان الطبقة الاحتكارية تتحكم في قطبي المعادلة. إنها تضيق على الإنتاج وتوجهه إلى وجهة تجني منها الإرباح الطائلة والسريعة، ولا تخطط لتوفير المواد الأساسية لمعيشة الجماهير الشعبية. فبلدنا الفلاحي لا ينتج الحاجيات الأساسية للعيش، وإنما ينتج المواد التي تطلبها السوق العالمية، وبذلك يتم التفريط بالسيادة الغذائية لشعبنا، مقابل جني الإرباح الطائلة من الزراعات التصديرية المستهلكة للفرشة المائية وللتربة، متسببة في التصحر وانتشار الجوع وسط المنتجين لتلك المواد الفلاحية المصدرة. كما أن الكتلة الطبقية السائدة الاحتكارية تفرط في الصناعات البترولية وتغلق سامير وتستورد المحروقات وتقرر الأسعار كما تريد وتشتهي؛ مما يسبب غلاء المحروقات وانعكاسه على أسعار جميع المواد الأساسية والخدمات الضرورية.


تتدخل الكتلة الطبقية السائدة في الطلب، لما تمنع الزيادة في الأجور أو تقرر بعض الزيادات الطفيفة والمنفصلة عن الزيادات المهولة في الأسعار. كما أنها تتدخل في الطلب، لما تقرر ميزانية تقشفية للدولة، بما يعنى الامتناع عن خلق مناصب الشغل والتوظيف لليد العاملة وللطاقات الشبابية، وهي بذلك تحرم أوسع فئات العاطلين من الدخل ومن القدرة الشرائية. هذه هي الأسباب الأساسية في الاختلال الحاصل بين العرض والطلب، ولا دخل لليد الخفية للسوق في خلق التوازن بين العرض والطلب على المواد المعيشية الأساسية أو الخدمات الاجتماعية الحيوية والضرورية.

من اجل مواجهة الغلاء، على القوى المناضلة أن تتوجه إلى تعرية الأسباب الحقيقية وان تحاربها وان تقرر في برامجها النضالية خطة سديدة تتوجه إلى الكتلة الطبقية السائدة، وان تعري المسؤولين المباشرين عن الاحتكار وعن تقرير سياسات التبعية التي يرزح تحتها شعبنا. إن هذه الكتلة الطبقية السائدة خادمة لمصالحها عبر خدمتها بالوكالة لمصالح الشركات الامبريالية المتعددة الاستيطان، والمؤسسات الامبريالية الساهرة على خدمة التقسيم الدولي للعمل والمكلفة بفرض قوانينه وشروطه.


لذا يعتبر النضال ضد الغلاء مدخل أساسي من اجل النضال ضد التبعية والاستغلال الفاحش، الذي يقوم به الرأسمال التبعي ببلادنا والذي يوظفه في عملية حل أزماته المتواصلة، على حساب قوت الجماهير الشعبية قاطبة. الغلاء ينتج الأرباح الطائلة في يد كمشة من الاحتكاريين، وفي ذات الوقت يهدر القدرة الشرائية، ويخلق المزيد من الفقر وأسبابه في صفوف الغالبية العظمى من شعبنا.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل النقابي مستقبلا
- هذه السنة يوم 10 دجنبر يكتسي طابعا اشمل لحقوق المواطن الكادح
- من وحي الأحداث: الشرق الأوسط المدجج بالقواعد
- معركة شغيلة التعليم شان مجتمعي
- شعوبنا تناضل إذا هي موجودة
- من وحي الأحداث: بأي معنى نقول فلسطين قضية وطنية؟
- لن نكف من الضرب على الجدران
- من وحي الاحداث: نجاح المعركة يبدأ من نقطة تحصين الذات
- قول في العمل الميداني
- من وحي الاحداث : يوم أخرجت الأرض شعبا متضامنا
- من وحي الأحداث: الماركسية علم خوض الصراع الطبقي
- من وحي الأحداث: أفريقيا وسؤال الاستعمار الغير مباشر
- في الحاجة إلى دراسة واستيعاب نظرية المعرفة
- من وحي الأحداث: في ذكرى معركة أنوال المجيدة
- من وحي الاحداث: يوم عيدكم يوم جوعكم
- الأمن القومي يرعاه الأسد الأفريقي يا للعجب!
- ديمقراطية الواجهة بالمعنى الدقيق للكلمة
- من وحي الاحداث: في الوحدة النضالية الميدانية
- من وحي الأحداث: البطالة معطى بنيوي للضبط الاجتماعي
- التعنت أمام مطالب عاملات وعمال سيكوميك جريمة


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التيتي الحبيب - آفة الغلاء جزء من سياسة تفقير المفقرين