فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 00:00
المحور:
الادب والفن
دهْشةُ الْمُعاناةِ
دهْشةُ الْميلادِ
والْمسيحُ/
نائمٌ تحْتَ جلْدِنَا
يقْتاتُ
منْ رغيفِ الْفقراءِ
تلْكَ بلادُنَا الثّرَيَّا منْ وصايَا
التّلْمودِ...
تكْتبُ الشّجرَ ونأْكلُ الْغبارَ...!
واقفةٌ جثثُنَا تُحيِّي الْمسيحَ
نُسائِلُنَا :
هلْ مَازلْنَا نولدُ تحْتَ الرّمادِ... ؟
ذاكَ الرّحيلُ مِنَّا إليْنَا
رقْمُ "غُودُو"
وغُودُو /
فِي محطّةِ النّسْيانِ
ينْتظرُ
غُودُو/
هلْ سمعْتِ بِصخْرةِ الْعمْيانِ... ؟
يلْبسونَ الْوهْمَ قميصاً
ويسْألونَ "زُليْخةَ" :
هلْ مَازالَ الْحبُّ فِي بيْتِ "الْفِرْعوْنِ" يُنْبتُ الْأحْلامَ... ؟
كلُّ الْعصافيرِ تموتُ فِي السّرِّ
أقْفاصُهَا /
خنقَتِ الْهواءَ لِتُنْهيَ حكايةَ
الْمجرّةِ...
تلْكَ حافّةُ الْهذيانِ!
ماتَ الْفقْرُ كافراً...
وانْتهزَ الْجوعُ فرْصةَ "لُقْمَانَ"
أكلَ منْ سورةِ الْمائدةِ بعْضَ النّسْيانِ،
وهامَ فِي الْبحْرِ يبْحثُ عنِ الْمحارِ...
في الشّعْرِ /
أتذكّرُكَ:
أيُّهَا الْجوعُ وأنَا آكلُ الْبطاطسَ!
أتذكّرُكَ:
وأنَا أغْسلُ عنْ يديْكَ تعَبَ الصًّحونِ الطّائرةِ...
تحْملُ الْغرْبةَ فِي منْديلٍ
لعلَّ فنْجانَ حظِّكَ اللّيْلةَ
تمْلؤُهُ
قصيدةٌ بِألْوانِ الْقلقِ...
دهْشتِي/
أَيَا وَجْهَ التّعَبِ قادَنِي إلَى بُحيْرةِ طَبَرِيَّةَ!
اِلْتقيْتُ الْمسيحَ
عارياً /
حافياً /
جائعاً/
ومشيْتُ دونَ حذاءٍ
أنْتعِلُ الْجوعَ، وأتناولُ شَطيرةَ حُزْنٍ
ضدَّ رصاصٍ فَتكَ بهِ
"شاطئُ الْأطْفالِ الضّائعينَ"...
فِي قصبةِ "الْغيوانْ"
صدحَ صوْتُنَا :
ذاكَ الْموْتُ/
يُطْعمُ الْجائعينَ رغيفَ ملْحٍ...
ومَازالتِ النّخْلةُ تُمْطرُ أُنْشودةَ الْخُبْزِ
فِي ذاكرةِ "السّيّابْ"
وفِي خُبْزةِ "محمّدْ شُكْرِي"...
لعلَّ "غُودُو" /
لَاينْسَى
"غودُو" /
فِي حقيبةِ الزّمنِ...
ولعلَّ الْجثثَ/
مُدنٌ تقفُ علَى خيْطِ دخّانٍ
ينْتهِي
عنْدَ حدودِ الْأحْلامِ الزُّغْبِ
وتكْتملُ قصيدةُ شجرةِ الْميلادِ...
يَازغْرودةَ المنْفَى!
تلْتقِي يقَظَةُ الشّعْرِ فِي جوْفِ الْبحْرِ
بِعوْلَمةِ التِّيهِ ، بِأعْطابِ "الدِّيجِيسْكِي"
أيُّهَا "النُّوحُ"!
فِي طوفانِ الْمدنِ الْمُتَفَحِّمَةِ
حزْناً...
أيّتُهَا الْمدينةُ الْمعْزولةُ
فِي أحْجارِهَا الْمُحاربةِ!
كلُّ سنةٍ
ونحْنُ نقْذفُ بِالْحجرِالْمُقدّسِ
رأْسَ الْمَغارةِ
كيْ يسْتيْقظَ الطّفْلُ فِي الدّمارِ
ويمْلأَ الْمغارةَ
بِالصّراخِ/
وبِالْحجارةِ/ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟