أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - الإدراك الحسّي النفسي في ديوان ( ضوء أسود ) للشاعرة المغربية : نجاة المالكي بقلم : كريم عبدالله – العراق 25/12/2023















المزيد.....

الإدراك الحسّي النفسي في ديوان ( ضوء أسود ) للشاعرة المغربية : نجاة المالكي بقلم : كريم عبدالله – العراق 25/12/2023


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7836 - 2023 / 12 / 25 - 11:24
المحور: الادب والفن
    


الإدراك الحسّي النفسي في ديوان ( ضوء أسود ) للشاعرة المغربية : نجاة المالكي
بقلم : كريم عبدالله – العراق 25/12/2023 .
أنَّ الدائرة الدلالية لعنوان الشاعرة المغربية : نجاة المالكي ( ضوء أسود ) توحي للمتلقي بدلالات حسّية – إدراكية – نفسية شاسعة في عالمها المرهف , فلقد أجادت تصوير تفاصيل حياتية من خلال لقطات تبدو ملامحها منذ أول سطر في ديوانها هذا , تشعرك بقمّةِ اليأس والقنوط , فرغم محاولتها تغييب حضورها بين الكلمات عميقاً , إلّا أنّ هذه الكلمات تفضح حضورها , وتكشفُ لنا مكنونات نفسها , فنستشعرُ بوجودها الشفيف يترك مع كلّ مقطع نصّي تكتبهُ . نحن نستشعر ونستقبل المثيرات التي تحدث حولنا في هذا العالم , احساس يجعلنا ندرك ماهية هذه المثيرات ونفسرها , الاحساس هو الوعي بما نلاقيه ونتعرض له في هذا العالم , ومن خلال الادراك نستطيع تفسير ما نواجهه في حياتنا , لا شعورياً نحن ندرك ما يحصل حولنا ويؤثر فينا من مؤثرات خارجية , أو من هواجس تنبعث من أعماق أنفسنا بسبب ضغوطات الحياة , وتوترات نفسية تعتمل في أعماقنا . وبالعودة الى عنوان الشاعرة ( ضوء أسود ) ندرك ونحسّ بفقدان الضوء وانعدامه , ومعضلة اللون ونزفهِ في بحر الذات الشاعرة : الى القابلة التي تركت حبلي السري ينزف / وهي ترى في بحر نجاتي قصيدة / وسفر الوان , وكأننا سنسافر معها في رحلة البحث عن الضوء والأمان , وهنا يتبادر الى الذهن : هل انّ مصائرنا نحن مَنْ يكتبها ؟! أم المصائر هي التي تكتبنا ؟! . ويأتينا السؤال من خلال توطئة الشاعرة : محمول على كل التوقعات / وبدون ثرثرة / ضوء أسود بلا سلطة أو وصاية .
ولنتساءل : ماذا يعني / ضوء اسود / لدى الشاعرة ؟ .
ولماذا اختارت هذا/ الضوء الأسود /؟ .
بوعيها اختارت / الضوء الأسود / أم بعدمهِ , أم لا شعورياً كان اختيارها ؟ .
من خلال رحلة البحث عن / الضوء / في ثنايا ديوان الشاعرة يبدو لنا فقدان هذا الضوء , يبدو لنا بأن هناك ظلاماً منتشراً في مقاطعها النصّية , وهذا ما يدركه المتلقي من خلال هذه المقاطع , وهذا الظلام – الضوء الأسود غير مرئي وواضح للعيان , نحن لا نرى هذا الـ / الضوء الأسود / ولكننا نتلمسهُ وندركهُ بسبب الخيبات والاغتراب والفقد والحزن والقلق والفراق وعذابات الرحيل ووهج الفجيعة وصمت الألوان وطيف الأمل المحترق وسط رمال الرحيل وصراخ الأمس .
من ظلّ نملة
أبحث
عن شرفة
عن عزلة ..
هكذا تبدأ الذات الشاعرة من خلال هذا الظلّ الشحيح رحلتها في البحث عن الضياء وعن عزلة تحتمي بها من سطوة الزمن , وعبث الأيام .
هذه الطعنات
ترسمني كلوحة عذراء
لا تلطّخا ألوان الهزائم
ولا تشعلها فرشاة الحروب .
وهنا ترسم لنا لوحة عذراء نقيّة النفس والسريرة , بيضاء ناصعة الوانها , لا تلطخها الهزائم ولا طعنات الحروب وقسوة العالم من حولها , ولا خبث السرائر , وعبث النفوس المريضة , لوحة تفيض نقاءً وحرية .
قشّة
أسندت قلبها للرمل ,
تحلم بموج عاشق
يغيّر حقيقتها.
ترسم لنا الشاعرة في مقطعها النصّي هذا أمنية لقشّة , فمن تكون هذه القشّة ؟ , هل هي الذات الشاعرة ؟ , أم ماذا ؟ . قشّة لديها أحلامها الوردية , وأمنياتها الجميلة , بحثاً عن العشق الذي يخلّص الأرواح النقية من ورطتها في هذا العالم , وحده العشق مَنْ ينقذنا , وينتصر لنا من طغيان الخراب والظلام .
تمرجحني غضباً خيوط العنكبوت
تطيّرني بقلق
نحو مشانق الضوء,
لا تفتح نوافذها العصية
تترك الباب يقتلع جذوره
والحيطان تتحطم بذاكرتها.
يبدأ قلق الذات الشاعرة من هنا وسيستمر معنا كثيرا , فنجد / الغضب/ القلق/ العصية / يقتلع/ تتحطم / ,فمن خلال هذه المفردات ندرك ونحسّ عمق المعاناة لديها , وسطوة / خيوط العنكبوت / رغم ضعفها كيف يتلفّ حول عنقها وتكتم أنفاسها ! , وكيف تبقى الأبواب عصية أمام الضوء ؟! .
في الرمال
طمرت نهديّ,
فقد يصادف خطوك
عطش النهاية .
الخوف من البكاء وخيبة الأمس , وظلّ الهزيمة , يرافقان الذات الشاعرة , الخوف من / عطش النهاية / , وضياع الأحلام , وقسوة ظلّ الرحيل الذي سيرافقها لو أصبح الضوء لديها أسوداً , الخوف والترقب من الغد وما يحمله لها من خطوات تأخذها الى النهاية البائسة .

ليت حصاتي
تُدركها موجة عالية
لتتلألأ في يد الحلم ووردة .
حلم يراود الذات الشاعرة في أن تصادف مَنْ ينتشلها من واقع هي اسيرته , حلم جميل يبعث فيها نشوة الأمل , ويبقيها على قيد العشق , ويبدد صمت الأيام , حلم ينتشلها من هذا الغرق ويطرحها على رمال الخيبة كوردة ناصعة الجمال .
كلّ الغيمات أنا
وما بعض الريح
إلّا حزني المباغت
وسفري المشتهى..
هنا ندرك عميق الحزن ولذة الشهوة في آنٍ واحد , نحسّ بما تعانيه من الألم , وما الغيمات الاً بشائر تبرق في أعماق النفس لتمطرو تطرد الأزمات التي كبّلت الذات الشاعرة , غيمات تحمل بشائر الخصب والنماء و المطر الى ارضها العطشى.
في فراقك
سأعبر ارضاً واسعة
ما أوجعتها جسور
ولا نبتت فيها ظلال .
الفراق وما أدراك ما الفراق ؟ , هي محاولة الانتصار للذات أمام القسوة , والذهاب بعيداً عن الذات الأخرى التي سببت لها كلّ هذا الحزن والالام , والعبور الى الضفة الأخرى , ضفة السلام والامان والألوان , بعيداً عن الظلام .
يا غرقي
حين ينام الضوء
ولا أجد غير شعلة منسية
يرويها الظلام
لعمق النهر
بانتشاء وسخرية .
خوف وترقب وانتظار وقلق يساور الذات الشاعرة من الظلام , من الغرق عميقا عميقا في بحر اسود لا ضوء فيه ولا نجاة منه , من سخرية الاقدار , وعبث الأيام القادمة , خوف يسكن الروح التي تدركه وتحسّ به وتخشاه .
وكم تخفي من بياض
أيّها الأسود
المتململ من جناح الضوء .
ضوء أسود تختفي وراءه الألوان / الحياة / , ضوء يزرع القنوط والحيرة والحسرة في قلب الذات الشاعرة العاشقة للنور , والمتمسكة بقوة بالحياة والأمل , ضوء أسود ينزع من روحها كل البهجة وجمال الحياة .
وكم من ألوان ستضع
يا لاعن الربيع
كم من طيف
سيقتصّ من روحكَ
وكم من ضوء.
كلّ الألوان / السعادات / ستضيع وتتلاشى وتختفي من قلب العاشق حين يختفي المعشوق , معشوق يعرف كيف يلعن بهجة الربيع / النفس / ويشوّهها بطغيانه , ولكن , في نفس الوقت لن يكون بمأمن من الأطياف التي سترافقه حيناً تقتصّ منه ومن قسوته , وكم من الضوء سيختفي في قلبه ايضاً , العقاب سيرافقه دائما بما أقترفه .
العيد
أن تسافر بثمار اليقين
الى شجرة الحرية
وأن تعانقك الريح
بسؤال وحلم .
ونصل أخيراً في ديوان الشاعرة : نجاة المالكي الى العيد المنتظر , فتختم رحلتها في البحث عن / الضوء / وعن الحرية والحلم , تسافر وهي على يقين بأنّ الأيام ستحمل لها البشرى بالسعادة , وأنّ أحلاما ستبقى غضة تعانق روحها النقيّة و ..
أن أفتح زهرة القلب
واعطر دروب الأبدية .
أن ارصّ مواعيد الفرح
واهب لغيماتي رقصة وأغنية .
من الملفت للنظر ومن خلال قراءتنا لديوان الشاعرة : نجاة المالكي أن نجد التعادلية حاضرة ما بين الظلام والضوء , هاتان المفردتان تساويا في عدد تواجدهما داخل نسيج الديوان , فـ ( 23 ) مرة ذكرت في نسيج الديوان , وكأنّ الصراع كان محتدما ما بين / الظلام / و/ الضوء / فلا علبة لأحدهما على الآخر , بينما جاء /الغياب/ من خلال ( 15) مرّة , وألألوان تشتت بـ ( 12) مرّة , وكذلك / البكاء / , ورافقها / الظلّ / بـ (10) مرّات .ومن خلال انتشار هكذا مفردات نستشعر وندرك جيداً مأساة الذات الشاعرة , ومحاولتها للهروب من الظلام / ضوء أسود / نحو الضوء- الحياة , محاولة الخروج من تحت الرماد كالعنقاء , وانتصار ذاتها بعد رحلة فاشلة , والبحث عن طريق الأمل / الألوان / , البحث عن الضياء وسط هذا العالم المظلم من حولها .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصر الدرامي في رواية ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة ...
- سيّدةُ الأحلام السعيدة
- محاكمة الكاتب في (( ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجنونة )) ...
- عسلٌ منبوذ المرارة
- سيّدةُ الليل الأنسيّة
- الكاتب كريم عبد الله بين النفحة الصوفية و شعرية الألم . بقلم ...
- صدر عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع في بغداد الكتاب ال ...
- سيّدةُ السوتيان الأحمر
- سولاف سيّدةُ التين
- سيّدةُ الجسدَ البلّوريّ
- سيّدةُ الشوكولا بتلتو*
- سيّدةُ اللوز
- رسائلَ عشقٍ إلى درويشٍ مجنونٍ مِنْ سيّدةِ الياسمين
- جذورُ العشق
- الاشواق تنفض لواعج الظمأ - قصيدة مشتركة بين الشاعر : كريم عب ...
- القطةُ العمياء
- لا قطارَ عودة يمرُّ على سواحل اللوعة
- أحداث المتن الروائي في رواية: ما لم يقله سيزيف في مذكراته ال ...
- البحث عن المصير في رواية ( ما لم يقله سيزيف في مذكراته المجن ...
- لا أدري كمْ لبثتُ في عشقك هذا ؟! .


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - الإدراك الحسّي النفسي في ديوان ( ضوء أسود ) للشاعرة المغربية : نجاة المالكي بقلم : كريم عبدالله – العراق 25/12/2023