|
قراءة سيكولوجية في رواية المحترف للروائي محمود سالم|| ثروتنا القومية في منطقتنا العربية!!
محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 09:20
المحور:
الادب والفن
صدرت رواية "المحترف" للكاتب الروائي محمود سالم ، ورسوم للفنان شوقي متولي، عن سلسلة كتب الهلال للأولاد والبنات المعنونة بالشياطين الـ 13، المغامرة رقم 163، القاهرة، سبتمبر 1989. تقع الرواية في 94 صفحة من القطع الصغير. تقسم الرواية إلى ....؛ الفصل الأول (المحترف.. "جاك الصلب!") [ص5-18]؛ الفصل الثاني (تفاصيل جديدة .. صعبة!!) [ص19-32]؛ الفصل الثالث (حديث تليفوني غريب .. في بيت "شريف"!) [ص33-47]؛ الفصل الرابع (الشياطين.. يقتربون من الهدف!) [ص48-61]؛ الفصل الخامس (وفجأة .. ظهرت سيارة شرطة!) [ص62-75]؛ الفصل السادس (كوب الشاي.. هو كلمة السر!) [ص76-94]؛ ويعد هذا النوع من الروايات من رواية قصيرة أو نوفلا. حيث أنها رواية ذات طابع بوليسي وصراع بين الخير والشر، فلابد من وجود الحوار بين شخصياتها، وحوار آخر بين الشخص وذاته، فاللغة المستخدمة في كتابة متن الرواية والحوارات هي اللغة العربية الفصحى، ولكنها لغة كما أصطلح عليه في الكتابات النقدية الأدبية في العقود الأخيرة فصحى بسيطة أو اللغة الثالثة التي لا هي عامية مصرية ولا هي فصحي يستخدم فيها المرادفات الصعبة والمهجورة حتى تناسب الشباب والطلائع وحديث العهد بالقراءة الأدبية. من هم الشياطين الـ 13؟!: إنهم 13 فتى وفتاة في مثل عمرك كل منهم يمثل بلدا عربيا. أنهم يقفون في وجه المؤامرات الموجهة إلى الوطن العربي.. تمرنوا في منطقةالكهف السري التي لا يعرفها أحد.. اجادوا فنون القتال .. استخدام المسدسات.. الخناجر.. الكاراتية .. وهم جميعا يجيدون عدة لغات؛ وفي كل مغامرة يشترك خمسة أو ستة من الشياطين معا.. تحت قيادة زعيمهم الغامض (رقم صفر) الذي لم يره أحد .. ولا يعرف حقيقته أحد.. وأحداث مغامراتهم تدور في كل البلاد العربية.. وستجد نفسك معهم مهما كان بلدك في الوطن العربي الكبير.
بدأت مشاعر القلق والتوتر على الأبطال عندما وصلوا بالمصادفة للعمارة التي يوجد بها عيادة الدكتور برايت استشاري جراحة التجميل (كانت لحظة مشحونة بالقلق فلا أحد يدري ماذا سيحدث؟!) [ص55]؛ وعن ما حدث داخل العيادة نفسها ("أنني اعتقد ذلك أيضا. أن قلق الرجل وعصبيته يقولان أن هناك شيئاً") [ص60]؛ وفي غرفة الفندق (كان وجه "أحمد" قلقاً متوتراً، وتنهد بشدة وقال: "يبدو أننا مراقبون!") [ص70]. ما هي اللحظة الرائعة للتأمل؟!: عندما تنسحب الألوان الجميلة ويبدأ الليل، وبينما كانت الألوان في الوجد قد تغيرت فعلاً، واحتل لون رمادي مكان اللون الذهبي أن الليل يزحف على الكون، وبدأ الظلام الهادىء يحيط بالمكان.. لا يقطعه أي صوت (لحظة الغروب)؛ فالإنسان في حاجة إلى كثير من التأمل، حتى يستطيع ان يرى حياته جيداً!! (الرواية: ص6-7).
ما هو دور الضوء وألوانه المختلفة في تلك الرواية؟ • من أول الجملة الافتتاحية بالفصل الأول من الرواية (كانت الشمس تنسحب من الوجود.. وكان الشفق يصبغ السماء بلون ذهبي يميل إلى الاحمرار) [ص5]، وللضوء أهمية كبيرة داخل هذه الرواية، كأن المؤلف يريد ان يبرز دوره في حياة، أو أنه شيرك لشخصيات الرواية كباقي مكونات البيئة المحيطة بهم، وفي مواضع أخرى يكون له رمزية ما يريد أن يعبر عنها الكاتب داخل الصراع الروائي عن طريقه، أو التعبير عن الجو النفسي للبطل وما يدور بين جنبيه بلون الضوء وشدته. • (كانت الاجتماع في القاعة الصغرى، حيث كانت الأضواء تلمع بشدة) [ص7]. • (بدأت الأضواء تنسحب من القاعة حتى بدأت تغرق في الظلام... كأنها تشبه لحظة الغروب تماما!!) & (أضيئت الخريطة الالكترونية) [ص11]. • (وفي ظلمة الليل غادرت الطائرة الخاصة المطار الصغير في طريقها إلى أمريكا) [ص34]؛ (عندما توقفت الطائرة على أرض مطار "دلاس" كان النهار في منتصفه) [ص39]. كأن المؤلف يريد أن يقول الليل للنوم والسكينة والنهار للعمل والحركة. • (كانت المنطقة هادئة تماما، ولم تكن اصاءة الشوارع لامعة بل كان الجو يبدو شاعرياً تماما... أنه وقت جيد للتخلص من أي إنسان هدوء واضاءة خافته) [ص83]. • وفي مقر مؤسسة البترول الكبرى بمدينة دلاس (ولم تكن تلمع فيه سوى نافذة واحدة مضاءة)؛ (نافذة مظلمة مقابلة للنافذة المضيئة) [ص85].
ما هي القضية الرئيسية والصراع الذي تدور حولها الرواية؟! يمثل البترول (النفط العربي) الثروة القومية في منطقتنا، والعمر الافتراضي لهذه الثروة، واعتماد القوى العظمي عليها؛ وهل يمكن إطالة عمر حقول البترول العربية؟!؛ ودور سلاح البترول في انتصر أكتوبر 1973، وما حدث في سوق وأسعار البترول عالمياً. وكيف بدأت بلاد عربية في تحقيق برامج تصنيعيه طموحه لتصنيع نفسها قبل أن ينتهي زمن البترول؟! كما تبرز الرواية أهمية القراءة والبحث في كافة المواضيع العامة والخاصة التي تجعل من صاحبها شخص سريع البديهة قال على حل المشكلات والأزمات التي يمر بها أو من حوله. كما تناولت الرواية أهمية الاهتمام بالعلم والبحث العلمي وأنه الوسيلة لنمو وتطور الأمم؛ حتى العصابات الاجرامية تستخدم التطور العلمي في جراحات التجميل في تغيير ملامح المجرمين السفاحين، أي أن الجميع يسعى للاستفادة من التطور العلمي المذهل!!. تهديد عصابة "سادة العالم" للعالم العربي العبقري الشاب "شريف عربي" (الموجود بولاية تكساس الأمريكية، وهي نفس الولاية التي قتل فيها الرئيس الأمريكي "جون كنيدي" يوم الجمعة 22 نوفمبر 1963) حيث تريد القضاء عليه والخلاص منه، عن طريق القناص المحترف "جاك الصلب" وهو في منتصف العمر، ما بين الأربعين والخمسين. وحتى اسم العالم العربي الذي اختار الكاتب "محمود سالم" عبارة عن صف ولا يدل على جنسيته العربية "شريف عربي" حتى ينسبه لكافة الوطن العربي اجمع وليس لدولة عربية بعينها، اي جعل من اسمه رمزاً عربياً لكل مواطن عربي شريف محب لعروبته.. عقدة وصعوبة المهمة أو المغامرة تكمن في أن العصابة قد أجرت جراحة لـ "جاك الصلب" فأصبحت ملامح وجهه تبدو وكأنها آنسة في بداية الشباب!!، وبعدها اختفى تماما للقيام بالمهمة، ولا أحد يعرف ملامحه الجديدة سوى طبيب التجميل الدكتور "برايت"!!؛ ولكن المشكلة أن الطبيب نفسه اختفى! [الرواية: ص26]. فلماذا تم اختيار ولاية تكساس حتى تكون مسرحا لأحداث الرواية؟!: لأنها من الولايات الغنية بالبترول ولهذا تكثر فيها الجامعات، والمعاهد المتخصصة في علوم البترول.. وهنا كان يجرى العالم "شريف عربي" أبحاثه في جامعة "تكساس"، وهي أبحاث تتركز على تنمية آبار البترول العربية لإطالة عمرها!! [الرواية: ص23]. ولأن الرواية نشرت في شهر سبتمبر 1989 ونحن نكتب عندها الآن في أبريل 2023 أي بعد 34 سنه من كتبتها فالتأكيد سوف نجد بعض الأشياء التكنولوجية غير المنتشرة وقتها، ولم تكن معروفة في مصر وبعض البدان العربية حينئذ، ومنها مفتاح ريموت السيارة، والتي عبر عنها الكاتب بصفة 39 برواتيه: (كانت هناك سيارة في انتظارهم.. ما أن وقعت اعينهم عليها حتى عرفوها اخرج "أحمد" جهازا دقيقا من حقيبته السحرية، ثم ضغط عليه، فانفتحت أبواب السيارة، قبل أن يصلوا إليها). والمشروبات التي تناولها الأبطال بالرواية الشاي الساخن (بالطائرة الخاصة برحلتهم لأمريكا) والقهوة العربي (ببيت شريف عربي العالم الشاب)؛ ثم الشاي مرة أخرى في مقر مؤسسة البترول الكبرى والذي كان سيشربه العالم الشاب "شريف"، أنه الشاي الأخير؟! [ص92]. وانتهت القصة على انقاذ حياة "شريف عربي"، وإلقاء القبض على "الآنسة جاك الصلب" والذي كان يرتدي ثياب آنسة جميلة، مرتديا قناع على الوجه انتزعه "أحمد" فجأة من أسفل رقبته فظهر وجه "جاك الصلب" الخشن.
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرة الأخيرة أقوى من الرصاص.. بقصة -كعيك النوري- للكاتب د.
...
-
انهيار الاقتصاد اللبناني|| الوضع الاقتصادي اللبناني ما بين أ
...
-
تحديد أسعار النفط قبل أوبك
-
حيوانات في الحرب
-
هل توجد فروق في أشکال و مراحل نشأة الأجنة للحيوانات المختلفة
...
-
معنى رفع الراية البيضاء في الحروب؟!
-
غاز الأعصاب في الحروب
-
التهاب الزائدة الدودية في المناطق الباردة
-
أيام ثقيلة، دماء ثقيلة
-
مفاوض متخصص
-
هل هناك دعاية سلبية؟
-
أهمية باب المندب للملاحة البحرية الدولية
-
سلام أو حرب؟
-
إدارة الانتباه
-
العمال التايلنديون في إسرائيل
-
المادة 99: حق الأمين العام في لفت انتباه مجلس الأمن
-
تأثيرات مستخلص من إكليل الجبل على مسارات الإجهاد التأكسدي وا
...
-
مضخات المياه في الحرب
-
الذكاء الاصطناعي في الجدال والرد
-
حماية الببتيدات النشطة بيولوجيًا في الفاصوليا البحرية داخل ا
...
المزيد.....
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|