البذلة الرمادية / أقصوصة

محمد عبد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 7834 - 2023 / 12 / 23 - 22:13
المحور: الادب والفن
    

من منتصف السلّم.. كان قد رأى موجودات الصالة تمتصّ ضوءًا شحيحًا يتابع تدفّقه من مصباح وحيد متدلٍّ وسطها. وحين هرب من الظلمة، وهو يتابعها تزحف خلفه مرتقية درجة السلّم الأولى، لفّه ذيل ضوء آت من الأعلى وسحبه نحو باب غرفة مفتوح على سعته؛ تاركًا ظلًّا ثقيلًا يحتلّ الأماكن وهو يغادرها.. متذكّرًا أنه لم يمسْ قد الشاي الكبير، حتى أنّه كان يراه وهو هناك يغلق باب غرفته.
وثمة، في الغرفة المضاءة، كان كلّ شيء هادئًا: رجل يجلس، بملابس داخلية تبدو جديدة، على حافة سرير.. يشوّش صورته بصاق منتشر على وجه مرآة كبيرة موضوعة أمامه؛ حتى أنّه لا يكاد يتعرّف عليها.. بصاق كثير مازلتْ بقاياه تقطر من حنكه راسمة بقعة تتسع على صدره. حوله: تتناثر على الأرض، وقد نُظّفتْ قبل ذلك بعناية، قطع بِذَل بألوان مختلفة.. وكان، وهو على سريره، يرى بوضوح على سطح المرآة العكر بذلة رمادية معلّقة، وحدها، في الخزانة المفتوحة خلفه.

#محمد_عبد_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات