أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - بسبب اليمن أمريكا دافعة الثمن















المزيد.....

بسبب اليمن أمريكا دافعة الثمن


مصطفى منيغ

الحوار المتمدن-العدد: 7832 - 2023 / 12 / 21 - 16:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المَنطق عند جيش الدفاع الإسرائيلي بضدِّهِ يَنطِق ، كالمبالغة في التدمير الممنهج الهادفة لجعل جند حماس يشعرون بالتضييق ، فيغادرون حيث يتم اقتناصهم ولو مِن بُعدٍ سحيق ، وكأنَّ الأمر يأخذ هؤلاء مجرَّد مجندين يختارون في المواجهة أي طريق ، لكن المفاجأة أربكت فطاحل ذاك الجيش الذي روَّج عن نفسه أنه لا يُقهر ليصبح مثار تعجب سلبي من لدن مَن له في أمريكا صديق ، فيتخلَّف أكثر مِن المُتَوًقَّع بل يُسْقَطُ من قائمة الجيوش الأوائل بالتدقيق ، في فشله المشهود مهما كان التخصُّص العسكري داخل المعارك فاقداً بذلك السمعة والتبات والتخطيط المُحكم والوقوف الند للند في مواجهة مجرَّد حركة لكن كل ما فيها يُعَنْوَنُ بالفخر ويباركه الصِّدق ، أجل حركة حماس قهرت قولاً وفعلاَ جيشا له من الإمكانات البشرية والمادية ما يجعله من بين الجيوش العشرة الأكثر خطورة في العالم أكانوا من الغرب أو المَشرق ، جيشاً يبكي حظه منذ الوهلة الأولى التي اقتحم فيها أرض غزة ليواجَه بدروس أكثر مِن تداول تعلًّمها في الأكاديميات العسكرية أنها تضيف كإبداع فتالي لا يجد أمامه الجيش الصهيوني المهاجم سوى الرضوخ للكذب في بياناته الدالة على عجزه ، واقتناعه المُطلق أنه في حاجة للمزيد من التداريب والأهم من ذلك التخلي عن الخوف الجاعل منه ينشد لو أمكن الانسحاب من المعركة ولو بنصف الخسارة ، بدل الخسارة كاملة التي تنتظره آخر المطاف .
إسرائيل ككيان ودولة أهم ما فيها والقائم على بقائها جيش الدفاع ذاك ، ومتى انهار ولو الجزء البسيط منه تكون مسألة وجود نفس الكيان برمته رازحة تحت ظروف قد تُعمِّق سلبيات التعجيل بالانهيار التام أو تعيد التركيبة الأساسية لقاعدة الاستمرار في البقاء من جديد ولو تخلّله ذاك الحد الفاصل بين الممكن والتعلق بخيال لم يعد ينفع ، والعالم قد تغيَّر بما فيه وما عليه ، كدول لحقت عن قناعة لمعرفة أن المستقبل ، في جودة الأعمال ، وصدق الأقوال ، والاستعداد المستمر لمقابلة أية أحوال ، إذ الزمن (دون اعترافه بالحدود الجغرافية) جوَّال ، متى عايش إنصاف النساء كالرجال ، استحسن ذاك التنظيم المنظَّم بالقانون البريء من كل الحِيَل ، القاهرة بالقوة الغاشمة وسياسة تسلط الإهمال ، بتشييد العقلية المُبَارِكَةِ عن خوفٍ ليسود الانحلال ، شقيق فساد كلما عمَّ قرية استوطنها أفتك خلَل .
القضية في عمق عمقها لا تصبُّ في كراهية اليهود كبشر لهم تاريخهم ودينهم وأيضاً حقهم في الحياة كملكية إلاهية لا أحد له الصلاحية لنزعها من أي كان مهما بلغ مقامه ، ولكن القضية فيما صنَعَ هؤلاء اليهود بأنفسهم حينما ضنُّوا عن يقين أنهم الفصيل المختار من عباد الله ، مَن لهم ما لا يحِقّ لسواهم التمتَّع به ، أو المطالبة باسترجاع ما قد يستولون عليه بأي طريقة وهم يعلمون أنه اعتداء على حقوق الغير ولا يعبؤون ، إن تظاهروا في إسرائيل أنهم مع سحق الفلسطينيين مهما وصل حجم الأرض الباقية لمقامهم ، لأنهم استرخصوا عملية السحق تلك وجعلوا تحقيقها مرتبط بأيام يصبّ جيش الدفاع الإسرائيلي كامل استعداده لتتوسع الأرض المحتلة يعربد فوقها هؤلاء اليهود ، على مختلف مللهم وقناعاتهم بفساد ، إن عمَّ أدانت المنطقة المعنية بما يجعلونه ضريبة تفوُّقِهم المستخلصة أكانت من أصحاب قناة السويس ، أو أي فريق يتحكم في باب المندب ، لكن جيش الدفاع الإسرائيلي خَيَّبَ ظنهم حيث أصبح يُسْحَقُ كأن جُنده وهم يتساقطون على أرض غزة سقوط أوراق أشجار تبدو يانعة عن بعد ، وعلى قُرب الصفر تفضحها ثقب نخرها سوس الفشل ، الذي جَوَّف جدعها من الداخل ، بصدى طلقة يتبعها تكبير تنهار مِن تلقاء نفسها وكأنها ما كانت مُوَلّدة ثمار دعاية كاذبة مصيرها ما يُتداوَل عبر الأمصار أنَّ النصر لحركة حماس القويَّة بالإيمان وليس لجيش الدفاع الإسرائيلي المستعرض العضلات المنتفخة بتقنية البهتان .
... تهرَّبت الولايات المتحدة الأمريكية من توسيع الحرب ، كي لا تمتد من غزة الفلسطينية إلى لبنان إلى سوريا ثم اليمن ، واجتهدت ما أمكن على إبعاد إيران ، لعلمها المؤكد أن خطورة ما يترتَّب على تداخل تلك بذاك في معركة أقل ما يُقال عنها أنها من الحجم الواصل ثقله لغاية أمريكا الداخل ، ممَّا يُربك المعادلة التي بنت عليها الولايات المتحدة الأمريكية حساباتها للبقاء كأكبر وأعظم دولة في العالم ، ولم تكن متيقنة رغم ما تتوفَّر عليه من إمكانات تجسُّسية تصرف عليها (في المنطقة العربية خصوصاً) الملايين من الدولارات ، أن اليمنَ خارجٌ من جماعة الصمت العربي المواكب لإرضاء التعاليم الأمريكية ، القاضية بعدم التدخل تحت أي ظرفٍ كان ، حتَّى تتمكَّنَ إسرائيل من الوصول إلى مبتغاها المُمَثَّل في القضاء على المقاومة السنيّة كالشيعية أينما تواجدت في منطقة قرّرت الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون خاضعة كلياً لإرادتها . خروج اليمن عن هذه القاعدة يُفَسَّر أن التحام رؤى التخلُّص من الهيمنة الأمريكية وما يجاورها من توابع أهمها إسرائيل، يتكوَّن على أسس لا تترك مجالا للنزاعات العرقية أو العقائدية أو السياسية المحضة ، بل هدفها الأسمى تحقيق المعادلة لاول مرة تطفو على السطح تضمن العدالة في تعامل الدول بعضها ببعض واستبعاد الاستغلال الأمريكي لوسائط قابله لأخذ الثمن كما تفعل إسرائيل في فلسطين عامة وغزة خاصة ، إذ لم تعد قابله بالاحتلال وإنما بامتلاك الأرض الفلسطينية برمَّتها كمدخل للإمبراطورية الصهيونية التي لا زال جل اليهود يحلمون بتأسيسها مهما طال الزمن ، وهكذا نرى أن الحرب القائمة هناك هدف الإسرائيليين منها قلع الفلسطينيين من جذورهم بلا هوادة مستعملة كل الوسائل المحرَّمة التي أقلها تُعتبر بمثابة جرائم حرب ، وكل هذا يتم بمباركة الإدارة الأمريكية برئاسة جو بيدن ، الذب أسسَّ لمواجهة التحرُّك اليمني المشهود ، حلفاً مكوَّناً من عشرة دول ، تحت عنوان الدفاع عن حرية الملاحة البحرية في مجموع البحر الأحمر ، المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية رفضتا الانضمام لمثل التحالف كموقف يعبِّر أن حالة من الوعي العربي بدأ يسود في أفق ضاغط على أمريكا ، ولو في حده الأدنى ، عساها تتراجع عن سياستها الجاعلة من إسرائيل عروس الفتن بالمنطقة وبؤرة فساد غير مسبوق .
مصطفى منيغ
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني - أستراليا
[email protected]



#مصطفى_منيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهكذا مِنْ أستراليا إلي كندا
- إيران حتماً ستدخل الميدان
- أقَتْل وتَّنْكِيل مِن الفُرَاتِ إلى النِّيل ؟؟؟
- فشل الفُسْحَة إلى القاهرة مِن الدَّوْحَة
- من أبي -رَقْرَاقْ- الجليل إلى -النيل- النبيل
- كل الهَرَج لاقتِحام قاعة الخُدًّج
- لو عَلِمُوا بالآتِي لَنَدِمُوا
- مصير إسرائيل الصُّراخ والعويل
- رغم الوسائل مَهزُومَة إسرائيل
- رحيل إسرائيل البديل
- إسرائيل والغضب المغربي الشَّامِل
- الجزائر وتقلب الدوائر / 2
- العراق يتأخَّر عن السِّباق
- العراق وصُنَّاع الانشقاق
- العراق وانعدام سياسة الأخلاق
- صرخة العراق إلى متَى أيها الرِّفاق ؟؟؟
- البهلولية واللحظة الانفصالية
- البهلولية والتحركات الدولية
- البهلولية ليست للتسلية
- البهلولية والمخاوف الإسرائيلية


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى منيغ - بسبب اليمن أمريكا دافعة الثمن