لويس ياقو
(Louis Yako)
الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 20:08
المحور:
الادب والفن
رأيت وردة حمراء
نمت من عمق تراب أسود
معجونٍ بشظايا ودم وزجاج مكسور ...
قلت للوردة: تهانينا! لقد نجوت من الحرب والموت والدمار!
أجابت الوردة: كيف تجرأ على تهنأتي؟
لم أنجُ من الحرب!
لقد كانت أمي مشروع بذور كثيرة
كلها ماتت ووحدي بقيت في عالم بلا ورود!
وحتى أنا، لم ينجُ كلي!
لقد نجا بعضي فقط!
وها أنا أمامك نصف حية
أقف شاهدة على نفاق البشر ومجازرهم!
كيف تجرأ على تهنأتي؟
أنا التي أٌتلِفَت كل بذور أمي
وبقيت وحيدة أناضل
تحت هذا التراب الأسود وهذا الدمار المرعب!
كنت مدفونة في ظلام حالك
لم يعزني سوى أصوات أجراس كنائس تقرع من بعيد
رغم عدم علمي إن كانت تقرع إحتفالا بالعيد
أم لجنازات ضحايا قتلوا غدراً!
لم يعزني سوى صوت مؤذنٍ يرتل بحرقة من بعيد: (أشهد أنْ لا إله إلا الله...)
وأزيدك علماً، لم أكن لأنبت في هذه التربة الجرداء السوداء
لولا دموع أطفال مالحة بكوا بحرقة على هذا التراب
بعد أن خسروا ذويهم ومستقبلهم وكل ما لديهم!
وها أنذا أقف شاهدة على قبح ما حصل لا ناجية منه!
ولازلت أسمع شهقات وأصوات بكاء
يصعب تمييز إن كانت أصوات ضحايا يحتضرون
أم أطفال ولدوا للتو ...
#لويس_ياقو (هاشتاغ)
Louis_Yako#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟