أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - من وحي ذكرى الشهيدين عمر بنجلون وسعيدة المنبهي














المزيد.....


من وحي ذكرى الشهيدين عمر بنجلون وسعيدة المنبهي


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 07:27
المحور: الادب والفن
    


في هذا الشهر الأخير من كل سنة شمسية لنا - معشر الاشتراكيين الديموقراطيين - موعد مع ذكرى استشهاد مناضلين فذين من عيار عمر بنجلون وسعيدة المنبهي..لكن يبدو لي من خلال تجربة نشاطي في اطار الاتحاد الاشتراكي من 1988 الى 1996 أن بعض القادة المخضرمين - حتى لا أعمم - ليسوا في مستوى التضحيات الجسام التي أسداها مثل هذين الشهيدين الاذين أقل ما يجب عمله هو وضوح المواقف السياسية والخروج من المنطقة الرمادية بتسمية الأبيض أبيض والأسود أسود اذا أردنا الوفاء لنهجهم والاخلاص لروحهم..
على العكس من هذه الشفافية المطلوبة المتجانسة مع مبادئ الحزب، شاهدنا قادة يلعبون فوق الحبال على الصعيد الادإعلامي والتنظيمي والساسي بدعوى الواقعية حينا والبراغماتية حينا آخر ...
للتوضيح أكثر، لا بد من أن تعود بنا الذاكرة الى الفترة التي تسلم فيها اليازغي مقاليد الكتابة العامة للحزب بعد غضبة أليوسفي ما قبل الأخيرة، علما أن غضبته الأخيرة كانت بسبب تعيين جطو وزيرا أول مكانه رغم أن الانتخابات التشريعية لعام 2002 بوأت حزبه الرتبة الأولى.
آنذاك، كان اليازغي هو المسؤول الوحيد عن لساني حال الحزب؛ أقصد جريدتي " الاتحاد الاشتراكي" و"Libération". لا زلت أذكر كيف أني كنت عائدا من مدرسة قروية في ضفة بولعوان الشمالية عملت بها مدرسا ومتجها الى مقر سكني بالمحمدية.
قبل الوصول الى عاصمة الشاوية (سطات) مررت على السوق الأسبوعي لأولاد سعيد حيث اقتنيت جريدتي المفضلة آنذاك ( = الاتحاد الاشتراكي ) لآستأنس بها في ما تبقى من مشواري. بالطبع، كانت المسافة الزمكانية كافية لأن آتي على كل ما كتب في الجريدة في عدد ذلك اليوم. إلا أن ما أثار حفيظتي هو تعليق على هامش صورة يظهر فيها حمار محمل بقربتين سوداويين من المطاط. جاء في التعليق أن مشرع أولاد بنعبو يشكو من العطش. أدركت للتو أن سبب نزول هذه الصورة والتعليق المرفق بها هو توجيه رسالة الى القراء ضدا على الخصوم في المنطقة حتى ولو تطلب الأمر السقوط في التناقض؛ علما بأن الدائرة التي تنتمي اليها المدرسة التي كنت أعمل بها كان يمثلها في البرلمان عبد الهادي خيرات، ومع ذلك كنت تجد سكان دواري العروسيين والطواهرة يجلبون الماء الحلو من وادي أم الربيع بنفس الطريقة الماثلة في الصورة المنشورة في الجريدة والمعلق عليها. عند وصولي االى المحمدية، اخبرت بأن اليازغي سوف يؤطرا نشاطا حزبيا بمقر فرع الحزب بدرب مراكش. التحقت بالجمع ووجدت المقر غاصا عن آخره بالحضور وهم يستمعون الى حديث اليازغي عن الشهيد المهدي بنبركة.
تابعت محاضرة القيادي البارز وأنا واقف عند عتبة القاعة رفقة مناضلين آخرين. عندما انتهى اليازغي فتح باب النقاش وأعدت لائحة أولية بأسماء الراغبين في التدخل. بهذه المناسبة، أعطيت لي الكلمة لأعبر عن المفارقة التي صادفتها في الجريدة وكيف كان المنطق يستدعي أحد أمرين: اما فضح الخصوم لتقصيرهم في توفير الماء الصالح للشرب للمواطنين مع الالتزام بالنقد الذاتي والاعتراف بنفس القصور الحاصل في المناطق الممثلة من قبل الحزب، واما السكوت عن زلات وأخطاء الخصوم انسجاما مع رغبتنا "المرضية" في عدم فضح قصورنا الذاتي في مواطن محددة.
كان لتدخلي وقع كبير ٠على اليازغي، ومع ذلك لجأ الى آلية دفاعية عزيزة على المتعجرفين وقد تمثلت في اللامبالاة بتدخلي "المشاغب" رغم معقوليته ومفعوله الواضح من خلال ملامح وجه الرجل.
لا يتطلب اكتشاف علاقة هذه الآلية بالشفافية ذكاء خارقا؛ ذلك أن اللاجئ اليها يجعل من الشخص غير المرغوب فيه "شفافا" أي غير منظور أو على الأقل غير مهم مثل الواجهة الزجاجية التي تعرض فيها نماذج من السلع الفاخرة، اذ أن الزبون عادة ما لا يبالي بالصفيحة الزجاجية المثبتة على الواجهة وانما يشد نظره ما يقع خلفها من سلع.
لو بقي عمر بنجلون حيا حتى 1993 لعبر عن استيائه من الأساليب الدنيئة من محسوبية وزبونية وعرابية حتى (ليس نسبة الى عرابي المصري صاحب الثورة المرتبطة باسمه وانما نسبة الى عراب (Parain) ومقابلها بالفرنسية Parainage،وغير ذلك من الظواهر المشينة التي تربى المناضلون النزهاء والشرفاء على محاربتها انسجاما مع خطاب الحزب. إلا أن مكر التاريخ تمثل في كون هذه الأساليب هي التي صنعت "قشدة" الحزب على سائر الصعد، بينما كان مآل المناضلين الذين يعملون في صمت ثم يذهبون الى حال سبيلهم التهميش والاقصاء. لأجسد ما أقول بقدر كاف من الوضوح دعوني أعود الى جبة الذاكرة مرة أخرى لآحكي لكم ما وقع لي مع الجريدة التي كنت مراسلا ومتعاونا معها لمدة ثمان سنوات ( من 1988 الى 1996).
في أحد الأيام من صيف العام المشار اليه أعلاه، التحقت بالجريدة بزنقة الأمير عبد القادر الجزائري ومعي مادة صالحة للنشر. عندما بلغت باب البناية بادلت البواب التحية المعهودة وأردت صعود سلم العمارة قصد اللحاق بأعضاء هيئة التحرير الذين صرت أليفا عندهم لكثرة تواتر مقالاتي وزياراتي، إلا أن البواب منعني بلباقة من الدخول بناء على تعليمات تلقاها من الإدارة تقضي بمنع غير الصحافيين من الدخول. بطبيعة الحال، فطنت الى أن هذا القرار ذو علاقة بالانتهاء من أعمال توسعة المقر وتجهيزة بالتجهيزات اللازمة مع تزيين جدرانه بالمرمر و"الفيانص". في نفس اللحظة، أدركت بتلقائية كبف أن الجريذة المؤسسة صارت مثل امرأة مغربية غيرت مواقفها من الناس بسبب تحسن وضعه. فنحن المغاربة عندما نشعر بأن شخصا ما غير موقفه تجاهنا نقول له: مالك؟ أشنو تزاد عليك؟ وبينما أنا أعبر للبواب بهدوء عن احتجاجي على هذا القرار الجائر وكيف أن الإدارة كان يفترض فيها تزويده بلائحة للمراسلين والمتعاونين القارين الذين يجب استثناؤهم من القرار بمنع الدخول، إذا بي أرى عبد الواحد عوزري مقبلا من عل نازلا السلم على هيئة طاووسية تشي بخيلاء وكبرياء...



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناوشة الذاكرة: أمازيغية عجوز تتراجع عن إسكاني
- خلاصة اجتماع النقابات التعليمية الأربعة مع اللجنة الوزارية م ...
- قراءة في محاضرة -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر
- لماذا تفاقم التوتر بين فلاندا وروسيا؟
- رواية -الطاعون- لألبير كامو قصة أدبية عن الوباء
- قراءة في كتاب -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر (2/2)
- مطاردة الساحرات: فايار تسحب من المبيعات كتاب -التطهير العرقي ...
- وأخيرا.. وزارة بنموسى تقبل الجلوس مع نقابة الإفنو والتنسيقيا ...
- قراءة في كتاب -أصل العمل الفني- لمارتن هيدجر (2/1)
- فولتير ينتقد لايبنتس انطلاقا من فلسفة الأنوار
- قراءة في محضر الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات وبوادر ال ...
- ملاحظات وجيزة عن محضر الاتفاق الأخير بين الحكومة والنقابات ا ...
- رسالة من المعلم محمد الجعدي إلى الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي
- رسالة من معلم مضرب ألى عمر الشرقاوي
- شكيب بنموسى في مؤتمر اللجنة التوجيهية رفيعة المستوى حول حكام ...
- قراءة في محاضرة -تصوراتنا للعالم- لمارتن هيدجر
- تعليق مارتن هيدجر على شذرة أناكسيمندر
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة بفا ...
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان الأغورا للسينما والفلسفة (ال ...
- برنامج النسخة الثامنة من مهرجان السينما والفلسفة بفاس (الجزء ...


المزيد.....




- مهرجان كان السينمائي يختار الممثلة جولييت بينوش لرئاسة لجنة ...
- صدور أول كتاب للفن المعماري الطليعي الروسي باللغة العربية في ...
- الكويت تطلق الدورة الـ30 لمهرجان القرين الثقافي
- مداخيل السينما بالمغرب تحقق 12.7 مليون دولار في 2024
- مكتب نتنياهو يُعلن إرسال وفد إلى الدوحة نهاية الأسبوع لمناقش ...
- أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
- بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد رباص - من وحي ذكرى الشهيدين عمر بنجلون وسعيدة المنبهي