جميلة مزرعاني
الحوار المتمدن-العدد: 7830 - 2023 / 12 / 19 - 13:47
المحور:
الادب والفن
ألا تلحظون مثلي تغيّر وجه الشّتاء مبدّلًا جلدهُ العتيد؟ يُكدّرُ مزاج الطّبيعة كم بودّها تهزم قرص الشّمس المتمادي توهّجًا وكبرياء تتوق للعواصف تهزّ جدر البيوت تقاضيها لقاء الصّمود
المستديم ، للبرد القارس يلسع عتمة ليل غزاه أرق السّاهرين
إلى جبل الأفرشة يعلو قامات ممدّدة ترتعد من صقيع كانون يؤزّها أزًّا فتصطكّ أسنان المتنبّهين من قرْصٍ لادغ ، إلى المواقد الملتهبة بالجمرات تعسعس بالدّفء حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة. لحبال الأمطار المتدلّية من المزن تسارع تكمّ أشداق الظّمأ تومئ لحبّات البرَد تركلُ زجاج النّوافذ تردّ الصّاع صاعين هازئة من بريقها اللّامع، للثّلوج تباغت قراميد المنازل تكلّل حمرتها الفاجرة تزفّها للأبيض النّاصع ترسم لوحات من السّحر والجمال تبهر الأبصار، لأسراب الغمام تُسقط غيثها بلا حساب للدّواخين تنفث في وجه السّماء ثأرها الدّفين تلقّنها درس التّفرّد بالصّفاء. للأحلام يفبركها الدّفء فتسترخي هامات على وسائد نذرت نفسها لغفوة آسرة في غمرات النّعيم. والهفتاه ! كم اشتاقت نفسي لشالي الصّوفي المزنّر ببياض ناصع يفتح باب قلبي لحبّ يوقظ عبير الزّنبق من عبّ الشّتاء.
ريحانة جنوب لبنان
#جميلة_مزرعاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟