فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 08:25
المحور:
الادب والفن
الْأولادُ جياعٌ يأْكلُونَ لحْمَهُمْ
السّماءُ أغْمضَتْ عيْنيْهَا
عنْ أكفِّ الدُّعاءِ:
خذْنِي إليْكَ يَااللّهْ...!
قالَهَا أحدُ الْفقراءِ
وهوَ يسْترُ عوْرةَ الْجوعِ
منْ أعْينِ الْفقراءِ
بِأكْمامِهِ الْمُمزّقَةِ
خجولاً/
منْ غرْغرةٍ يسْمعُهَا الْكلامُ
يصْمتُ :
خُذْنِي إليْكَ يَا أللهْ...!
أنَا أجْهلُ:
كيْفَ تُكْتَبُ الرّسائلُ
إليْكَ
عبْرَ بريدِكَ... ؟
هلْ أنْتَ واقفٌ أمامَهُ أمْ لكَ مكْتبٌ
تتلقَّى فيهِ شكْوايَ... ؟
أجْهلُ :
كيْفَ يتحدّثُ الْأحْياءُ
عنْ وعودٍ أخْلفُوهَا
معَ أرْصفةٍ تمْتلئُ بِالأحْشاءِ
وتتجشَّأُ تُخْمةَ الْفراغِ ... ؟
أجْهلُ :
كيْفَ أُخمِّرُ الْهمومَ
فأصْنعُ كُوكْتِيلاً لِلْغيابِ
أُقدِّمُهُ صدقةً
لِعابرٍ/
قبْرُهُ لمْ يحْتوِهِ
ولمْ يسْتقْبلْهُ رُفاتُهُ قبْلَ أنْ يتغذَّى
دودُهُ علَى لحْمِهِ...
أجْهلُ:
كيْفَ أشْتغلُ حتَّى لَا أضيعَ
فِي زحامِ الْأفْواهِ والْأصابعِ
تمْتدُّ إلَى بطونِ الشّرَهِ
تبْقرُهَا عيْنُ الْجوعِ
بتوْصيّةٍ/
منْ بيْتِ الْمالِ...
أعْرفُ:
صنْعةَ الْكلامِ /ثرْثرةِ الْكلامِ
أعْرفُ :
خدْعةَ الصُّورِ ومُنَمْنَماتِ الْخيالِ
وزرْكشَةَ الْكدَحِ...
لكنَّهَا صنْعةٌ تهمُّ
الّذينَ ينْتظرُونَنِي فِي قبورِهِمْ...
يسْترِقُونَ السّمْعَ
و يصطفُّونَ علَى الْبوّابةِ
تُفْتحُ كلّمَا انْتصفَ الْقمرُ
علَى أجنْدةِ
سنِّ الْيأْسِ...
فيدْخلُ الْملائكةُ /الشّياطينُ
إلَى قاعةٍ /
وُسْعُهَا السّماءُ والْأرْضُ
لِيسْمعُوا ترْتيلةَ الْبكاءِ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟