مهند عبد الجبار آل إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 00:10
المحور:
الادب والفن
حَربٌ يَأسرُها المَعنَى
-------------------------
لَيتنِي مُصَورٌ فُوتوغرافيّ
لِأََطفِئَ هَذَا العذابَ بِلقطةٍ وَديعةٍ
أَبدَاً ... مَا كَانتِ الأحدَاثُ فَاتنةً
لِتشفِيَ غَليلَ النّظرِ
هَذهِ المَرّةُ ...
بِفخِ المَعنى سَقطتْ تِلكَ الحَربُ
متى يَرتدِي هذَا العَالمُ نظارتَهُ الطّبيةَ
ويَفيقُ من غَفلتهِ ؟
كَي لا يَرَى غَزةَ بِالمقلوبِ
ألَا تَتحرَكُ المَشاعرُ وَتُفنِّدُ مَحطْاتِ الضَياعِ ؟
اِصَحُوا يا إِخوةَ يُوسفَ ...
بِهذَا الصَمتِ المُطبقِ إنكُم لِغارقُونَ
أعمارُكم بَدَأتْ تَتاكلُ وأسمَاؤكم الرّنانةُ سَوفَ تَهوِي
مَا أقساكمُ يَا إخوةَ يُوسفَ !
إنّها غَزةُ بِكاملِ ألمِهَا
اِنظرُوا كَيفَ تَحتضنُ أطفالَها الشُّهداءَ، وَهيَ مُقطّعَةُ الأَطرافِ
اِنظرُوا إليهَا كَيفَ تُجَفّفَ أنينَ الأُمهاتِ؟
وَتَمسّحَ ما تَبقّى مِنَ الدِمُوعِ بالأكفَانِ
اِنظرُوا إليهَا كَيفَ تَزحفُ نَحوَ الحُريّةِ
وَهيَ مَطعونةُ الأحلامِ
اِنظرُوا إلى حُزنِها المُقدّسِ كَيفَ يَحتجُ ،
كُلّما يَقصفُ الأعداءُ حَتّى أشجارُ الزَيتونِ
فَمُحالٌ أنْ تَصنعَ مِنها التَّوابيتَ ؟
اِنظرُوا كَيفَ تَستجمعُ قُوتَها ... لِتُضمدَ الوَقتَ الّذي أصبحَ شَريكاً بِاللّوعةِ
وَتَضربَ فُلولَ الظلامِ بِيدٍ مِن حَديدٍِ
اِنظروا كَيفَ تَتلقَى الصَّواريخَ بِصدرٍ رَحبٍ
دُونَ أنْ يهتزَّ فِيها المَجدُ ؟
مَا كَانتْ هَرِمةً قَبلَ الأَوانِ
لِتقُصّ للأجيالِ هَذَا الخَرابَ
إنّها غَزةٌ بِكاملِ زِيِّها العَسكريّ
لَا تُشبِهُ رُومَا كَي يَحرقَها الغُزاةُ
مَتَى يَخرجُ هَذا العَالمُ مِنْ سُباتهِ الطَويلِ
وَيكسرُ حَاجزَ الصَمتِ ،
كَي يُقدِّمَ الاعتذارَ عَلى طَبقٍ مِنْ ذَهبٍ لِفلسطينَ الشَهيدةْ ؟
#مهند_عبد_الجبار_آل_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟