عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 7822 - 2023 / 12 / 11 - 21:10
المحور:
الادب والفن
ضياع
الرّجلُ الّذي يشبهني تماماً ، لم أعد أراه ، لأنني، وببساطة، لم أعد أَرَنِي ..
****
رتابة
نافذة غرفتي الوحيدة، أمستْ تزاحمني على الخروج معي ، كسراً للرّتابة ، إستجبتُ لها ، بعد إلحاحٍ ، وخرجنا سويّة ، فوجدنا المللَ يتربّصُ بنا في الخارج وهو يبحث أيضا، عمّن يأخذ بيده للنزهة ..
****
خوذة
المحارب الذي سقطتْ خوذُته على أرض المعركة ، عثر عليها أحفادُه وفي داخلها باقة وردٍ مغروسة في أخدود الزمن الذي لم يأتِ بعد .
****
حسراتٌ
في مثلِ هذا الوقت ،من ضحى كلّ يوم ،كان يرقبُ أسرابَ الطيور وهي تحلّق في الأعالي ، فيكتوي بحسراتٍ حرّى تستعرُ مثلَ جمرٍ داخل أحاسيسه ، فلا يتنبّهُ إلّا وصوت السجّان يزجره بعنف ، وهو يعلنُ إنتهاء فترة الإستراحة الصباحية .
****
جوع
الصبيّ الذي وقف بإستحياء قرب الركن القصيّ للمطعم ، شعر برائحة الشواء تهاجم أنفه .. إزدرد ريقَه وسرقتْ عيناه نظرة خاطفة نحو الجالسين في داخل الصالة وهم يفترسون ما أحتوته الصحون من طعام .. مدَّ يدَه بإشتهاء خجول في جيبه ، فلدغه بقسوة عقربُ الإفلاس .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟