امريكا في الشرق الاوسط بعد حرب غزة

محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7821 - 2023 / 12 / 10 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ان وقوف الإدارة الامريكية بكل ثقلها مع الكيان الصهيوني ضد غزة اصبح محل رفض وتنديد من قبل الاحرار في العالم , وخاصة شعوب الشرق الأوسط . بشاعة جرائم المحتل الصهيوني ضد أبناء غزة الأبرياء أصبحت تنقل لحظة بلحظة من قبل الاعلام العالمي و اصبح الغضب العالمي يزداد معه , وهي ظاهرة لم تكن موجودة قبل معركة غزة , حيث ان وسائل نقل الاخبار والصورة لم تكن تطوره مثل تطورها الحالي . هذه الصور اوجعت قلوب العالم الحر , ولكن بالأخص قلوب أبناء الشرق الأوسط وهم يشاهدون إخوانهم يقتلون على يد قوات غازية بدون رحمة . الحديث عن جرائم إسرائيل ضد المدنيين اصبح حديث البيت , المسجد, الكنيسة , المقهى , والسوق , وهي ظاهرة لم تكن من قبل .
وفوق كل هذا يأتي الفيتو الأمريكي على مشروع وقف القتال الذي تبنته الامارات العربية في مجلس الامن . ان هذا العناد الأمريكي في دعم إسرائيل الغير محدود وفي ظل تعاظم عدد ضحايا أبناء غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية سيكون لها تبعات سلبية على الإدارية الامريكية من أبناء الشرق الأوسط سواء كانت هذه الإدارة ديمقراطية او جمهورية , ومنها :
1. رفض شعبي للتواجد الأمريكي في المنطقة . الاجرام الهستيري ضد أبناء غزة اصبح حديث المساجد والكنائس , ومراثي للشعراء , وموضوع حديث على منصات التواصل الاجتماعي كل دقيقة من اليوم.
2. وامام هذا التعنت الأمريكي فان الدول العربية , حتى الصديقة للولايات المتحدة أصبحت محرجة امام شعبها . اصبح هناك عدد كبير من مواقع التواصل الاجتماعي تسوق وتندد بالقادة العرب وهم لا حول لهم ولا قوة امام التنمر الإسرائيلي المدعوم من قبل الإدارة الامريكية .
3. وامام التنمر الإسرائيلي والتعنت الأمريكي لم يعد للدول الصديقة لأمريكا الا الانفتاح على الشرق , روسيا والصين . لقد استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحفاوة بالغة في السعودية والامارات العربية .
4. وامام هذا الانحياز الأمريكي التام لإسرائيل , أصبحت الشعوب العربية تميل يوما بعد اخر نحو ايران , روسيا , الصين , والمقاومة في المنطقة.
5. وبغض النظر عن عدد الدول العربية التي لها علاقة ودية مع الإدارة الامريكية , فان التأثير الأمريكي على سياسة المنطقة سوف يتراجع , حيث ان قادة المنطقة لا يريدون ان يوصفوا من قبل شعوبهم بانهم عملاء للأمريكان .
6. معارك غزة ووقوف قادة الدول العربية بلا حول ولا قوة سوف يزيد من احتماليات وقوع انتفاضات شعبية وحتى انقلابات عسكرية , وتصبح قدرة الولايات المتحدة على مواجهة وردع خصومها في الشرق الأوسط مستحيلة .
7. ان استمرار العدوان وعدم استطاعة مجلس الامن من إيقافه بسبب التعنت الأمريكي سوف يعطي للشعب العربي الحق في دعم قوى المقاومة , وتصبح هجمات حزب الله من جنوب لبنان تجاه إسرائيل و هجمات انصار الله في اليمن ضد سفن إسرائيل مرحب به . بالحقيقة اصبح حزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن والحشد الشعبي في العراق قوات محترمة بين أبناء الشعب العربي وهم ينظرون عجز حكوماتهم في ردع العدوان او إيقافه.
8. وامام الضغط الشعبي في الوطن العربي وحتى الداخل الأمريكي , فان القواعد الامريكية في المنطقة ستكون دائما تحت تهديد منظمات المقاومة , وهو موضوع حساس عند الساسة الامريكان والشعب الأمريكي , حيث خرجت هذه الأيام أصوات من الكونغرس الأمريكي تدعو الى سحب القوات الامريكية من سوريا والعراق خوفا من الهجمات المستقبلية عليهم.
9. حتى طريق التنمية والتي تبنته الولايات المتحدة الامريكية والذي يمتد من الهند الى الامارات ومن ثم برا الى السعودية والأردن وإسرائيل سيكون في خطر. طريق أطول من 1000 كيلو متر سيحتاج الى حماية قد تزيد من كلفتها على شحن البضائع من العراق الى أوروبا , طريق الحزام .
10. ان التواجد العسكري الأمريكي الكثيف في الشرق الأوسط سيكون بالضرورة على حساب تواجدها في المحيطين الهندي والهادئ وبذلك سيضعف قدرة أمريكا في مواجهة روسيا والصين .
11. انهيار مشروع التطبيع الأمريكي , حيث لا دولة عربية او إسلامية ستفتح أبوابها امام دولة استعملت كل أدوات الاجرام ضد شعب اعزل . الوقت قد اختلف , 2023 ليست أعوام الستينيات من القرن الماضي . الشعوب تغلي ضد الاجرام الإسرائيلي واي انفتاح على الكيان الصهيوني بعد حرب غزة سيعد انتحارا سياسيا للقادة.
12. ومن يقول ان "حماس" ستنتهي او سيقضى عليها لم يقرأ التاريخ . " حماس" ستبقى وستكون لاعبا قويا في تحديد مصير فلسطين . تذكر القول , ان " في العادة من يدفع الدم هو من يفاوض" . وقوف " حماس" ضد قوات الكيان الصهيوني " دغدغ " عواطف الشعب العربي كحركة مقاومة لإسرائيل.
13. كان الخاسر الأكبر من هذه الحرب هي المفاهيم والقيم التي أراد الغرب تسويقها الى العالم مثل حقوق الانسان , وحق تقرير المصير , ورعاية الحريات . وصلني هذا اليوم بوست على تلفوني وفيه رجل دين يقول " بعد احداث غزة أي احد يأتي و يحدثني عن المنظومة القيمية والأخلاقية عند الغرب سأضربه فواق راسه بالنعال".

#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات