|
الجزء الثاني من قصة: زوجتاي !!
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 1741 - 2006 / 11 / 21 - 08:08
المحور:
الادب والفن
مضت علي مغادرة المحاضرة " رجاء " حوالي سبعة أشهر، قبل أن تصلني رسالة غريبة بالبريد، معنونة من شخص لا أعرفه، ومرسلة من واشنطن دي سي ، ولفت انتباهي، أن تلك الرسالة، لا تشبه الرسائل، التي هي في حجمها، فهي رسالة بالحجم العادي، لكنها ثقيلة الوزن، وترددت في فتحها مباشرة، ودخلت إلي غرفة مكتبي، وجلست أفكر، من يا تري هذا الشخص المرسل؟ وما الذي يمكن أن يكون ثقيلاً بداخلها؟ وأخيراً بدأت أفتح الرسالة، لأفاجأ، بأنها من رجاء، وبها مغلف رقيق، يحتوي لوحاً من الشيكولا البيضاء اللذيذة، فشعرت بالارتياح بعد القلق، الذي ساورني، بأن يكون بداخلها شيء من الخطر،.
وأخذت، أقرأ كلمات رجاء التي كتبت تقول:
" سيدي، لا أخفي عليك، بأنني قد رزقت بطفلي الثاني، حيث كنت حاملاً عندما حضرت إلي ورشتكم في شهري الثالث، ولم أخبرك بأنني كنت علي خلاف مع زوجي، لارتباطه بقصة غرامية مع احدي الفتيات، وقد أجلنا الانفصال لما بعد الولادة.
وأنت تعرف كم حاولت، أنت، قبل زواجي، الارتباط بي، ولكن، كانت هناك بعض الأشياء التي تمنعني من ذلك، حيث كنت غير مقتنعة، بأن أرتبط بشخص يكبرني بعشرين عام، حتى لو كنت أحبه، وأحترمه، وقد سنحت الفرصة لي بأن أجد الشخص، الذي هو بعمري، وهذا هو حلم قديم لكل أنثى، ولذلك اخترت الزواج منه، ولسوء حظي، وتقديري،ومرضي السابق، فقد بدأ زوجي يبحث عمن تصغره بالسن، كما يفعل كل الرجال، وخاصة عندما تتخطي المرأة الخامسة والثلاثين، وكيف لا ونحن في أميركا وكل شيء مباح. وبدا أنه لا يتحمل حالة أطرافي المتقلبة، وأنا أعرف كم تحبني، وأعتذر لك عن تصرفاتي السابقة، ووجهة نظري الخاطئة، في رفض الاقتران بك، حيث كنت أشعر، كم أنت عشقتني، ولكني أخطأت التقدير، وخرجت عن القاعدة الذهبية لكل أنثي، بأن تقترن فيمن يحبها، بغض النظر عن العمر، أو الحالة الاجتماعية، أو حتى الشكل، فالحب هو الأساس لعلاقة الرجل بالمرأة، وأسعد النساء من تتزوج بمن أحبها، وليس الذي تحبه هي ، أو أي حسابات أخري. وأخبرك بأنني سأآتيك لنتزوج، ونعوض ما فاتنا من أيام، وهذه الشيكولا هي عنوان عرسنا القادم، وتجدد حبنا الماضي، وسأصلكم في غضون شهر، وسنكون علي اتصال، وأتمنى عليك أن تأكلها، فهي ستشعرك حتماً بالسعادة، كما كنت أنا أسعد كثيراً، عندما كنت تحضر لي تلك الألواح البنية منها، والتي لا تفارقني نكهتها حتى الآن، ولكن هذه الألواح البيضاء لها نكهة أجمل، فتذوقها، وسأحضر لك معي الكثير منها. والي لقاء".
فتحت لوح الشوكلا البيضاء، وبدأت ألتهمه بشراهة، فهي، ممن أحببتها، وفي داخلي أدمجتها، ذات العيون الساحرة، التي فعلت بي منذ أعوام ، ولم تزل، ما لم تفعله الزوابع، والأعاصير بأوراق الشجر في الخريف، ويبدو أنني شعرت بالنعاس وأنا ألتهمها، حيث صحوت علي صوت زميلي بالعمل، وهو يحاول إفاقتي من نومي علي المكتب، وذهبت لأغسل وجهي، وأنا أشعر بتكاسل غريب، لم أعهده من قبل، وحالة من عدم التركيز، جعلتني، أشك في أن شيئاً ما، كان بالشوكولا، وقد أخبرني زميلي بالعمل، بأنني استغرقت بالنوم من العاشرة صباحاً، وهي ساعة أكلي الشوكولا، حتى أتي، ليوقظني عند الثالثة مساءاً، لانتهاء العمل، وكم من محاولة بذلها لإيقاظي، عندما اكتشف نومي علي المكتب، دون فائدة، وقال إنني كنت أغط في نوم عميق.
وعندما ذهبت إلي البيت، أخبرت زوجتي وأولادي بما حدث، وعن الرسالة التي وصلتني، وطلبت منهم أن يتركوني لأنام، بعد أن أصروا علي ذهابي للمستشفي لعمل تحاليل، ولكني رفضت ذلك، وذهبت إلي النوم.
وفي الصباح التالي ، كنت قد صحوت طبيعياً، وكأن شيئاً لم يكن، ولكن الشيء الجديد الذي بدأ، هو مشاجرة زوجتي لي، بعد أن قرأت رسالة واشنطن، وأدركت أن هناك عودة إلي تلك القصة، التي تعرفها، وسيكون بعد فترة قصيرة لقاء مع الماضي، وإصرار علي الزواج ممن تمنيت، وأحببت.
وأصرت زوجتي علي أن أترك البيت، إذا ما واصلت موضوع الزواج، وحاولت شرح الموقف، لتوافق زوجتي علي ذلك، لكنها رفضت بشدة الحديث بالموضوع، وقلت لحينها فرج.
ولكن عاصفة مدوية، قد عصفت بحياتنا، ولم تعد الأمور كما كانت، وانقلبت الأحوال رأساً علي عقب، وأنا يتولد لدي شعور أقوي للإقدام علي الزواج من رجاء، مهما كلف ذلك، ولا أدري كيف ضربت بعرض الحائط كل الآراء، وكأنني مسحور، وأن أحد قد عمل لي عملاً، كما تقول النساء، وبدأت أعد الأيام في انتظار عودة رجاء، والاتصال بها، ولم ألتفت إلي عائلتي بتاتاً، فقد كنت مندفعاً إلي من كنت مغروماً بها حتى النخاع. وما هي إلا أيام، حتى وصلت رجاء، وازدادت حالة زوجتي سوءاً، وهي تراني غائباً عن البيت، للتحضير لزواجي الجديد وازداد جنونها عندما علمت بأنني استأجرت شقة، وكلما اقتربت ساعات الزفاف.
عدت في مساء يوم الجمعة، لأخبرهم، بأن زفافي سيكون يوم الثلاثاء القادم، أي بعد ثلاثة أيام، وكلما ذهبت إلي بيت رجاء كنت أطيل النظر كالمحروم دهراً من تلك العيون، فيزداد السحر بي، وأطلب منها كشاب طائش يتزوج للمرة الأولي، أن تلبس دائماً التنورة السوداء القصيرة، التي رأيتها بالمستشفي، يوم جاءت لزيارتي، لأستمتع بتلك الساقين المكتنزتين إغراءاً ،وهي سعيدة بأحاسيسي المتلهفة لها، ولا ترفض لي طلباً، ولما لا، وهي تهبط في مطاري بعد طول طيران.
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا تمطري قبل الدفء !!
-
الجزء الأول من قصة: زوجتاي !!
-
أبطالك يا بيت حانون .. جنون !!
-
الاحتواء !!! قصة قصيرة
-
زرعتك حبيبي !!
-
عندما سألت الفيلسوف: عن الخروج عن القانون في مناطق السلطة ال
...
-
غزوة حب .. لامرأة جنوبية !!
-
عندما سألت الفيلسوف عن مواقف الكتل البرلمانية الأخري من المأ
...
-
عندما سألت الفيلسوف عن الجندي الأسير والاجتياح الاسرائيلي ال
...
-
عندما سألت الفيلسوف:عن مسئولية الرئيس تجاه الأزمة !!!
-
عندما سألت الفيلسوف...عن أفضل برامج الأحزاب- العصابات
-
عن (السياسيين) اللئام !!!
-
نفسي أشوفك يوم !!!
-
بين قبرين !!!
-
الحب الأول لا يغيب !!!
-
كله يفوق !!
-
التوحش !! قصة قصيرة
-
أباتشي اتنين وزنانتين !!!!
-
سنذهب الي بحرنا كل يوم يا جاك !!!!
-
ياشيخه هقوشتيني !!!!
المزيد.....
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
-
انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني-
...
-
الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|