سمير محمد ايوب
الحوار المتمدن-العدد: 7821 - 2023 / 12 / 10 - 11:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بقدر ما تعني العروبة لكل حر، من اي قطر جاء او انتمى، فلسطين بكل عناوينها الجغرافية، وأرتال الشهداء المتوهجين، شرط لكل وطني حر. منذ ما قبل نكبة 1948 وأهلها فوق كل حبة تراب من ثراها، بدمائهم وحقهم في الحياة، وعيونهم وهي تشخص بالغضب اليها، يكتبون مستقبل الصراع الوجودي المفتوح مع الطاعون الصهيو- امريكي العدو الرئيس والاول لامتهم.
إلى ما قبل النصر البهي الذي جاء مع آذان فجر السابع من تشرين الاول، على عدو مغرور بقوته، بفعل استقواء هراوات انظمة الهوان المتص - هينة، وبضغط الطاعون الصهيو – امريكي المهيمن، وأوهام بيت العنكبوت الاسرا – ئيلي، ومفاعيل النسيان وعوامل الزمان، كان الشعور بالكرامة القومية في أدنى مستوياته.
وحدها الرافعة الفلسطينية المتغلغلة في وجدان كل حر، كانت القادرة بامتياز على اعادة الوعي بحقائق الصراع الوجودي مع معسكر الاعداء، الذي يستهدفهم في وجودهم، واحباط سعيهم إلى مستقبل أفضل.
ففلسطين هي التي تختزن الحلم والامل من قبل والآن ومن بعد، هي كلمة السر الباقية لمستقبل الوجود العربي، وهي حبل السرة بين الملايين المتناثرين بين المحيط والخليج.
لقد أثبت الارهاب الصه – يو - أمريكي المتكرر بآلته الحربية المتوحشة وأقدامه الهمجية في غزة العزة وكل مناحي فلسطين، والمعطل بورقة الفيتو، ولو للقليل من العدالة الدولية في الامم المتحدة، وبظل انظمة هوان متردية في عجز بعضها وتواطئ بعضها، أكد للعمي ومن بهم صمم من امة العرب، على ان العدو الاساس هو أميركي الهوية والهوى والفعل على الارض.
وأن كل صحيح الثبوت صريح الدلالة، من كل وقائع الامة، يؤكد بيقين مطلق ، ان صورة الغد العربي تنقش بالدم الفلسطيني ، وأن التراجع عنها هو تسليم بالقدر الإسرا – ئيلي، واستسلام للهيمنة الأميركية، وأن في هذه الكلمة السحرية فلسطين، تنطوي كل قضايا الامة، التي لا بد ان تفرض نفسها على صناع القرارات فيه.
كعادتها، بشلالات من دمها المسفوح استطاعت فلسطين اعادة الروح الى الشوارع العربية والاقليمية والعالمية، التي كان أبالسة وشياطين القمع والتضليل والتيئيس قد غيبوها واهالوا فوقها تراب النسيان والتتويه.
ومع عودة الروح الواعية، بات من الطبيعي ان يعود للوجدان وفي الميدان، تأكيد عبد الناصر ان ما اخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة، ومن الطبيعي ان تستعاد صور صدام حسين المحارب لحماية الامة من اخطار تتهددها في وجودها وفي توجهاتها، ومن الطبيعي أيضا، عودة صور القذافي وهواري بومدين، بديلا عن سلاطين الهوان المجاني والاقدار الموهومة.
حذار من كل كرازايات العرب، الذين كالضباع يستعجلون هزيمة غزة العزة، ولأنهم بالتأكيد سيفشلون، سيحاول اشباه الرجال منهم سرقة نصر غزة العزة بأي ذريعة، ومقايضة دم ووجع أبطالنا واهلنا هناك مع من يستولدهم لابقائهم والتمديد لهم.
ولكنها مرة اخرى ولكل من لا يعلم، فلسطين المفتوحة دائما على عروبتها ودمها المشع بالمرصاد. فحذار حذار، فمن تصهين من الضباع العربية، تلامذة غير نجباء في مدرسة عدو شقيقي صديقي.
#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟