((عقيق من ركام القصائد )) المجموعة الشعرية للشاعر رحيم الشاهر شاعر الموزون والفلسفة الوجودية . دراسة نقدية

أحمد فاضل المعموري
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 12:19
المحور: الادب والفن
    

مقدمة تعريفية
الفتى الأسمر نحيل الجسم متوقد الفكر دمث الخلق هادئ لطيف النفس يتأثر مرهف الحس ،مثقف لبق سريع البديهية، يبحث عن الوجدان والعدالة التي فقدها عندما أصابته مظلومية تعرض لها الشاعر، على يد نفر من أصحاب السوابق والمحتالين حتى باع داره ولم يقبض باقي الثمن المتفق عليه، تلك مأساة أخرى ومحنة واجها الشاعر فتركت اثأر عميقة على نفسية الشاعر وانكسار وحزن عميق، وكتب قصيدة حسب علمي غير منشورة، لانها كتبت بتاريخ 17/8/2013 وهو تاريخ مراجعة الشاعر لمكتب الناقد التوضيح وتقديم استشارة قانونية في موضوعه القانوني . وعندها غاب يوم وجاء اليوم الثاني فأنشد قصيدته الرائعة أمام المحامي يخاطب القضاء . بأبيات شعرية لتكون جزء من مأساة الشاعر . ومطلعها
يا قاضي الحق المبين أني ظلمت مع اليقين
داري وأموالي لهم هم يدعون بلا مبين
في عدلك الأبهى تمام فريضة وتمام دين
قد هجروني بعدما وقفوا بجرحي كل حين
للآن منهم في رؤا ي تألم يحدوا أنيني
لم يتركوا لي عدة الا بها قد أوجعوني
العدل دين قائم فبأي عدل أنصفوني
أذا محنة الشاعر كبيرة تبدأ برفض الظلم ونشدان العدل هي أولى صفات الأديب المصلح، الذي ينهض فينهض المجتمع وينهض الشعب ،لا يمكن لاي ناقد أن يشرع في كتابة دراسة نقدية دون المرور بمقولات الشاعر والتي هي فلسفة الوجود وتدخل في صميم الأفكار الخلاقة والرؤى الفلسفية والتخيلات الفكرية ومنها مقولات افتتاح القصيدة الشعرية وهي تبدأ بالطوق الفلسفي :- والتحليل لهذا الخط الفلسفي الذي أوردها الشاعر في سياق كل قصيدة ، وهو نمط جديد في مفهوم الشعر المقفى، وهو بحد ذاته مرأة عاكسة لخلجات الشاعر، تكمن في سطور القصيدة ،هو البوح السرمدي لماهية القصيدة ، سوف نسير على هذا النمط من التفسير اليميني أولا ومن ثم ننعطف حتى نصل للتفسير اليساري للشعر كنموذج فكري وأخلاقي واجتماعي للوحة إبداعية رسمها الشاعر المهوس بالعدالة والنظام والجمال والحق ، أنها إبداعية الشاعر في زمن الخمول والنرجسية الفكرية ،أذا هناك خط فلسفي يجب أن يقرأ بامعان وتروي ولا نقول أننا سوف نغطي هذا الخط بقدر ما نسلط الضوء عليه ليكون حاضر في المستقبل لقراءات معمقة .
الجزء الأول .. الخط الفلسفي للقصيدة
1- الإهداء الى من عطش فلم يرتو إلا بحروف شعر زمزمي أهدي هذا العقيق
عندما قدم الشاعر ديوانه قدمه بالإهداء الذي تميز بفكرة العطش والماء والبيت الشعري ، عندما خاطب القراء (( الإهداء الى من عطش فلم يرتو إلا بحروف شعر زمزمي أهدي هذا العقيق)). بعدها جاءت مقدمات تعريفية التي أوردها الشاعر في بداية المجموعة الشعرية ،وهي العلمية السقيفة والمقدمة الثانية الأديبة والمقدمة الثالثة النقدية والمقدمة الرابعة الابتكارية والمقدمة الخامسة الادهاشية .وهو سرد تعريفي للمجموعة الشعرية، وفي نفس الوقت هذا يؤشر على بلاغة الشاعر ، وإدراكه العميق لاحتياجات النفس البشرية وهو متمكن في المفردة وتركيب الحرف ضمن الجملة الشعرية.
في مقولة له ((منذ الف عام والشعر يبحث عن صولة ونحن نبحث عن قصيدة)) عندما يؤشر الشاعر على أن الشعر يمر في مرحلة ركود، والسبب تطور المجتمع السريع ،ظهور التكنولوجيا التي قللت من الالتقاء المجتمعي في حدود ضيقة، كلها عوامل تلعب دور في أن تخف روح الثورة الشعرية في هذا العصر.
3- من وجعي تعبر القصيدة وفي الانتظار، وجعي الذي كان معي .
القصيدة فكرة والقصيدة وجع والقصيدة مخاض والقصيدة الألم والقصيدة انتظار .. لولادة الحدث الشعري ، وهي مراحل الصيرورة والأمل والفرحة وكل الوجع كان يحمله الشاعر هو حتى تولد القصيدة .
5- الضاد حسمت فصاحتها بكل حروفها ونقاطها، بينما تبحث اللغات الأخرى فصاحة حرف واحد، كان هذا قبل الف عام وما يزال . لغة الضاد لغة العرب والشعر ديوان العرب ،معجزة اللغة العربية كانت ولا تزال في الضاد وهي معجزة أبدية ، وتبقى مستمرة لحين البعث وأي لغة لا تضاهي هذه المعجزة وهي ربانية إنسانية وميزة ميزها لسانها الفصيح على باقي شعوب الأرض قاطبتاً.
6- الى كل تواضع مثلته الأنا الملغاة .هي بحق شهادة يعتز بها الشاعر أن الأنا التي الغاها من قاموسهٌ الشخصي سبب الأبداع في عالم ممتلئ بالانا الذي لا يعبر عن الإنسانية والجميع مشغول بالحرب الكلامية والشكلية والأبداع الفارغ إلا أصحاب النفوس الطويلة هم وحدهم المخلدون في النفوس الإبداعية طول التاريخ ،أنها مجد القصيدة التي تخلد بعيداً .
7- الى زهادنا وحكمائنا الكرام ،هذه الدنيا في أحدث نسخة منها .الزهد مع الحكم والحكم مع الكرم معادلة صعبة وهي عادة عربية لا تستقيم مع الشذوذ النفسي والتاريخ الذي يأنفها وينعتها بأبشع الأوصاف من أستخدمها كأسلوب حكم الزهد مع الحكم هي علامة فارقة في تاريخ الحكام .
8- الى كل مغيب بوسعه أن يعتق الشمس من لوعة الظلام . هي جملة فلسفية غاية في الجمال عندما يكون الأنسان مغيب حتى لو كان موجود الأعمى فاقد البصر والمسلوب الإرادة ، كلها ملتمسة مع التغيب الذاتي او غير الذاتي أنها فكرة اجتماعية و دينية انها فكرة التغيب بالإرادة المسلوبة .
9- سئل الغد عن لحظة تمخضه فقال : سلوا بغداد . تبقى بغداد شاغلة الدنيا ،أدخلت بغداد؟ قال لا، فأجابه لم ترى الدينا ولا الناس. وقال الشافعي ما دخلتُ بلد قط الا عددته سفراً الا بغداد، فأني حين دخلتها عددتها وطناً. أذا بغداد هي من تملك إجابات الأسئلة وهي وحدها من ترد .
10- الشعر وحده قادر على تدفق نزيف الروح، أو توقفه عشق الشعر كعشق الروح وهي لذة الأديب عندما تتبلور فكرة الموضوع تتفق الكلمات كالإلهام ،أنها معادلة النفس البشرية مع الشعر معادلة غير مفهومة للكثيرين فقط أصحاب الأبداع الشعري يعرفون هذا المعادلة انها نفس وروح وتصور غير منظور .
11- الى من شذبت الغربة حبه بحب الأوطان
المتمسك بجذور الوطن لا يفكر بغير حب الأرض وسر الارتباط بين الأنسان والأرض عميقة أزلية، الغربة مقياس حب الوطن عندا تكون الإيام ثقال على المغترب صعبة لا تغادره الذكريات فيكون الحنين قاسي على الأنسان يتألم عندا المغيب لانها ساعات كئيبة تمر على المحب الذي غادر أرضه قسراً وليس اختيارا نتيجة السياسات الهوجاء التي تلم بالإنسان .
12- بين شيطان الشعر، وشيطان الرمز، يشتد صخب الحداثة
أنها علاقة تفسير الحداثة على ضوء الرمزية في التواصل المجتمعي مع الشعر ،حتى تكون هذه الرمزية هي مفتاح التفسير الحداثوي لماهية القصيدة الشعرية لتكون قصيدة في زمن الحداثة ،أنها ترجمان الأبداع وعنوان صاخب بالحداثة العصرية .
13- رغم أني بانتظار الموت، لكني هضمته مسبقا
فلسفة الموت تأتي تأكيد من فلسفة الحياة والوجود الحقيقي ، حيث أن الأنسان عندما يكتسب تجارب الحياة تكون أخر طقوسها الموت الحتمي ، ورؤية القابض وهو الفارق بين مصاعب الحياة ومصاعب الدنيا التي تمر سريعة مهولة على الأخر ، أذا في الحياة عندما تقسوا الحياة على بعض الناس فأنها تكون مهضومة قبل اللقاء الأخير ،وهو بنظري فعلا مهضومة في الدنيا على وقع الخطب والأهوال التي مرت على الأنسان,

#أحمد_فاضل_المعموري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات