ليث الصندوق
الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 12:22
المحور:
الادب والفن
شعر / ليث الصندوق
خمسة آلهةٍ جلسوا ينتظرون على مصاطب المحطة
بين حكمة وأخرى
يكسرون المللَ بمطرقة التأملات
ينظرون إلى السماء
فتثقبها نيران نظراتهم
ويتساقط من ثقوبها الملائكة والشياطين
**
جلسوا متحابين متجاورين
وأتباعهم خارج المحطة
يتراشقون بالتأويلات
ويعتزلون عن بعضهم ببطون الأباريق
**
كلّ إلهٍ يضعُ بين رجليه حقائبه
ومن ثقوب مفاتيحها
تتسللُ أحصنةُ الفاتحين
وعدا عمّا قضمته نصوص كلّ منهم من لحم الآخر
فقد بدا الآلهة متشابهين
بوجوههم التي
تنضح من تجاعيدها دماء ضحايا الفتن
وبأثوابهم المنسوجة من دخان الحرائق
وأعمدة الغبار
**
حين همّوا الركوب ببطاقة واحدة
في القاطرة التي لن تأتي أبداً
لم يعترض ناظرُ المحطة
فهم خمسةُ توائمَ سياميةٍ بجسد واحد
**
في المحطة التالية
كان آلهة آخرون ينتظرون
فظنّ المسافرون أن المصاطبَ أشجارٌ مثمرة
أما ناظرُ المحطة
فقد مَاعَتْ عيناهُ على خديه
وبللتْ قميصَهُ بالحِيرة
**
كلما تعددتِ المحطات
كان هناك آلهة آخرون متشابهين ينتظرون
وكانت هناك حِيرة
يمطّها جرّاً وسحباً بينهم النظّار والمسافرون
ويُحولونها إلى أديان وأساطير
#ليث_الصندوق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟