أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 56 – معركة الأساطير














المزيد.....

كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 56 – معركة الأساطير


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 7813 - 2023 / 12 / 2 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع



*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

معركة الأساطير

الكسندر بروخانوف
كاتب روائي روسي مخضرم
ناشط سياسي واجتماعي

23 نوفمبر 2023

التاريخ – ليس سلسلة من الأحداث. ولا عظام جمجمة عثر عليها في مقابر الفراعنة. وليست حكايات حول المعارك أو القادة. التاريخ – هو الاكتشافات العظيمة التي تخص الشعوب، والثروات العظيمة، والأحلام الشعرية التي تذوب فيها كل الاكتشافات الأثرية، وكل روايات شهود العيان، وكل الصور المنقوشة على العملات الذهبية. ويبقى شيء واحد – غامض، ضخم، لا حدود له، ولكنه حقيقي، اسمه - أسطورة.

الأسطورة – هي قوة جبارة في التاريخ. هنا تنهض الممالك وتسقط، وتتحرك العربات الحربية وطوابير الدبابات، وتؤلف الأناشيد، وتُكتب التنازلات. الأسطورة - هي الحقيقة التي تصنع التاريخ. إن صراع الأساطير ومعركتها المميتة وانتصار إحداها على الأخرى – هذا هو التاريخ.

القرن العشرين – هو رحم أنجب العديد من الأساطير العظيمة. الأسطورة النازية حول الشعب الخارق، الذي خلق لقيادة الشعوب الأخرى، حول الأفراد المختارين، وهبوا بعض الصفات الإلهية، الذين يطيعهم جميع شعوب العالم الأخرى، المحرومين من الكمال الإلهي. هذه الأسطورة الفاشية، التي تم تصنيعها في مختبرات تحسين النسل السرية في أمريكا، استحوذت على وعي الألمان، وأنجبت الرايخ الثالث العظيم، وهزمت شعوب أوروبا. وفي النهاية، تم تدميرها في صراع وحشي مع الأسطورة السوفياتية الحمراء، التي وعدت جميع الشعوب بالعيش في الجنة.

الأسطورة الحمراء مفتونة بروعتها، التي وعدت الإنسان بالخلود ليس بعد وفاته، بل خلال الحياة. حولت هذه الأسطورة الحمراء البشرية إلى فريق عظيم يعمل على بناء ملكوت الله على الأرض. وفي هذا العمل، اكتشفت البشرية مثل هذه الإمكانيات وهذه القوى الهائلة التي أدت إلى طلاء ثلثي الكرة الأرضية باللون الأحمر. وجففت أسطورة الشيوعية الحمراء وقطعت نسل البذرة السوداء للفاشية.

إن الأسطورة الليبرالية، التي اعتمدت على القوة المالية والتكنوقراطية لأمريكا، والتي فجرت القنبلة الذرية بدعوى الحرية والإنسانية، انتصرت في المعركة مع الأسطورة الشيوعية الحمراء. مثل قنديل البحر العملاق، إمتصت الإتحاد السوفياتي وأذابته في أحماضها وسمومها.

وتسعى الأسطورة الليبرالية، على أنقاض الفاشية والشيوعية، إلى حكم العالم حتى يومنا هذا، حيث تضع القيم الليبرالية في الرؤوس الحربية لصواريخ كروز، وتستخدمها كوقود لحاملات الطائرات.

أما الأسطورة الرابعة، التي ولدت في مقابر القرن العشرين الدموية، فهي أسطورة المحرقة أو الهولوكوست. قرر النازيون الألمان، الذين سكروا بسموم تفوق الجنس الآري في العالم، وتخيلوا أنفسهم على أنهم "بستانيون" في حديقة الإنسانية، مهمتمم التخلص من الأمم، وإبادة الشعوب الضارة، والتي ضمت إليها الغجر والسلاف واليهود. لقد تلقى اليهود صدمة رهيبة وخلقوا أسطورة المحرقة، التي تشبه في قوتها وعمقها المأساوي كتاب العهد القديم وهو الكتاب المقدس لليهود. يواصل الكتاب المقدس الحديث عن خروج اليهود من مصر، ودخول أرض الميعاد، وبناء الهيكل والتشتت فيما بعد.

كانت أسطورة الهولوكوست بمثابة الأساس لتشكيل دولة إسرائيل وهي بوليصة التأمين لهذه الدولة، وهي أكثر موثوقية من دبابات ميركافا ونظام القبة الحديدية. كانت أسطورة الهولوكوست هي المحتوى الرئيسي للوعي العالمي اليهودي في القرنين الحادي والعشرين والعشرين، وساهمت في إنشاء دولة إسرائيل وصعودها، والهيمنة اليهودية في العديد من مجالات النشاط البشري.
انهارت هذه الأسطورة في الساعات الأولى من تدمير غزة. نتنياهو، ذلك الرجل المجنون ذو الأذنين الكبيرتين، قال إن هدف الدولة اليهودية هو تدمير الشعب الفلسطيني، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال الرضع. وهذا القول حول اليهود من شعب مضطهد إلى شعب مجرم. تتجلى نهاية أسطورة الهولوكوست من خلال يد طفل مقتول، تم انتشاله من بين أنقاض غزة المأساوية التي ذبحتها إسرائيل.

لقد انهارت الأساطير التي انتعشت في القرن العشرين. لكن غبارها موجود في الهواء. يميل هذا الغبار إلى التشكل في كتل. هذه المجموعات في القرن الحادي والعشرين تبحث عن بعضها البعض، وتستمر في بث الكراهية، والاقتتال. لكن انتصاراتهم وهزائمهم أصبحت من الماضي. العالم حاضر عند ولادة أساطير عظيمة جديدة.

واحدة منها – هي الأسطورة الصينية. إن الصين تعلن عن إنسان عالمي جديد، وهو ما يرعاه الدافع القوي للشعب الصيني. وهذا الإنسان الجديد، الذي يدعي أنه مثال للنبل والعدالة والجمال الجسدي والروحي، ينبغي أن يصبح قدوة لجميع شعوب العالم. هل سيتعثر على الحجارة المتبقية من أنقاض الأساطير السابقة؟ هل سيواصل الشعب الصيني التطور الروحي للإنسانية نحو العدالة الإلهية؟ إن القيم التي تؤدي إلى الجنة الأرضية غالبًا ما تُغرق البشرية في الجحيم.

التقى بايدن مع شي جيبينغ. احترقت العديد من "الفهود" في أوكرانيا (يقصد دبابات ليوبارد الالمانية-المترجم). وفي غزة دمر اليهود مستشفى آخر. وفي روسيا يتم إطلاق كاسحة جليد عملاقة تعمل بالطاقة النووية تسمى ستالينغراد.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 55 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 54 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 53 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 51 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 52 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 50 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 49 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 48 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 47 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 46 – ...
- ألكسندر دوغين - جوهر الصهيونية
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 45 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 44 - ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 43 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 42 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 41 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 40 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 39 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 38 – ...
- كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 37 – ...


المزيد.....




- -وول ستريت جورنال-: سياسة ترامب الجمركية ستسمح للصين بتعزيز ...
- الولايات المتحدة تزود إسرائيل بـ13 ألف قطعة سلاح جوي لدعم عم ...
- لافروف يؤكد وجود بعض النخب الأمريكية التي تعرقل التطبيع مع ر ...
- استطلاع.. معظم البريطانيين يعتقدون أن بلادهم -مكسورة-
- مصدر أمني إسرائيلي: قلق في إسرائيل.. نتنياهو لا يعرف خطوط تر ...
- رئيس الأرجنتين يعلن استعداده لعقد صفقة مع واشنطن لرفع الرسوم ...
- قطر ومصر تتفقان على استثمارات بقيمة 7,5 مليار دولار أمريكي
- حماس تدرس مقترح الوسطاء وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار
- غارات أميركية على الجوف ومأرب باليمن
- إدارة ترامب تسعى لخفض ميزانية وزارة الخارجية وغلق 27 بعثة دب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا – طوفان الأقصى 56 – معركة الأساطير