أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - الفارق الجوهري بين السياسية والانتقام حرب حماس وإسرائيل نموذجاً














المزيد.....

الفارق الجوهري بين السياسية والانتقام حرب حماس وإسرائيل نموذجاً


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7810 - 2023 / 11 / 29 - 12:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تشتد الأزمات وتتوافر موضوعياً ظروف التغيير، وتتزايد فرص تغيير الأنظمة السياسية، وكذلك يتعمق وعي الشعوب والطبقات الاجتماعية المقهورة لذاتها، وتدرك واجبها في الاصرار على المطالبة بحقوقها في ذلك المنعطف، عندئذ تتحرك القوى الحاكمة وتستنفر كل طاقاتها ومؤسساتها لتمارس السياسة والعنف معاً، لتقلل من فرص نجاح المطالبين، وتشتيت صفوف الحركات الاحتجاجية ضدها. فتتجه وتتحرك على مسارين، الأول دفع هذه الحركات نحو ذروة الانتفاض لكي تقوم بحركات عصيان مسلح، وتوفير السبل لها بشتى الوسائل لتحقيق ذلك، كما حدثت للانتفاضة السورية بين عامي 2011 و2012، بهدف جرها الى حلبة الصراع العسكري، التي هي من اختصاص الدول، والحكومات العسكرية المستبدة على وجه الخصوص، لأن الأنظمة المتحكمة بالدول هي وحدها القادرة على حسم المعركة العسكرية لصالحها، وقد تدعوا النظم السياسية الحاكمة المعارضة الى الحوار تالياً. وهي بذلك تمارس السياسة كونها أيضاً أقدر على ممارستها، والتحكم بمساراتها بقوة مؤسساتها وخبرائها، وترجح النجاح بفضل تجاربها المختزنة والمتراكمة. في حين تفتقر المجموعات المعارضة، أو حتى ممثلي حركات تحرر الشعوب المضطهدة الى الحنكة السياسية والى المؤسسات القادرة على تقييم الوضع بدقة، فيجنحون إلى تجنب الحوار السياسي. خاصة عندما يبرز على الساحة عدد من الشخصيات من الذين يقدمون أنفسهم كرجال شجعان وقادة بواسل سيقودون الجماهير بالمواقف المتشددة نحو النصر المؤزر. يترافق كل ذلك مع ضخ إعلامي لجهات دولية ذات علاقة ومصلحة بالموضع، وهي جهات تمرست في استغلال قضايا الشعوب المستلبة الحقوق، وتوظيفها لأجنداتها الخاصة عند المنعطفات. حتى تتهيج العاطفة، ويزداد قوة التيار الذي يرفض الحوار، ويصفون كل من يدعوا إليه بأنهم متخاذلون ويفوتون الفرصة التاريخية نحو النصر المؤكد. في الواقع ينسفون بهذه المواقف الأرضية السليمة للحوار، ناسين أن فرصة الحوار هي وحدها المضمونة والملموسة، وهي وحدها من ثمار الظرف الثوري، أو الواقع الذي أنتجه نضالات الجماهير، تلك التي تتجسد في فتح فرصة الحوار قبل أي منجز آخر، والتي ينبغي عدم تفويتها، بصفتها مكسباً بذاته.
ان الميل الجماهيري الشعبوي العام لترجيح الحلول العسكرية، أو تفضيل القطيعة مع الجهات التي ينبغي أخذ الحقوق منها، هي في الجوهر تعبير فاقع عن تدني مستوى الوعي السياسي في المقام الأول، ودليل قلة الخبرة، وتالياً هي تجسيد وترجمة لحالة اجتماعية بدائية، تنتمي الى مرحلة ما قبل المجتمعات المدنية، حالة تنطوي عن مكنونات وسلوكيات عشائرية تحن الى ممارسة الانتقام بصيغتها العشائرية، وتحبذ الحصول على الحق عن طريق القوة الصلبة وعبر الانتقام، تنزع وتميل الى تسجيل البطولات، لاستعادة البطولات التاريخية المفقودة، واستلهام النجاحات من الماض (المجيد). وهذه السلوكية غير السياسية هي في الجوهر، وبصيغة ما: حالة تعطش وخلل للتعويض عن ما تعرضت لها الجماهير من خسائر، وما عانته من ظلم وعدوان نتيجة جور القوى الحاكمة المستبدة منذ أمد بعيد.
لذلك وبناء على هذا الافتراض، ينبغي الاصرار على التمسك بمنهج الحوار السياسي لحل أعقد المشكلات والقضايا، لأن الحوار هي الأداة المعاصرة الفعالة لممارسة السياسة، سواء تمخضت عن تأمين الحقوق أم لا، فهي تؤسس على الأقل لمرحلة سياسية ومشتركات مدنية ستفضي بالضرورة الى تأسيس علاقات أكثر إنسانية وأكثر عدلاً، وأقل عنفاً، وستنتشل المجتمعات من بين أحابيل وسلوكيات المجتمعات ما قبل المدنية ذات النزعات الانتقامية والثأرية. وصولاً إلى تجاوز أساطير البطولات الثورية وأوهامها التي لم تعد مثمرة، وغير قابلة للتعايش مع معطيات الواقع بكل تشابكاته وتعقيداته. كما تساهم سياسات الحوار السلمية في سحب البساط من تحت أقدام الأنظمة الاستبدادية، وتقلل حججها في ممارسة العنف، ومن هذه الزاوية يعد التمسك بمنهج الحوار من بين المعايير التي تقاس بها مستوى ودرجة الوعي السياسي والنضوج للأفراد والمنظمات السياسية.
وكمثال عياني آخر ما يحدث في غزة ليست حرباً فحسب، بقدر ما هي امتداد واستطالة صريحة للفكر الانتقامي، فقد صرح قادة حماس إنهم (باغتوا) العدو الإسرائيلي في 7 أكتوبر للثأر والانتقام من ما اقترفوه بحق الفلسطينيين. كما جاء الرد العسكري الإسرائيلي أكثر عنفاً وانتقاما، لأن إسرائيل هي في الجوهر مشروع (انتقام)، ونتاج النزعة الثأرية في التاريخ، فهي ستنتقم باستمرار، خاصة عند توفير الحجج والمبررات لها. لذلك تدفع المجتمعات المدنية المسالمة في المحصلة ثمن هذه السياسات.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جانب من تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (2/2)
- تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (1/2)
- كارثة السلطوية الجديدة
- الجوهر الكولونيالي لمعاهدة لوزان
- بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير
- ثقافة الاستبداد ذات الخلفية المغولية والعنصرية المنسوبة للعر ...
- درس من كارثة الزلزال
- ضرورة الخروج من الاطار الوظيفي للحركة الكوردية
- الانتقال الحاد من عمارة الممالك الآرامية الى الإمبراطورية ال ...
- فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...
- إيران: الحوار الداخلي أولاً
- ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزي ...
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر
- لماذا الاستهانة بكتابة التاريخ؟
- بداية نهاية الدور المركزي لأوربا؟
- ظاهرة شاهسوار الشعبوية


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - الفارق الجوهري بين السياسية والانتقام حرب حماس وإسرائيل نموذجاً