أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة الحديثة (14): نيتشه














المزيد.....

الفلسفة الحديثة (14): نيتشه


إلياس شتواني
باحث وشاعر


الحوار المتمدن-العدد: 7808 - 2023 / 11 / 27 - 08:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بدأ نجم فريدرش فلهلم نيتشه (1844-1900م) في السطوع على الساحة الفلسفية العالمية على إثر إصدار كتابه "ميلاد المأساة" الذي نشر عام 1872م. في هذا الكتاب نفهم بشكل مبدئي أهمية الفكر و الأدب اليونانيين في فلسفة نيتشه، حيث المغزى العميق للحياة اليونانية، كما يفسرها نيتشه، ما هو إلا "صراع إرادة" مندفعة، و قوية، و لا تخضع لقوانين أو حواجز. هذه الإرادة القوية إرتبطت بشكل فعلي بمراسم إحتفالات "ديونسيس" (أو باخوس)، إله الخمر اليوناني الذي يرمز إلى السكر، و النشوة، و الموت، ثم الميلاد. و في المقابل، يوجد التفكير العقلاني، و الهادئ، و المنظم الذي يرمز إليه "أبوللو"، إله الحكمة و العدالة و الفنون. يؤكد نيتشه على أن اليونانيين أفرطوا في تبني الموقف "الأبوللوني" و أصبحوا منغمسين بشكل مبالغ فيه في دراسة التاريخ و التفكير المجرد، لدرجة أنهم، مع سقراط، أدمنوا التحليل الفلسفي و نبذوا العمل و الشعر و الفن، الشيء الذي أدى باليونان إلى الإضمحلال و الإنهيار. لقد كان اليونانيون، في نظر نيتشه، أكثر نجاحا و إنتاجا عندما إرتبط الإثنان بكيفية متناسبة و متجانسة، بحيث أن كل أحد منهما يخفف على الآخر.

رفض نيتشه في مرحلة ثانية من حياته الدين المسيحي و إبتعد جزئيا عن أقاربه و محيطه، و ذلك بالرغم من أنه كان ميتافيزقيا يعتقد أن الحقيقة المطلقة للعالم هي الإرادة، أو بشكل أدق "إرادة القوة". يرفض نيتشه المسيحية لأسباب جمة. فليس هناك إله، لان الإله فكرة مجردة إخترعها البشر من محض خيالهم ثم آن الوقت للإله كي يموت و ينقرض، و هذا ما يقصده عندما يقول "لقد مات الإله". المسيحية كعقيدة هي سيئة، فهي تأكيد على أفكار زائفة و مهيضة عن الخطيئة، و الحب، و التعاطف، و الرحمة. هكذا أطاحت المسيحية بالقيم و المبادئ اليونانية التليدة.

كان نيتشه يؤمن بتفوق الإنسان الأوربي و أهمية النوع اليوناني القديم في ريادة الحضارة و التقدم، فالنوع المسيحي الفاسد يعيق ظهور ما يسميه "بالإنسان الأعلى" (Superman). لذلك نحن مضطرون لأن نتجاوز كل القيم المسيحية، و الديمقراطية، و الإشتراكية، و النفعية، و العودة إلى قيم الأرستقراطية اليونانية القديمة.

يرفض نيتشه كل سلطة أو رأي للطبقات "الدونية" خصوصا عندما يتعاطى مع موضوع الدين، و يؤكد على ضرورة وجود الأسياد و الأشراف كحكام، و قادة، و كحملة لمشعل القيم و الفضيلة. إنتصار المسيحية الفكري، و خلاص العبيد، و المساواة في حقوق النساء، و الإشتراكية، تهدف إلى المحافظة على السلالات الضعيفة و المكابدة، و إضعاف العنصر الأوربي المتفوق، و الحجر على الفردانية، و النبل الفردي، و الفن، و الأدب، و عموما الحجر على كل القيم الانسانية الراقية و النبيلة.

يأمل نيتشه، كأوربي فاضل، في قلب جميع القيم الديمقراطية و العودة الى النظام الطبيعي المتمثل في تفوق أخلاق الأسياد و خضوع "العبيد" إلى طبقة أرقى و أعظم منهم، و بذلك يتم إستعادة أمجاد الحضارة اليونانية القديمة و عنفوانها.



#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقهى الذهبي
- قاطعوا الآلهة
- المأثور
- النون و الحوت المكنون
- محاكمة الجوع
- الفلسفة الحديثة (13): شوبنهاور
- أين أنت يا قدير
- أجمل إمرأة في الحياة
- الفلسفة الحديثة (12): هيجل
- البدوية أو كيف تحطم المرأة العربية حب الرجل
- إلى حبيبتي الجنية
- الفلسفة الحديثة (11): إيمانويل كانط
- عزاء الظالم
- الله كما أراه
- الفلسفة الحديثة (10): ديفيد هيوم
- المرأة العربية: الدين، الحجاب، و تخطيب الجنس
- الكتاب المجهول
- صريع يعقوب
- عن القومية العربية
- الحرباء


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إلياس شتواني - الفلسفة الحديثة (14): نيتشه