أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل الماركسية نظرية إستعمارية نمطية؟!!/1














المزيد.....

هل الماركسية نظرية إستعمارية نمطية؟!!/1


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7806 - 2023 / 11 / 25 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عرفت نظرية ماركس على انها النظرية التغييرية الانقلابيه المواكبه للصعود الراسمالي والثورة الاليه المصنعية، ولم يكن لها عالميا، وفي منطقتنا، الا ان تعامل كذلك باعتبار اللحظة، وماتميزت به من غلبة الغرب النموذجيه في حينه، بالاضافة الى عامل اخر، كان من الطبيعي ان يضاف الى مواصفات "نظرية الشيوعيه"، بحكم الجانب التحرري الموضوعي، ومسالة الاستعمار والامبريالية المواكبه للنهوض الغربي الحديث، عدا عن حضور ووزن العملية الانتقالية الاليه، وما عرفته من متغيرات اساسية تمثلت في نموذج الثورة الروسية حاملة رايه البديل الثوري النموذجي، هذا عدا عن الاحادية النطقية، والتفرد المتفوق الغربي خارج هذين المركزين، ماقد سيّد حالة عامه من الاتباعية المفهومية، عمت العالم الثالث بالذات، ومنه المنطقة العربية الشرق متوسطية.
ولست بالطبع في خانة من يريدون الوقوف بوجه مامعروف باعتباره افكارا ثورية، وتلك الجذرية منها بالاخص في موقع مثل " الحوار المتمدن"هو كما نعلم اهم المواقع المضطلعه بالتعبير عن الموقف والتفكير اليساري في منطقتنا، مع انه لايمتاز بالدوغمائية والتعنت الايديلوجي، بما يجعل منه اهم منبر يمكن الارتكاز اليه بغرض تجديد الرؤية التاريخيه بما يتناسب ويوافق الحقيقة المغفله، والتوهمية الغالبة، المكرسه على مدى الفترة المنصرمه من نهوض الغرب الاوربي الالي/ البرجوازي، وماقد رافقه ونتج عنه من مفاهيم متعلقة بالانقلاب النوعي في وسيلة الانتاج، هي بلا شك الصيغة المطابقة لنوع وخاصيات المكان الذي انبجست فيه الاله قبل غيره، بما هو نمط مجتمعية منشطره طبقيا، وجدت بيدها فجاه كل ماتحتاجه وتولد عن زخم الاله وتسريعها للاليات المجتمعية، كي تعمم نموذجها ونوعها المجتمعي على المعمورة، مع مصادرتها للتاريخ وحركته، الامر المخالف لجوهر الحدث الحاصل ومنطوياته، ومامنتظر منه.
فماركس مثلا يجزم بان "تاريخ المجتمعات ليس الا تاريخ صراع طبقات"، والوقائع تقول بان الاشكال الاولى من المجتمعات، حين تبلورت ابتداء، وجدت في الشرق المتوسطي حيث الموضعين النهريين، حين ظهرت الصيغة الاولى من الكيانية ومجتمع الدولة في ارض النهر الواحد النيليه، وصيغة الازدواج المجتمعي المتعدي للكيانيه المحلوية، في ارض مابين النهرين، وان هذين الموضعين لم يعرفا الصراع الطبقي، ولا قاما كتبلور مجتمعي على مثل هذه القاعدة، هذا والطبقات لم تعرف في مجتمعات اللادولة، مثل المايا والانكا والازتيك ولا في امريكا قبل الغزو الابادي الاوربي، ولا في استراليا، ولا في اجزاء واسعه من افريقيا، وبعض اسيا، الامر الذي يجعل تعميما كالذي قرره ماركس، لامكان له، الا من زاوية الاستبدادية النمطية الاوربيه، بما هي الصيغة الاهم والاساس في الظاهرة الالية الحديثة، ونوعها الاستعماري المتعدد العناصر، المباشر منها، وغير المباشر.
وليس لماركس اهتماما خاصا معروفا بالظاهرة المجتمعية بشموليتها، في حين عاش كاوربي اشتراطات الاحتدامية الصراعيه الذروة، الناتجه عن الاله بطورها المصنعي، وظل مشمولا باجواء الانقلابيه المستجده ضمن عالمه، وبتصدر اوربا للعالم، ماجعله في وضع التعميم البديهي للنموذجية التي هو منها، ولمفهومها القاصر والمحدود للانقلابيه الاليه ومساراتها، فكان منتوجا لها ومنها، تقدمه، والذروة التي يظن انه منتم اليها مجتمعيا، لم تاخذ به على سبيل المثال الى مابعد اللحظة الاوربية المنطلق، بحيث يقول :"لابد لنا اليوم تحديدا، وبناء لما هو حاصل، من تحري اليات التفاعلية المجتمعية ومنطوياتها، كي نتعرف على حقيقة اللحظة الراهنه، ونكتشف ابعادها، وحقيقة مساراتها" وهو ماكان وظل لازما لزوما استثنائيا.
ولم يكن ماركس الوحيد الذي تصدى للمسالة المجتمعية، فالغرب الحديث بادر مع جمله منجزه الضخم والهام، الى محاولة تجاوز حالة القصور والنقص التاريخي العقلي بازاء الظاهرة المجتمعية، ماقد ابقاها خارج الادراكية حتى حينه، واذ جرى التاسيس "لاخر العلوم"، فان ماامكن تحقيقه لهذه الجهه، ظل هو الاخر خارج المطلوب، ومجرد خطوة اولية تلمسية، بعيده عن مقاربة الظاهرة المجتمعية بخارطتها النمطية، وتفاعليتها، ماكان في حال حصوله سيغير مجمل النظرة والتقدير المعتمد في مقاربة الانقلاب الالي، وموقعه من العملية التاريخيه، وماينطوي عليه من نتائج ونهايات .
من هنا تصبح نظرية ماركس من جهة "آنيه" مشموله بمفاعيل لحظة تاريخيه بذاتها، و" خصوصية نمطية" عائدة الى المجتمعية التي تحكمها اللحظة مدار البحث، وهي تسهم بقوة في تعزيز استثنائية وكمال المجال الاوربي، ونموذجه، حين تجعل منه بالاضافة لرفعته الناجمه عن الانقلاب الالي، مصدرا للحل الامثل النهائي "اليوتوبيا المتحولة الى عملية واعية" على مستوى المعمورة، فاذا بالعالم بين الراسمالية والشيوعيه مابعد الطبقية، الخيارين الذين لاثالث لهما، حيث يلغى كليا اي دور او احتمالية حضور، او فعالية لاي مجتمع على مستوى المعمورة، وكأن الغرب هو الحصيلة والثمرة التي انجبها التاريخ، ليجب ماقبلها، وما هو خارجها، وهو ماقد ظل غالبا بالفعل، وسائدا على مدى نهضة الغرب الحديث.
لماذا لايكون التحول الالي ظاهرة غير مدركة بعد، وانها بالاحرى محطة في التاريخ تنطوي على انقلابية مختلفة عن تلك التي راها الغرب، باعتباره مرحلة تدشينية وافتتاحية من طور تاريخي ابعد من نطاق ماهو حاصل في الغرب الان، وراهنا، مصنعيا، وتكنولوجيا انتاجيا، وهما محطتان، الاولى منهما اوربية، والثانيه امريكية نتاج المجتمعية بلا نمطية، تلك "المفقسة خارج رحم التاريخ ووحده ( البيئة/ الكائن البشري) والتاريخ، بانتظار عتبة أخيرة قد تكون صارت من هنا فصاعدا على الابواب، هي، عتبة "التكنولوجيا العليا".



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/6
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟/5
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/4
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/2
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟ / 1
- الديناميات التشرينوية وبشائر التحولية الكبرى/ ملحق
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(2/2)
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(1/2)
- اسرائيل اخرى وشرق متوسطي مابعد ابراهيمي؟
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟(2/2)
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟*/(1/2)
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/12
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه/11
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 10
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 9
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 8
- 14 تموز الثورة العالميه غير الناطقة؟*
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/7
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/6


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - هل الماركسية نظرية إستعمارية نمطية؟!!/1