أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في طوفان الأقصى، زوال إسرائيل أم الإخوان المسلمين؟














المزيد.....

في طوفان الأقصى، زوال إسرائيل أم الإخوان المسلمين؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ تأسيسها على يد حسن البنا مطلع القرن العشرين، في أوج مد الحريات والمخاض السياسي عبر المملكة المصرية، ظلت الإخوان المسلمين جماعة وحركة مراوغة ومستعصية على جميع من عاصروها وتعاملوا معها. ما بين المعتمد البريطاني والملك العلوي وكبار رجالات الحكومة والدولة المصريين، ظلت علاقتهم جميعاً بهذه الجماعة وتحركاتها طامعة في تردد وارتياب ما بين القبول والرفض. وإذا حدث نادراً أن بلغت الحسم، كانت دائماً تنتهي إلى عداء سافر وقطيعة بَيِّنة إلى حدود الإقصاء التام أو حتى حرب الإبادة من الوجود. لقد تعاون الإخوان مع الإنجليز، ثم قاتلوهم؛ وتعاونوا مع الملك، وهو نفسه الذي قتل لهم مرشدهم المؤسس؛ وتعاونوا مع أنظمة عبد الناصر والسادات ومبارك، لكي ينفيهم الأول ويقتلوا الثاني بعدما سمح لهم بالعودة ويتآمروا على خلع الأخير الذي أشركهم في قطمة من الوليمة؛ وأخيراً تعانوا مع المجلس العسكري بعد 25 يناير 2011، حتى انقلب عليهم الأخير في أشرس وأدمى ملاحقة لوجودهم ذاته منذ نشأتهم قبل نحو 100 عام خلت.

كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة الأمريكية صدمة كبرى هزت الأركان الفكرية للعالم أجمع. وقد تمخض عنها استنتاجين رئيسيين: (1) نظم الحكم الاستبدادية عبر العالم العربي معزولة عن شعوبها وغير فعالة في حل مشاكلهم ومعالجة أمراضهم المتراكمة والمتفاقمة؛ و(2) الإخوان المسلمون هم التنظيم المدني (السلمي؟) الأكبر والأكثر اتصالاً بالجماهير، ومن ثم الأقدر على توجيهها وضبط حركتها والنهوض بها. وإذا كان القمع الذي تمارسه النظم الاستبدادية مُتهم بتفريخ وتغذية جماعات التطرف الديني عبر المنطقة والعالم، فإن الإخوان المسلمين بفضل خلفيتهم الدينية المشتركة- لكن المعتدلة- مع هؤلاء، هم الأقدر كذلك على تهدئة وترويض جموح هذا الهياج والتطرف المدمر.

على هذه الخلفية والأمل، أعطى الغرب بقيادة أمريكية الضوء الأخضر لفتح الباب لمشاركة ما يسمى الإسلام السياسي المعتدل، تمثله في هذه الحالة حركة حماس، في لعبة السياسة والحكم عبر المنطقة. وكما توقع الجميع، فازت الحركة الإسلامية بأول انتخابات ديمقراطية يشارك فيها الفلسطينيون بحرية. ثم تريث الجميع في انتظار وترقب لما ستؤول إليه الأحوال. كيف سيكون أداء التجربة الجديدة مقارنة بالفشل الذريع الذي وصم ما سبقها؟ هل يكون أدائها أفضل في تحسين معيشة المحكومين لها وفي ضبط سلوكهم ومعالجة تطرفهم، حتى رغم تظاهرها خطابياً بمعادة الغرب وإسرائيل؟

وكما رأت البلدان الأوروبية مع الولايات المتحدة بعض الفوائد الجلية التي يمكن لها أن تجنيها من هذا التمكين التجريبي لتيار الإسلام السياسي المعتدل من الحكم عبر المنطقة، كذلك رأت إسرائيل تحت قيادة نتنياهو فوائد لها يمكن أن تجنيها أيضاً. فعلى خلفية انقسام غائر يبدو غير قابل للالتئام عبر المنطقة العربية كلها ما بين الإسلاميين من جهة والعلمانيين في المقابل، كان تمكين حماس من حكم غزة ضمانة لا تتزحزح لإسرائيل للهرب من كابوس إقامة دولة فلسطينية موحدة تجمع بين القطاع والضفة الغربية وتقاسمهم في أرض الميعاد. فوق ذلك، رغم ديكتاتورية العلمانيين العرب وفسادهم وعجزهم الذي تضرر منه وذاق مرارته العالم أجمع، يبقى أنهم الوحيدون القادرون على تصور مشروع والتخطيط من أجله، مهما كان بائساً وسيولد ميتاً. بينما الإسلاميون- ومن ضمنهم الإخوان المسلمون- غير ذلك جوهرياً. هؤلاء لا تحركهم حسابات باردة وخاطئة مثل خصومهم العلمانيين، بقدر ما تُلهب خيالاتهم وتُزلزل أفئدتهم وأبدانهم العواطف الجياشة. وهذه السلعة بالذات هي التي كانت إسرائيل على استعداد لشرائها بأغلى الأثمان واللعب بها ضد القضية الفلسطينية برمتها. وظنت إسرائيل أن قوة نيرانها كافية لأمنها الذاتي وردع النيران الحمساوية عن التمدد إليها بسوء. كل ما عليها هو شراء الوقت وسيتكفل الفلسطينيون أنفسهم وفق هذه التقسيمة بحرق ملفات القضية.

ثم استيقظت المنطقة والعالم وإسرائيل وحتى الفلسطينيون أنفسهم فجر يوم 7 أكتوبر 2023 على فاجعة حمساوية لا تستطيع أن تستوعبها أي حسابات مهما كانت خاطئة وكارثية. وهو ما استوجب نفس رد الفعل ضد التطرف الذي أنجب هجمات 11 سبتمبر- هؤلاء أيضاً غير مؤهلين للعب سياسة ولابد من إقصائهم- مثل الإسلاميين الجهاديين قبلهم- من المشهد الرسمي بالكامل وبكل الوسائل الممكنة.

منذ تأسيسها تحت عين الإنجليز وفي كنف الملك وصولاً إلى اليوم الحاضر، هناك شيء ما في تنظيم جماعة الإخوان المسلمين وشُعَبها المتعددة يُغري جميع الفاعلين السياسيين على قطفه والاستفادة به. لكنهم بمجرد أن يمدوا أيديهم نحوها، يصطدمون بمكون آخر فيها ينفجر في وجوههم. هي ليست مصادفة ولا سابقة أن يشن ضدهم نتنياهو اليوم حرب إزالة من الوجود، لأن السيسي في مصر وقيس بن سعيد في تونس- البلدين الوحيدين خارج قطاع غزة حيث تمكنوا من الحكم أو المشاركة فيه بدرجة مؤثرة- قد فعلاها من قبله بقليل وحتى الآن، كحال كل الحكومات المصرية في الماضي. إذا كان واقع الحال ماضياً وحاضراً كذلك، هل سأل أبناء التنظيم أنفسهم يوماً: ماذا فينا يجعل كل من حاول الاقتراب منا ما كاد يفعل حتى فتح فينا نيرانه؟ أم أنهم مستريحون أكثر لمظلومية التآمر الكوني ضدهم؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تَقْدر الولايات المتحدة على ردع روسيا والصين معاً؟
- بِدَعْ الضلال الست المُهلكة في القرون الوسطى
- الست الموبقات في نظر المسيحية القروسطية
- فَلِسْطين، حكاية شعب
- فِلِسْطين
- ماذا بعد الطوفان؟
- هل تنجح إيران في تغيير قواعد اللعبة العربية؟
- 25 يناير، رد الاعتبار
- انتخابات مصر
- حين لا يكون للكلام معنى: مراكز الكلام
- ضبط مفهوم الإمبريالية في الإدراك العربي
- اتفاقات أوسلو، موت بطيء ومأساوي
- وحوش اللفياثان في حياة البشر
- هل تترك السعودية صلاح للمصريين؟
- لماذا خَلاَ سكان السماء من الشياطين؟
- بين تعاليم السماء وقوانين الأرض، بحثاً عن العدالة
- هل من حق روسيا أن تغزو أوكرانيا؟
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (4)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (3)
- لماذا لم تنجح روسيا في الانتقال إلى الديمقراطية (2)


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - في طوفان الأقصى، زوال إسرائيل أم الإخوان المسلمين؟