أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - لنعود بالزمن ونتخيل 














المزيد.....

لنعود بالزمن ونتخيل 


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 17:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


 توفي والدي في ديسمبر سنة1990، وبعدها بعام اخترع العالم الانجليزي (تيم بيرنرزلي) الانترنت الذي قلبحياتنا رأسا على عقب، يخطر لي  أن أعودبالزمن إلى حيث كان يجلس أبي على مكتبه معتمداً على جهاز الفاكس للتواصل السريع ثمالذهاب إلى مبنى البريد لإرسال قصائده الشعرية ومقالاته الأدبية لنشرها فيالصحف. ترى هل فكّر أو تخيل يوماً كيف أصبحت حياتنا بعد هذا الاختراعالعظيم؟ لنعود بالزمن ونتخيل تفاصيلحياتنا بدون وجود الانترنت..كانت ولا تزال الأخبار جزءاً مهماً من حياتنااليومية، نجلس يومياً لنتابع أبرز ما حدث اليوم ثم لنغيّر المحطة ونتابع مسلسلاًدرامياً أو فيلماً تعرضه القناة المحلية الوحيدة، لا خيارات. كان للصحف والمطبوعات مكانة مميزة ومن يكتب فيهاأو يتواجد على صفحاتها يصبح من نجوم المجتمع.للجميع رأي واحد، فلا ناشطين من قلب الحدث يبثونلك ما يحدث في بقاع بعيدة ولا محللين يصدمونك بجرأة طرحهم. مصادرنا للمعرفة واحدة،قنوات إخبارية، راديو، صحف ومجلات، لا ناشطين ولا محللين ولا مهرجين على السوشالميديا.أعيادنا بهجة لا تخلو من مشقة، فالقيام بالزياراتالعائلية ومعايدة الأصدقاء نشاط اجتماعي يأخذ وقتاً قد يصل لأسبوع، لا واتس أبنهنىء به نصف الكرة الأرضية بكبسة زر واحدة وبصورة معدة مسبقاً.بطاقات المعايدة والزفاف لمناسباتنا الخاصة مطبوعةفي كروت تحتاج أياماً لتوزيعها على أصحابها، وبالطبع لا ننسى الإتصالات الدولية المكلفةبالأقارب خارج الدولة، وربما نضطر لإعادة الاتصال مراراً وتكراراً، لأننا حقاً مشتاقينلسماع صوتهم دون صورتهم التي ربما تغيرت مع الأيام.سنتابع الأخبار بصمت، ونتبنى رأياً جاهزاً لايختلف عن رأي جميع من حولنا، فلا فيديو على الانترنت مع هاشتاغ يصدمنا بحقيقةمختلفة ولا تغريدة تجعلنا نعيد حساباتنا وترتيب آرائنا السياسية.أما فرص التقائنا بشريك حياة فهي ضئيلة للغاية أوشبه معدومة، ربما في الجامعة، في الطريق، في العمل، في حفلة زفاف. وإن حالفنا الحظسنلتقي صدفة في الأسواق، ببساطة لا يمكنك اللجوءإلى مواقع التواصل الاجتماعي باقتراح حساب شخص ما على فيسبوك أو انستغرام، وليسغريباً أن تحتفظ العلاقة بغموضها حتى ليلة الزفاف. كان للهاتف الأرضي دليل مطبوع له رائحة خاصة في كلمنزل، وكُتيّباً في المطبخ عفا عليه الزمن للوالدة، يحتوي كل الوصفات الأثريةالتي جمعتها من جدّتها.هل كان بالإمكان أن نتابع أشهر الطباخين بكبسة زرواحدة أو التأكد من وصفات أو فوائد الأطعمة أو نعود لخيار الديلفيري بكبسة زر؟ كان، وكان،  هل كان بالإمكان الاستعانة بالمواقع المختصةلانجاز دراسة أو بحث ما؟ علينا أن نتعلم ونحفظ، لا خيارات. أما اليوم فالانترنتموجود للقيام بكل المهام. ليس علينا سوى التواصل مع دكتور غوغل!   إذا شعرنا بالمرض أو بعض التوعّك ليس علينا سوى دهنزيت زيتون على مكان الألم وشرب اليانسون والنوم! لا داعي لقراءة عشرات المقالاتواللينكات عن أشخاص عاشوا هذه الحالة مثلنا ، ولم تكن مجرد نزلة برد!سيكون آخر الأسبوع مملاً في  بيت الجدة بدون انترنت، نلعب على الأرجوحة أو نعدّالنجوم أو نتحدث مع أفراد العائلة حديث لا ملامح له أو هدف، وسنضطر إلى أن نلعب لعبةالنرد أو ربما نبدأ بقراءة كتاب ما وجدناه على رفوف مكتبة عمنا أو خالنا المثقف.لن نستطيع أن نلعب مع ناس مجهولين ألعاباً مختلفةحتى آخر الليل. أو نتصور السليفي بكل أنواع الفلاتر دون أن نمتلك البوماً واحداًللذكريات نورثه لأحفادنا. لن نستطيعأن نتابع أخبار من نحب هنا وهناك على صفحات الانترنت لعله سعيداً في حياته بدوننا! لن نستطيعأن نتسوق كل ما لذ وطاب دون أن نخرج من المنزل ونحن نأكل الفشار أمام شاشةالكمبيوتر.لن نستطيع سوى أن نرضى بما لدينا من خيارات محدودة،، والغريب أننا كنا سعداء!  



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همومنا وهموم الآخرين
- الهروب من اللحظة
- في التخلي التجلي
- رسائل الكون الخفية
- الذكاء الاصطناعي إلى أين يأخذنا؟
- سلامنا الداخلي
- إنها الأسئلة الوجودية
- ماذا يعني أن نموت؟
- وقت الفراغ المثالي
- الأنوثة أقسى اللعنات
- ماذا تعرف عن العزلة؟
- تواطؤ أنثوي
- أطفال الزلازل
- ثورة ضد الهواتف الذكية
- سبحان مغير القلوب!
- هل حقاً اليد الواحدة لا تصفق؟
- تكهنات العام الجديد
- التعصب الكروي
- رسالتنا إلى العالم في مونديال قطر
- سناريو نهاية العالم


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - لنعود بالزمن ونتخيل