نبيلة الوزاني
الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 00:37
المحور:
الادب والفن
أَمامَ الشَّاشةِ
مُقيَّدةٌ أنَا يَسْتوْطِنُني الذُّهولِ
أَرَى
أَجْيالاً يَأْكلُها الحِصارُ
ويَجْترُّها سورُ التّجويعِ ..
أَرى
طَائراتٍ تُمارِسُ"الأَكْرُوبَاتْ " *
بِعَبثيَّةِ الجُنونِ
تُبَرمِجُ الأَسْوَدَ علَى
نَومِ الجَدّةِ ويَقظَةِ الأَبِ
ثُمَّ
تُفَجِّرُ رُؤُوسَ الطِّينِ
والأَكفانُ
أَقْبِيةٌ بَنَتْها الأَنْقاضُ ..
أَرَى
أُمّاً تَبْحثُ عنْ ذِراعِ ابْنِها
بَينَ الرُّكامِ
كُلّمَا ارْتقَى طِفْلٌ
يَتكَوّرُ الشّارِعُ فِي الرَّصِيفِ
ولا يَمْشي ..
-
أَرانِي
فِي وَجعِي
خَارجَ الصَّوتِ
داخِلَ الصُّورةِ
فِي مُونُولُوجْ يَسْتهلِكُني
أَهْمسُ لِل" شِّفاءْ "*
المَوتُ فِيكَ
و الصَّمتُ فِينَا
أَقولُ لِ " جَبالْيا "
القَذيفَةُ فِي صَدرِكِ
والمَوائدُ مَجاعَةُ الأَطفَالِ
أَصْرخُ في المُذيعِ :
الدَّبَّابةُ حَطّمَتِ الإِرسَالْ ..
-
أُشغَِّلُ الهَاتفَ
شَظِيّةٌ مِنْ عيْنِ الشَّاشةِ
تَختَرِقُ قَلبِي
أَخْتبِئُ
فَيَملأُ الغازُ الفُوسْفُورِيُّ
رِئتِي
يَكْتظُّ الشَّريطُ بَِأخبَارٍ مُتنَافِرَةٍ
تَمرُّ رِسالَةٌ خَاطِفةٌ
تَقولُ :
.. سَأَعُودُ ..
امْرأَةٌ تَعتَمِرُ الزَّيتُون
-
الصُّوَرُ المُفخَّخةُ
تتَوالىَ
تَخشَى تَوقُّفَ السَّاعةِ
الوَقتُ دَقائقُ ثَقِيلةٌ
الشَّمالُ
يَحترِقُ بِكامِيرا القَذيفَةِ
الجَنوبُ
نُكتَةُ السّلامِ في مَسرَحِ
الضَّحايَا
-
مِن خَلْفِ الشَّاشةِ
أَطلَّتِ المَدينةٌ علَى شَكلِ امْرأةٍ
سَألتُها :
كَيفَ تَبْتسمِينَ لِلمَوت
وتُمْسِكينَ بِالكَفَنِ في جَيْبِكِ ؟
أَجابَتْ :
مِن التُّرابِ كُنْتُ
والبَابُ لا يَحْمِلُ
مِفْتاحَيْنِ ..
...
من مجموعتي الشعرية ( مُجرّدُ صَوْت )
...................................................
* الأَكْرُوبَاتْ : الألعاب البهلوانية التي تقوم بها طائرات خاصة في الجوّ .
* الشّفاء : مستشفى كبير عبارة عن مجمّع طبّي في وسط غزّة
* جَبالْيا : في شمال غزّة
#نبيلة_الوزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟