|
مقدمة كتاب تأريخ كردستان سوريا المعاصر
اسماعيل حصاف
الحوار المتمدن-العدد: 7797 - 2023 / 11 / 16 - 00:35
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
" في 11 كانون الأول عام 1920 جرى في باريس التوقيع على المعاهدة الأنكلو –فرنسية التى حددت الأراضي الواقعة تحت حكم إنتداب الدولتين العظميين في سوريا والعراق. وإعتبارا من هذا التاريخ يبدأ إسميا كردستان الغربية، وذلك أن الحدود الجديدة ضمت جزءا من كردستان إلى سوريا. وفي 9 آذار عام 1921 وقع وزير خارجية المجلس الوطني التركي الكبير الرجعي والشوفيني بكير سامي بك مع وزير الخارجية الفرنسي بريان وتضمنت الإتفاقية تصوير الحدود التركية – السورية، والتى مست من حيث جانبها الجيوغرافي أم السياسي – الاقتصادي، كردستان الغربية، وأصبحت المسألة الكردية وللمرةالأولى موضوعا مباشرا للمفاوضات التركية – الفرنسية،وحصل الفرنسيون على إمكانية التغلغل في المناطق الكردية الواسعة والغنية. وهكذا، برزت المسألة الكردية في سوريا خلال العقود الأولى من القرن العشرين وذلك في أعقاب إتفاقية سايكس – بيكو ووضع جزء من كردستان تحت الإنتداب الفرنسي وإلحاقة بدولة سوريا وفقا لإتفاقية أنقرة في 20 تشرين الأول 1921 والتي عرفت بمعاهدة فرانكيلين – بويللون، ووفقا لهذه الإتفاقية تم فصل غرب كردستان بشكل نهائي عن شمال كردستان وألحق بدولة سوريا من خلال دمج قوميتين مختلفتين إنتماء وثقافة، وهما: القوميتين العربية والكردية،إضافة إلى المكونات الإثنية والدينية الأخرى، ومحاولة دمج الجميع في كيان موحد مركب بالضد من مصالحهم القومية والإجتماعية. ونتيجة لهذه الإتفاقيات السرية رسمت خارطة المنطقة وفق مصالح هذه الدول دون مراعاة للتوزع السكاني ومصالح شعوب المنطقة، وفق سيناريو جديد وبما يتناسب وميزان القوى الجديدة على الساحتين الدولية والشرق أوسطية، وأصبحت كردستان ولأسباب جيو- بوليتيكية مكافأة ثمينة لدول التحالف الإمبريالي وبخاصة بين بريطانيا وفرنسا بغية حماية مصالحها الحيوية في هذه المنطقة الإستراتيجية التى تشكل قلب الشرقين الأوسط والأدنى، ونالت فرنسا حصتها على شكل إلحاق قسري مباشر بجزء من كردستان والتي سميت فيما بعد بكردستان سوريا، وهكذا ألحق هذا الجزء من كردستان بالدولة السورية التى شهدت النور بعد خروج الفرنسيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية. إن إتفاقية سايكس – بيكو تشكل نهاية للتاريخ الكردي الحديث وبداية لتاريخه المعاصر. أن سياسة التقسيم الفوقية، وتكريس الحدود المصطنعة بين أبناء الشعب الكردي، من طرف الإدارتين الإستعماريتين الفرنسية والبريطانية وتركيا الكمالية بموجب معاهدة لوزان، التى أنهت الإمبراطوية العثمانية مرة وإلى الأبد قانونيا، قد مهدت لظهور كيانات جديدة على خارطة جيو – سياسية جديدة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، تمخضت عنها نظام دولي جديد، قائم على سياسة الإنكار لحقوق الشعب الكردي والأقليات القومية.وجدير بالإشارة إلى أن بريطانيا وفرنسا تتحملان كامل المسؤولية التاريخية تجاه الكرد ومآسيه وحتى يومنا هذا. ولكن علينا أن نعلم أيضا، بأن العامل الكردي وخاصة غياب المشروع القومي الموحد وتشتت الحركة الكردية، قد لعب دورا مساهما في إلحاق الأراضي الكردية بكل من العراق وسوريا. و قد أصبح غرب كردستان في مرحلة ما بين الحربين العالميتين مادة للصراع بين كل من بريطانيا وفرنسا وتركيا وحكومة دمشق، وإكتسبت الأراضي الكردية أهمية إستراتيجية وإزدادت أهميتها إثر إكتشاف النفط والغاز، وأصبحت المسألة الكردية منذ ذلك الوقت عاملا دائما ومؤثرا في الوضع السوري والإقليمي. والحقيقة المرة ، أن السياسة الإستعمارية لكل من بريطانيا وفرنسا، هي التي مزقت كردستان المركزية إبان الحرب العالمية الأولى إربا إربا. لقد نقلت معاهدة لوزان المنطقة من النظام الإمبراطوري السابق إلى نظام "الدول" المستقلة الخاضعة للإنتداب، ولحماية مصالحهم الذاتية، ضحى الجميع بالقضية الكردية، التى تحولت مع مرور الزمن إلى مسألة مزمنة ومعقدة، لاسيما بعد تشكل الدول اجدديدة. وتحويل القضية الكردية من قضية مركزية كواحدة من كبريات الأمم في الشرق الأوسط وغرب آسيا، إلى مسألة ))أقليات قومية كبيرة((، هامشية في إطار عدة دول حديثة النشؤ، وأوجدت لهم غطاء قانوني وشرعي في منظور القانون الدولي، ضاربة عرض الحائط كل أخلاقيات ومبادئ الإنسان وقيمهم، في سبيل مصالحهم الذاتية. وقد جذبت المناطق الكردية )الفرنسية( ، آلاف الأسر والعوائل من إجتياز خط الحديد ليصبحوا في مأمن من الملاحقات الهستيرية للقوات التركية، وعلى الأغلب لم يكن اجتياز الحدود والإنتقال من سيطرة نظام إلى آخر يحتاج سوى قطع عشرات الأمتار، فمثلا خط الحديد بين كل من نصيبين وقامشلو، بمثابة جدار برلين، الذي فصل مابين برلين الشرقية وبرلين الغربية، وكان هذا الإنتقال يتم ضمن جغرافية كردستان القومية. وكانت هذه هي حال مئات الأسر من الأعيان الكرد الذين سيؤدون خلال العقود اللاحقة وحتى أواسط الخمسينيات دورا كبيرا في التاريخ الاجتماعي – السياسي الحديث لسوريا وكردستان سوريا خلال فترتي الإنتداب والإستقلال معا. ولم تكن أوضاع كرد سوريا الاقتصادية منها والاجتماعية تختلف عن أوضاع اخوتهم في الأجزاء الأخرى من كردستان. فالمجتمع الكردي، حتى ذلك الحين، لم يكن قد أفرز فئة برجوازية قادرة على أن تلعب دورا ملموسا في الدفاع عن المصالح القومية للكرد، ومن بناء جسر التواصل مع السلطات الفرنسية، وعدم القدرة على توفير مستلزمات المصالح المشتركة ومن خلق أرضية تثير لعاب البرجوازية القومية الفرنسية، ولم تكن العشائر الكردية قد شقت بعد، طريقها إلى الإستقرار، وهي بالأساس منقسمة على نفسها بسبب المصالح الذاتية المتضاربة لكل عشيرة، وعدم تبلور الوعي القومي لدى البعض منهم. بطبيعة الحال، كان لإلحاق جزء من كردستان بالإنتداب الفرنسي في عملية جراحية تركيبية ضربة موجعة جدا لوحدة الشعب الكردي جيوبوليتيكيا، ستترك نتائج وخيمة على مستقبل المسألة الكردية ولمدى طويل. وعندما إنتدبت فرنسا على سورية من عصبة الأمم بعد الحرب العالمية الأولى، تبنت سياسة تشجيع الهوية القومية للأقليات بغية إضعاف الغالبية العربية السنية في البلاد. أقام الفرنسيون في سوريا ولبنان فور تدخلهم نظام إدارة إستعمارية مباشر دون أي وسطاء ومحاولين ما طبقوه في الجزائر أن يطبقوه في البلاد، وبطبيعة الحال في المناطق الكردية أيضا. إن واحدة من أهم سمات تلك المرحلة إنتقال الثقل السياسي والتنويري لاسيما بعد إجهاض ثورة عام 1925 بقيادة شيخ سعيد إلى غرب كردستان، تمخض عنها ولادة حزب خويبون في عام 1927 . وفي مرحلة ما بين الحربين، برز تياران في الجزيرة ، تيار حمل مشروع الإستقلال الذاتي الكردي في الجزيرة بدعم من الإدارة الفرنسية ضم قادة كرد ومسيحيين وبعض رؤساء عشائرعرب المنطقة، وتيار موال لحكومة دمشق، وعرف بجبهة الوطنيين )وهم جبهة من الميول الإسلامية العروبية، زائدا بعض العشائر الكردية(. غادر آخر جندي فرنسي أرض سورية 17 نيسان 1946 ، حيث رفع شكري القوتلي رئيس اجدمهورية، على سارية دار الحكومة علم الإستقلال، معلنا أنه لن يرتفع فوقها، بعد اليوم، إلا علم الوحدة العربية. وهذا كان إيذانا بالسير على النهج العروبي، دون الأخذ بعين الإعتبارحقوق الشعب الكردي الملحق بسوريا. عندما خرج الفرنسيون من سوريا، لم يتركوا "ضمانا واحدا لتأمين حقوق الشعب الكردي. ومنها تلك التي كانت فيها شعوب ترزح تحت يد الإستعمار بدون أن ))تتمتع(( حتى » بهوية شعب مستعمر «، وهذا النوع من الإستعمار أسوأ من سابقه لأنه لايعترف بواقعه ويطلق عليه أسماء أخرى. وصدق البروفيسور عصمت شريف وانلي حينما وصف "الإستعمار الفقير جداره بأنه أبشع نوع من الإستعمار وآفة كردستان، وهو حقا لأبشع أنواع الإستعمار وأشدها وقعا وأكثرها أذية وأقلها رحمة وإنسانية، ولا حد لبطشه إلا بالردع. منذ عام 1950 إحتل الصراع الطبقي بين الفلاحين ومالكي الأرض واحدا من أبرز الظواهر الاجتماعية في المجتمع الكردي إزداد وتائر الصراع مع عملية مكننة المجتمع الزراعي، وإرتفاع قيمة الأرض تبعا لذلك، وإنتقال الوعي الطبقي إلى أبناء الريف بتأثير الأيديولوجية الشيوعية التى أخضعت المشاعر الأثنوقومية للنضال الطبقي. وكان ذلك بسبب توطيد النفوذ الإقطاعي في المناطق الكردية وبسبب إرتفاع قيمة الأرض نشبت نزاعات بين الملاكين والمستثمرين، وبين رؤساء العشائر وفلاحيهم، ناهيك عن حروب بين العشائر في الصراع على التوسع. تبنت حكومة دمشق بعد الإستقلال مباشرة سياسة مبرمجة تجاه المناطق الكردية، حيث شرعت في تركيز السلطة بيد الحكومة المركزية، رافقتها خطوات ضرب الخصوصية الاجتماعية والثقافية والسياسية الكردية، عبر سلسلة من الإجراءات والخطوات ذات المضمون الشوفيني، والسير في محاولة تنشيط إقتصاد كردستان لتكون في خدمة البرجوازية القومية العربية التي حلت محل البرجوازيتين التركية ومن ثم الفرنسية، وفي خدمة ثلة من الضباط العروبيين، الذين صعدوا إلى السلطة عن طريق الإنقلابات العسكرية، وإنتهجت الحكومات السورية التي تعاقبت على دست الحكم سياسة إهمال المناطق الكردية ولم تشملها بالمشاريع التنموية. وهكذا تحولت كردستان عمليا إلى مستعمرة غنية – فقيرة، ففي الوقت الذي كانت ثلاثة أرباع ثروة البلاد تأتي من المناطق الكردية، لكنها كانت الأفقر من حيث الخدمات والمشاريع الإنمائية. كان هدف البرجوازية العربية هو فرض السيطرة الكاملة على أسواق كردستان، وربطها كليا بالأسوق المركزية. من دمشق إنطلقت فكرة تأسيس البارتي الديمقراطي الكردستاني )الكردي فيما بعد ) في سوريا وبالذات من أوصمان صبري، حيث توفرت عوامل موضوعية وذاتية، هيأت الشعب الكردي في سوريا ليشارك في عمل قومي جماعي، يقوده إلى أهدافه القومية والوطنية. أن الوحدة المصرية – السورية أججت الشعور القومي العربي التي بلغت حدا عنصريا واضحا، بالضد من التطلعات القومية الكردية وتعرض الناشطين الكرد وأعضاء الحزبين البارتي والشيوعي للإعتقالات التعسفية والملاحقات وتحريات جهاز المباحث اليومية. بتاريخ 23 آب 2161 وفي ظل حكومة رئيس اجدمهورية ناظم القدسي ورئيس حكومته معروف الدواليبى صدر المرسوم االجمهوري رقم ) 93 (، نشرته الجريدة الرسمية في في عددها " 41 " تاريخ 23/8/1963 والذي تقرر بموجبه إجراء إحصاء سكاني خاص في محافظة الحسكة ) الجزيرة ( شمال شرق سوريا حصرا دون غيرها من المحافظات السورية، بحجة عبور العديد من الكرد غير السوريين إلى سوريا من تركيا، والذي يعد من أخطر المشاريع العنصرية يكرس لسياسة تطهير الإتنو - عرقي. وتم هذا الأحصاء في عهد وزارة خالد العظم ( 17 ايلول 1963 – 7 آذار 1963 ) وهي التى نفذته فوريا ولم يكن قد مضى على تربعها في الحكم أكثر من ثلاثة اسابيع بإجراء إحصاء عام للسكان في محافظة الجزيرة في 5 تشرين الأول 1962 ثم جاء مشروع محمد طلب هلال هذا المشروع الذي قدمه محمد طلب هلال بتاريخ 12/ 11/ 1963 إلىالجهات العليا بدمشق رسميا ، وعرضه على المؤتمر القطري الأول لحزب البعث المنعقد في أيلول 1963 ، لإدراجه على جدول أعمال المؤتمر، بهدف وضع سياسة مبرمجة للوقوف ضد الحركة القومية الكردية الصاعدة ، وقد أعتمدت الدراسة كوثيقة أساسية وبرنامج عمل من جانب الحكومات السورية المتعاقبة على دست الحكم ويؤخذ به ويطبق حرفيا وليومنا هذا. وفي عهد حافظ الأسد تم توطين الآلاف من قبائل بدو الفرات من العوائل العربية جيء بهم من محافظتى الرقة وحلب، ونقلهم مكرهين في آذار 1974 إلى الشريط المتاخم على الحدود العراقية - التركية وإسكانهم في قرى نموذجية بنيت خصيصا لهم. يتناول هذا الكتاب تاريخ كردستان سوريا المعاصر، والإطار الزمني لهذه الدراسة يبدأ منذ منذ عام 1916 وحتى عام 1975 ، وهي في حقيقة الأمر مرحلة طويلة مليئة بالأحداث والمتغيرات المستمرة. ويلقي الكاتب الضؤ على الوضع الكردي في مرحلة ما بين الحربين العالميتين، ومنها أحداث عامودا. وحاول المؤلف في هذا الكتاب تتبع تطور مسار الحركة السياسية الكردية منذ نشوب الخلاف في صفوف البارتي منذ 1960 وحتى عام 1975 . تعرضت المسألة الكردية في سوريا إلى عملية التهميش سواء أكان بشكل ممنهج أو بدونه، حيث ركزت معظم الأعمال على المناطق الكردية في تركيا والعراق وبدرجة أقل في إيران. إذ أن قسما كبيرا من الدراسات ولاسيما تلك الصادرة في الشرق الأوسط والعالم العربي غلب عليها الطابع العنصري وإتسمت بالنزعة الشوفينية وبالتشويه الفظ للحقائق والثوابت التاريخية ووضعت في إطار خدمة سياسات الدول المقسمة لكردستان وحكوماتها التي تنكر أساسا الوجود القومي للكرد. وعليه هناك ثغرات وهفوات كبيرة في الدراسات التاريخية وخاصة المعاصرة للشعب الكردي. وتعد كتابات عصمت شريف وانلي الأولى التي تناولت القضية الكردية في سوريا مثل : سوريا "كفاحي" ضد الأكراد" والمسألة الكردية من إصدارات جدنة الدفاع عن حقوق الإنسان 1968 ، وكتاباته عن السياسات الشوفينية ضد الكرد وتناوله الحزام العربي. زاد الإهتمام بالكرد السوريين إثر إنتهاء حقبة الحرب الباردة والإهتمام بقضايا حقوق الإنسان في جميع البلدان، حيث ابدت هيومن رايتس ووتش بعد عام 1991 الإهتمام ، بحقوق الكرد في سوريا. تشكل إنتفاضة الثاني عشر من آذار )إنتفاضة قامشل ( 2004 نقطة تحول تاريخي للحركة الكوردية في جنوب غرب كوردستان، وبداية مرحلة جديدة في النضال القومي الكردي في هذا اجدزء، بما خلفت من آثار ونتائج على الصعيد القومي والوطنى والإقليمي والدولي، حيث أصبحت القضية الكوردية في سوريا وللمرة الأولى، منذ السنوات الأولى التى تلت الحرب العالمية الثانية وظهور سوريا كدولة مستقلة على الخارطة السياسية، مادة للتداول بهذا الزخم، لتحتل شيئا فشيئا حجمها الطبيعي ومكانتها على الصعيدين الوطنى والدولي حيث خرجت من النطاق السوري لتصبح قضية دولية. نشر سلسلة من الأعمال مثل هاريت مونتغمري، الكرد في سوريا،عام 2005 ، وكريم يلدز، الكرد في سوريا شعب في طي النسيان، 2004 ، وغامبيل، الصحوة الكردية في سوريا، 2004 ، وديفيد مكدول، تاريخ الأكراد الحديث، 2004 وغوتية 2005 ، ولوي عام 2006 . وجوردي تيزل، الكرد السوريين 2009 ، وتقارير جدان الدفاع عن حقوق الإنسان، ومنشورات جمعية الطلبة الأكراد في أوربا وغيرها. ومن الضروري التنويه بالدراسات الأكاديمية السوفياتية وخاصة من معهد الإستشراق بموسكو وخصوصا كتابات لازاريف وغيره، التى ساهمت بشكل كبير مؤثر لا يقدر بثمن في تثبيت الحقائق التاريخية وتعرية الإتجاهات اللاعلمية والبعيدة عن المنطق التاريخي من خلال إبراز الدور التاريخي للشعب الكردي وتحديد حدوده اجدغرافية، كأحد أقدم شعوب الشرقين الأوسط والأدنى في غرب آسيا. ناهيك عن الدراسات الأكاديمية وأطاريح الدكتوراه التى نوقشت في القسم الكردي بمعهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفياتية بإشراف كل من لازاريف وحسرتيان، ومنها إطروحة د.جرجيس حسن )الكرد في سوريا في فترة مابين الحربين( وإطروحة د.بشير صبري )الأحزاب الكردية في سوريا(، وإطروحة د.إسماعيل حصاف )المسألة الكردية في العلاقات الدولية في فترة مابعد الحرب العالمية الثانية( وغيرها من الدراسات التى تناولت المسألة الكردية في سورية. إعتمدنا على مصادر ومراجع مختلفة، منها الوثائق الفرنسية ووثائق الحركة الكردية ومنشوراتها ومذكرات بعض الساسة الكرد والتى تحظى بأهمية كبيرة كمصادر اساسية تتناول الفترة المعنية، إضافة إلى الكتب العربية والأجنبية وبعض الأبحاث الأكاديمية، ناهيكعن المقابلات مع بعض قادة الحركة الكردية في سوريا والدوريات والمواقع الإلكترونية. أن هذا العمل الأكاديمي المتواضع عن الكرد في سوريا في التاريخ المعاصر يتسم بأهمية علمية وتاريخية – سياسية، ويشكل رافدا مهما وإسهاما في إثراء المكتبة الكردية عموما وفي هذا الجزء خصوصا، ويهدف إلى ملء جزء من الفراغ الموجود في تاريخ الكرد في سوريا وتناول قضاياه التاريخية والاجتماعية والسياسية.وهو لايخلو كغيره من الأعمال من نواقص وهفوات، وكلي أمل أن أكون قد وفقت ولو جزئيا فيما آليت إليه خدمة لشعبي وقضيته العادلة. وقد رأينا ضرورة تقسيم الدراسة إلى ثلاثة أجزاء . 1916 ( من هذه - يتناول اجدزء الأول)تاريخ كردستان سوريا المعاصر 1946 الدراسة والتي تعتبر مرحلة مهمة من تاريخ كردستان – سوريا، بدءا من تقسيم كردستان المركزية وتطور الأحداث في مرحلة مابين الحربين العالميتين وصولا إلى خروج الفرنسيين من سوريا في عام 1946 . وفيها نلقي الضوء على صراع القوى وسياسة حكومة الإنتداب تجاه القضية الكردية، مبينا مشروع الإستقلال الكردي في الجزيرة ، كما وقفنا عند حركة المريدين في جبل الكرد )عفرين(، وقمنا بعرض أحداث عامودا عام 1937 والموقف التركي منها، والسياسة الفرنسية الزراعية. وكذلك تحدثنا عن بدايات النشاط القومي في هذا الجزء وظهور خويبون، ناهيك عن التركيبة السكانية وتوزعها، والصراع القبلي الكردي –العربي، والمسألة الكردية عشية الحرب العالمية الثانية وخلالها، وغيرها من القضايا التي مست المسألة الكردية في تلك المرحلة. المؤلف أربيل في 18/8/2016
#اسماعيل_حصاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|