أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - المجتمع الشرقي والمجتمع الغربي














المزيد.....

المجتمع الشرقي والمجتمع الغربي


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 7796 - 2023 / 11 / 15 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجتمع الشرقي لم يعرف من الحرية إلا حرية الحاكم، فهو وحدة الفعال لما يريد، والكل عبيد يأتمرون بأمره (هيجل).
في المجتمع الشرقي نقد الزعيم أو القائد، او الحاكم العسكري مهما عظـُم شأنه أو صغـُر، يصبح مقدساً لدى أتباعه الذين لن يتوانوا عن إهدار دم منتقديه والمشككين بموقف من مواقفه أو برأي
من آرائه. فهو، بالنسبة لهؤلاء، يحمل من صفات التبجيل والعظمة ما يستدعي ولاءاً مطلقاً لا لبس فيه أو شبهة فيصبح الذود والدفاع عنه، بحق أو بغير حق، واجب مقدس لا يقبل المساومة أو حتى
المساءلة!
المثقف ابن هذا المجتمع هو ذلك الإنسان المفكرالجاد الذي يتصدر طليعة المجتمع فكرياً واجتماعياً. يثير الأسئلة، ويتبنى قضايا المجتمع وهمومه، لا يكون انتهازياً متحينا للفرص، ولا نفعيا،
منحازا للقوي ضد الضعيف ،أو للحاكم ضد المحكوم إلى غير ذلك من اللاءات.
و هو ذلك الفرد المنتج الفكري والإبداعي الساعي الى تغيير وجه الحياة في منحى مصلحة الإنسانية.
وما يهمنا هنا هو قضية علاقة المثقف والمفكر بالسلطة، التي هي علاقة قديمة، وارتباطها بالمجتمع، الذي يتشوق دوما إلى سماع صوت العقل الذي يحلل ويضئ الطريق ويرسم المستقبل، ولكنه مطالب أيضا، بكيفية المحافظة على استقلالية فكره وموقفه، وأن ينأى بذهنه عن السلطة، وهذا يفرض قدرا من تحمل "وحشة" التهميش وربما المصادرة، لكنها ضريبة حرية التفكير والقول وإرادة الفعل المستقلة.
السلطة وممثليها تتوجس من المثقف المستقل، فتجعل منه ضداً وخصماً في ذات الوقت، ويصبح كل ما يصدر منه، قابل للتأويل العكسي،تراه مطالبا بتفسير أي موقف وقفـه. وطنيّته متهمة، وولائه
موضع تساؤل، وفي كل الأحوال فإن العلاقة بين المثقف والسلطة، هي دائما علاقة نظرة توجس وخوف وشك وعدم اطمئنان من جانب السلطة ، الذي تضعه في خانة المعارضين لسياستها، والواقع أن المثقف بحكمطبيعته إنسان يدعو إلى الكمال، ويعمل على تحقيق الأفضل لمجتمعه، ولذلك لايرضى عن الاحوال القائمة ويدعو الى تغييرها، لأن المثقف يمتد تأثيره الى الجماهير، فإن السلطة تخشى من نفوذه فيها وتأثيره عليها، ولذلك فإنها تحاول بكل الطرق أن تبعده عن الجماهير، وتبعد الجماهير عنه...هذه ملخص علاقة المثقف بالسلطة في الانظمة غير الديمقراطية.
ماذا عن رجل السلطة في النظام الديمقراطي، ونأخذ مثال ديغول وسارتر..؟
في شهر مايو من عام 1968.. الطلاب والشباب في شوارع باريس و ميادينها وساحاتها العامة، يتظاهرون ويحتجون ضد حكم اليمين الفرنسي و حكم الرئيس ديغول، ينضم اليهم العمال
وعدد كبير من المثقفين اليساريين في فرنسا، تتوسع الثورة الطلابية الشبابية الى الجامعات في مدن اخرى، والكل يطالب بالتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، و بالتجديد والتمرد
على العادات والتقاليد القديمة، والثورة على الحياة التقليدية الرتيبة وتشكيل مجتمع فرنسي جديد.استجاب الرئيس ديغول لنداء ومطالب الجيل الجديد، ووعد بحزمة من الاصلاحات، لتجنيب المجتمع الفرنسي الانقسام او الاقتتال، بعدما وصلت الامور الى حد الاشتباك في الحي اللاتيني بين أنصار ديغول ومعهم اليمين الفرنسي وبين اليساريين والثوريين من الطلاب والشباب.وعندما علم ديغول ان رجال الامن أرادوا اعتقال الفيلسوف اليساري الوجودي جان بول سارتر وهو يوزع المنشورات في الشارع قال جملته المشهورة،" من يجرؤ على اعتقال فولتير" وقال لمستشاريه:" ‘إنكم بصنيع كهذا كما لو تريدونني أن أعتقل فرنسا بكاملها".وبعدها بشهور قليلة دعا الرئيس ديغول ( ابو الجمهورية الخامسة وبطل التحرير ) الى الاستفتاء العام على إصلاحاته وربط وجوده في قصر الاليزيه بنتائج الاستفتاء الذي لم تكن نتائجه لصالح زعيم فرنسا وصانع مجدها، فانسحب من الحياة السياسية بهدوء.
نظرة وتصرف الجنرال ديغول، لم تأت من فراغ، هي نتاج تقاليد وتراكم سياسي واجتماعي مدني فكانت ولازالت تقدر في ذلك دور ومواقف المثقفين وكتاب الرأي والفلاسفة من أصحاب الفكر
والأنوار.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حل الدولتين والواقع الحالي...واقعية أم بيع القضية؟
- القوة المدمرة والقوة الاخلاقية
- مغامرة غير محمودة
- الجريمة وتراجع منظومة الأخلاق
- الظاهرة اليونانية الجديدة ومستقبل حزب اليسار
- رحلة أيرلندية «6»
- من المسؤول عن نكبة درنة؟
- رحلة ايرلندية 5
- رحلة ايرلندية 4
- رحلة ايرلندية 3
- رحلة ايرلندية 2
- رحلة ايرلندية 1
- فوق غصنك يا لمونة
- -حركة المناشف- والشاطئ للجميع
- رفقا بشعب السودان الطيب
- الهروب من المدينة
- القبيلة تحكم الفضاء الخارجي
- كيف نهرب من تأثير الانترنت؟
- الموسيقى غذاء الروح
- الثورات وجدوى الكتابة


المزيد.....




- قطار يمر وسط سوق ضيق في تايلاند..مصري يوثق أحد أخطر الأسواق ...
- باحثون يتكشفون أن -إكسير الحياة- قد يوجد في الزبادي!
- بانكوك.. إخلاء المؤسسات الحكومية بسبب آثار الزلزال
- الشرع ينحني أمام والده ويقبل يده مهنئا إياه بقدوم عيد الفطر ...
- وسقطت باريس أمام قوات روسيا في ساعات الفجر الأولى!
- الدفاعات الروسية تسقط 66 مسيرة أوكرانية جنوب غربي البلاد
- -يديعوت أحرنوت-: حان الوقت لحوار سري مع لبنان
- زعيم -طالبان-في خطبة العيد: الديمقراطية انتهت ولا حاجة للقوا ...
- الشرع: تشكيلة الحكومة السورية تبتعد عن المحاصصة وتذهب باتجاه ...
- ليبيا.. الآلاف يؤدون صلاة عيد الفطر بميدان الشهداء في طرابلس ...


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام الزغيبي - المجتمع الشرقي والمجتمع الغربي