أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3















المزيد.....

التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقدم المفهوم الابتدائي الالي الاله على المجتمع، معتبرا اياها الاساس، والعنصر الحاسم، فلا يفكر في دلالات او احتمالات انبجاس الاله في مجتمع بعينه دون غيره، بينما يعتبر الحاصل بداهة، مقارنة بينه وبين احتمالية ظهورها في افريقيا كمثال، في حين تصبح الالة من لحظتها حالة " تقدم" مسبق غير مفسر،وجدت في المجتمعية الاكثر اهلية لاستقبالها ولوجودها، هذا من دون التلبث بناء عليه، عند صدقية ودقة الفرضية القائلة بان الاله منذ وجدت، غدت حكما على المعمورة، مفروض على المجتمعات كلها الانخراط في تيارها، والرضوخ لحكمها، بما هي، وكما هي متحققة بحسب الصيغة الاوربية تحديدا.
والافتراض السالف الراسخ، يضعنا امام تساؤل مفاده: هل الاله اوجدت المجتمعية، ام العكس؟ مامن شانه تغيير قاعدة الحكم على المتغير النوعي الحاصل، انبثاقا وافاقا، بحيث لايستبعد من الاعتبار ان يكون ثمه انتقال آلي افريقي، او امريكي لاتيني، يتفاعل وقتها مع آليات مجتمعات اللادولة، هذا مع العلم ان الشواهد، او الادلة على ماننوه اليه، ليست منعدمه، ورافقت ابتداء الانقلاب الالي البرجوازي، كما حصل في مكان طرفي من اوربا باتجاه اسيا، ومع ضعف الطبقة البرجوازية كما الحال الروسي، وقد اعتبر فجأه "اشتراكية" مع انها ادنى كمالا برجوازيا، وليست نوع "آلية" مختلفة مجتمعيا، ارتكازا لوسائل تناسب اشتراطات المكان الموضوعيه، بما في ذلك الاطار المفهومي الايديلوجي، وتحوراته الشرقوية الاستبدادية ممثلة بالحزبية اللينينيه، وماتبعها صينيا، مع قوة الافتراض المتقدم على الصيغة البرجوازية الكلاسيكيه الاوربية، نوعا مستمدا من مابعد راسمالية، كامنه في قلب موضع انبجاس الالة، كمستقبل.
والمثال السابق من شانه القاء الضوء على حجم التوهمية التي يولدها اعتماد الاسبقية الالية على المجتمعية، مع افتراض التلازمية الطبقية بدل المجتمعية، اي اعتبار الالة ملازمه للتحول البرجوازي، مايعني اجبار المجتمعات على الصدوع لنمط بذاته، وصيغة مجتمعية واحده، هي الانشطارية الطبقية الاوربية، والاهم والاخطر في اجمالي الحدث مدار الملاحظة، مواكبته لنوع من الطاقة الاستثنائية على فرض حضوره نموذجيا، واقعا واكراها، استنادا الى ضخامة واهمية مايرافق، ويتولد عن الانقلاب الالي من منجز ضخم وشامل، مقترن بالوسائل وتطورها غير العادي، ليوجد حاله من الغلبه الهيمنيه الغربيه على مستوى المعمورة، تزيد في تكريس الايهامية الاليه بطبعتها المصاغة من قبل الغرب الاوربي .
ومن بين مايحرص عليه الغرب لهذه الجهه، توطيدالمروية الالية كما هي مصاغة ابتداء، بما يضع العالم امام وضع اشبه، لابل هو اقوى حضورا من المروية البدئية الاصل والاساس، تلك التي واكبت ابتداء تبلور ظاهرة المجتمعية، تلقي بظلها عليها، لابل وتسعى لالحاقها بها، فالغرب الحديث لايمكن ان يكون مجرد "حاضر"، من دون شمولية واطلالة استعادية، تراجع الماضي بمنظور الراهن الحاضر، بذات منطق السطو والاكراهية، بلا افساح في المجال للاحتمالات الاخرى، كان تحضر او توجد، او حتى تظل محتفظة بشيء مما يبرر استقلاليتها.
وهنا ينطوي جانب من الاختلال السردي البدئي الايهامي الاشمل، والاخطر، ياخذ في الممارسة منحى قصورا يكرس ظاهرة تاريخيه، يعجز الغرب الراهن عن تجاوزها، فالعقل البشري محكوم بالاصل بالقصور ازاء الظاهرة المجتمعية، يظل على مر تاريخه عاجزا عن فك رموزها ومنطوياتها، وكشف النقاب عن الحقيقة المضمرة الكامنه في بنيتها، وهو ماكان يرتجى من النهضة العقلية الغربية المواكبه للاله، ان تفلح في عبوره، وتحقيق المطلوب واللازم المنتظر الفاصل على مستوى الادراكيه الوجودية بمواجهته، الامر الذي لم نعرف منه سوى مقدمات برانيه باسم "اخر العلوم"، عجزت عن ملامسة الجوهر، والجانب الاساس في الظاهرة المجتمعية وبنيتها، وقوانين سيرورتها ومنتهاها.
وبدل ان نتعرف اليوم على الحقيقة المتعلقة بانقسام المجتمعات الى "لاارضوية"، و"ارضوية"، ومن ثم الى الاحادية والازدواج الناظم لتفاعليتها المتفقة مع مسارها، والقانون الناظم لحركتها، جرت عملية تكريس للمفهوم الاحادي الارضوي، مع ذروة تلمسية لشكل من الازدواج الارضوي، ممثلا في الطبقية واصطراعيتها التابيدية الارضوية، مقابل ماكان وماينبغي ان يصير حاضرا اليوم، مكرسا السردية اللاارضوية الازدواجية الاصل، وهو مايبدل السردية الغالبة القاصرة عن الانقلاب الالي ودلالاته، وموقعه ضمن التفاعلية التاريخيه المجتمعية، كليا.
هنا تتغير المروية الاليه، وتاخذ اللحظة الاوربية ضمنها موقع المحطة الابتداء، الموكولة لغلبة الاعقالية الارضوية، حيث تنبثق الاله، وان هي انبجست بين ظهراني موضع هو الاعلى ديناميات ضمن صنفه كمجتمعية ارضوية، بناء على انشطاريته الازدواجية الطبقية، الامر الذي ليس بدون ضرورة ولزوم، تحتاجه السردية الكبرى الاعلى والاشمل، تلك التي تقول بان المجتمعية كظاهرة تنشا بالاصل لاارضوية، محكومة لشروط الطرد البيئي، والعيش انتاجويا على حافة الفناء، تحت وطاة النهرين المدمرين العاتيين، والحدود المفتوحة لانصباب السلالات والاقوام من الشرق والغرب، من الجبال الجرداء والصحارى باتجاه ارض الخصب، ارض سومر البدئية، السماوية جموحا وكينونة، مع تعذر، لابل الاكراهية المسلطة ارضويا، وهو ماينطوي على الحقيقة المرافقه للظاهرة المجتمعية باعتبارها مبتدأ التحولية الانتقالية الى مابعد مجتمعية، والى المجتمع العقلي المغادر للمحطة الكوكبية الارضية، مكان الجسدي الحاجاتي الارضوي المؤقت، تضطر ابتداء ـ ولعدم توفر اللازم من الاسباب الانتقالية التحولية ادراكا وماديا على مستوى وسيلة الانتاج ـ الى التعبير الحدسي النبوي عن ذاتها، وهي تعبر تاريخها المحتدم الازدواجي الامبراطوري التعبيري الاكواني، دورات وانقطاعات، اولى سومرية بابلية ابراهيمة، وثانيه عباسية قرمطية انتظارية، وثالثة راهنه تبدا مع القرن السادس عشر مع التبلور المجتمعي اللاارضوي القبلي "اتحاد قبائل المنتفك "، في ذات ارض سومر الاولى، المتجدده بعد انقطاع استمر، من سقوط بغداد وانتهاء الدورة الثانيه، في 1258.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/2
- التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي؟ / 1
- الديناميات التشرينوية وبشائر التحولية الكبرى/ ملحق
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(2/2)
- الديناميات التشرينويه تنتظم تاريخ العالم؟(1/2)
- اسرائيل اخرى وشرق متوسطي مابعد ابراهيمي؟
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟(2/2)
- شرق المتوسط وحضارات مابعد الانهار؟*/(1/2)
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/12
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه/11
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 10
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 9
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 8
- 14 تموز الثورة العالميه غير الناطقة؟*
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/7
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/6
- العميل الصدّامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/5
- العميل الصدّامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/ 4
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/3
- العميل الصدامي الوحيد والمخابرات الامريكيه؟/2


المزيد.....




- انقلاب ناقلة نفط ترفع علم جزر القمر قبالة سلطنة عمان
- بعد إطلاق النار.. سفارة أمريكا في سلطنة عُمان تصدر تنبيها أم ...
- -بلومبرغ-: بعض الدول الأوروبية تدرس فتح سفارات لها في أفغانس ...
- -نائب ترامب- يتجاهل مكالمة -نائبة بايدن-
- اكتشاف يحل لغزا محيرا حول -متلازمة حرب الخليج- لدى قدامى الم ...
- العراق بين حزم -خروتشوف- وبندقية -سبع العبوسي-!
- -روستيخ-: صواريخ -إسكندر- الروسية تضرب بـ-دقة القناصة- ولا ت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. أجهزة الأمن تتخوف من عمليات انتقامية
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مواقع لـ-حزب الله- في جنوب لبن ...
- لافروف يصل نيويورك لترؤس اجتماعات وزارية في مجلس الأمن الدول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - التقدم الالي والتخلف النمطي المجتمعي/3