أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - نجيب سرور: مطلع نور















المزيد.....

نجيب سرور: مطلع نور


بهاء الدين الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


لماذا نجيب سرور
يأتي نجيب سرور ذلك القادم من عمق الريف حيث لا تبرير ولالبس بين مرارة العرق المتساقط من جبين الكادحين وأثرة الملاك ،بعرق الفلاح المحروم ، ثم دراسته للمسرح في الدول الاشتراكية حيث النظرية التي خلقت للأسئلة التي ارقت الطفل نجيب سرور ،والتي خلقت دورا اجتماعيا متميز عندما تماست بعض الدول العربية مع تلك النظرية .
عندما نكتب عن نجيب سرور فإننا نسرد تاريخا من فلسفة التمرد ومحاولة إيجاد صيغة تصحيحية لجمهورية الشعراء التي عرضها أفلاطون في جمهوريه ولأن الصورة النمطية التي أرادت الانظمة طرحها عبر أدوات دعايتها بحصر احمد فؤاد نجم في قصيدة كلب الست ،وكذلك حصر نجيب سرور في قصيدة الاميات، ولعل الذكاء الدعائي للأنظمة في استثمار فكرة الاستسهال لمجموع من الجمهور الاي كفت نفسها مؤؤنة البحث عن البديل حصدا للأمان طبقا لتراث القهر من خلال تضييق الدوائر الاجتماعية حول المعارضين ،ولعل التكثيف الاعلامي علي شخص دون اخر وتزييف التاريخ من خلال حضارة الصورة والمثال الابرز التزييف الذي مارسه صفوت الشريف في استبعاد صورة سعد الدين الشاذلي من الصورة المجمعة لقادة أكتوبر ،ووضع صورة مبارك بجوار السادات ، ولعل الدور الذي قام به اسماعيل صدقي الذي رسم هدفا رئيسيا للشئون الاجتماعية حال تأسيسها ١٩٣٧ بحيث يكون دورها الأول محاربة الشيوعية من خلال ربط المنح الاجتماعية بالتوجيه الفكري ،وهو منهج اتبعه اذنابه فيما بعد علي مستوي الاتجاهات الاصولية وقرنائها .
هذا هو مدخلنا لقراءة بروتوكولات حكماء ريش وهو عنوان شديد الدلالة حيث يعكس عدة اعتبارات :
1 استعارة دلالة العنوان المشهور وهو بروتوكولات حكام صهيوني ،حيث يعكس نوع من الإسقاط علي مساحة التراجع الأخلاقي لبعض المثقفين حيث مساحة الموازنة مابين التضييق علي فقراء الأدباء وإمكانيات النشر من خلال مهارة المؤسسة في تجنيد الأدباء لصالح مشروع الدولة في تدجين الفصيل اليساري والذي تجلي في محاولة تطبيع إسرائيل ثقافية من خلال معرض الكتاب ١٩٨١ ولعل تراجيديا موت صلاح عبدالصبور من حيث تحول أدي لانتكاسة في اعتبار الذات اكبر دليل علي ذلك .
2 الدلالة الاخري هي إدانة للمجتمع ريش حيث يدين سرور من خلال مجموعة النواهي والتي تشي بمجموع التناقضات الجديرة بخلق انهيار ذاتي لمجتمع الصفوة ،وذلك تأسيسا علي ان المثقف هو أكثر الأجواء شفافية لعكس أزمة المجتمع .
3 الرهان علي تجاوز الاطر السردية حيث الحرص علي الجمع علي الاطر السردية بحيث يتم خلق محورية البناء الموضوعي حيث يتم الجمع مابين الشعر والصوت المسرحي ، والتحذير القادم مت المستقبل بصيغة التنبؤ المرتبط بفكرة الحلم والمجهول ،وكذلك الولوج من خلال متتالية الموضوع ودقة ورشاقة الطرح من خلال كم المرارة ،وهنا فكرة الإيمان الصوفي بالقضية المطروحة .
4 يقدم نجيب سرور نمطا احيائيا من تحت ركام التشيئ المخطط ،ليقدم لنا وثيقة اجتماعية من خلال مساحة الانتقاد حيث يترك جزء للمتلقي الراصد لمفهوم الانساق الثقافية وارتباطها بحركة المجتمع حيث يقدم قاموسا لغويا غاية في الجرأة ، حيث يقدم اللغة الصادمة القادرة علي اجتلاب الحركة المضادة لتراث التدجين المنظم ، هنا تكون اللغة هي سلاح بارز للمقاومة حيث أن اللغة في النهاية تعبير عن حاجات اجتماعية ومن هنا تكون اللغة مساوية للوجود الإنساني، ولعل التتبع الافقي للهاتف يؤكد حرفيته ليصبح كل بروتوكول حالة بصوتياتها الثلاثة ،حيث يأتي فعل الأمر والوصف المستهجن لحالة هنا تصبح حيادية السرد والدلالات المركبة لطبيعة الجمل كوحدات قياسية متوافقة مع التحليل الموضوعي والاعتبار لفكرة زمن التحقق بحكم نسبية الوجود الإنساني.
5 الادانة الاجتماعية والفكرية لعزلة المثقف عن واقعه مع ايثاره السلامة بحكم الرفاهية القادمة مع أموال الخليج وجاذبية العالمية القادمة غزو المستشرقين للسوق الثقافي في مصر ،وهنا استدعاء لتلك اللمحة من خلال العنوان .
6 خلق مفردة اللغة السلاح المقاوم والقدرة علي خلق سياق حركي تصويري :
يأيتها المومس من رهط يهوذا / ان القوم عطاش وجياع للجنس ! / فانتخبي الليلة ثورا من ثوار الأمس..
الحروف متشابهة ثور ولكن التحول في المبني أدي للتحول في المعني فالثور بمعني الفحل الخالي من العقل والذي لم يعد يعي بحكم غزو رغباته الاستهلاكية محل عقله اما بحكم العجز المصحوب بالتضييق المقصود والمخطط .
7 الغرائبية في اللغة حيث مصطلحات الماخور/ الخصيان التفوا حول المومس ،تلك الغرائبية قائمة علي فكرة التوافق مع الثقافة الشعبية وقت الغضب وعلي سبيل الطرفة العابرة ولعل مقدمة الف ليلة وليلة الأصلية تشهد بذلك وهي ثقافة تسمح بدحض الازدواجية التي يمارسها المتأنقون وحيث اللحظات التي يتخلي المتأنقون عن وقارهم تحت وطأة سفراء السوق ،وبالتالي يعلن موقفه الرافضة لفكرة الازدواجية وثنائيات الفكر العربي والإسلامي الغير قادرة علي تبرير أزمات التاريخ المتجذرة اجتماعيا .
8 يقدم نجيب سرور لغة مشتقة من سلطان الصوفية في اللغة مع طبيعة الإسقاط السياسي الكامن بحكم السياق العام للنص وكذلك مستويات تجويد الضمائر لخلق بعد تأويلي ففي البروتوكول السادس تأتي فقرة الصوت والمعلنة عن ضمير ذلك الشعب حيث يأتي خطاب الجمع في مواجهة الذات الاستبعاد من خريطة الروح :
يأنث بعد الله / ياقلعة التوحيد / انا كلاب الله / بالباب عند وصيد .
هنا إعادة لترتيب المفردات فتجاوزا لنمط ماجاء من خلال قصة اهل الكهف وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ،هنا ينسحب الوصد ليس علي وضع للخمول ولكنه وضع للتحفز عند الخروج هنا تكون إعادة إنتاج وفق السياق بما يعني تحقيق مهارة الاستخدام اللغوي ،وهنا إشارة كاملة للهجة الخطاب الديني الذي استمدته السلطة القائمة وقت من خلال نمط الرئيس المؤمن وكأن الدولة تحولت لتحالف غير مقدس مابين اصولية معرفة واصولية مخفية وكأن نقاط التواصل ممثلة في فكرة عدو مشترك كنوع من ، كلاب الله هنا تعبير يشهد بعبقرية الدمج وتسهيل الاستدعاء الدلالي حيث يتذكر جيلنا مقولة احد رؤساء مصر الراحلين غدرا بعبارة يصف فيها أحد معارضين بأنه مرمي في السجن زي الكلب ، هنا تصبح اللغة تاريخ متعالي علي تفاصيل الواقع بكل تناقضاته وتحيزات معاصريه .
9 الرفض التام لفكرة التمترس خلف الكلمة وكأن نطقها نوعا من التطهير او نوعا من الاعترافات ليحملها الرب ،وهنا يراهن سرور علي فكرة المثقف العضوي القادر علي التواجد في منطقة الفعل وليس في منطقة رد الفعل ،لأننا في هذه الحالة نكون محاصرين بقواعد اللعبة التي فرضها الآخرون لتصبح الكلمة كيان منزوع الجذور ،حيث نسبة المادي بالنسبة للمعنوي والتبادل الوجودي بينهما :
ياأنستي ماذا يعني الرفض / في قاموس الكهنة والغلمان / ماذا ترفض او تختار؟ / ان العار يظل العار / كيف نعادي الكهنة / ثم نصب من أنفسنا كهنة ؟ / المطلوب من الشعراء – رفض الرفض المفروض ! – مادام الرفض بغير خيار – ما دمنا في ظل حصار .
هنا يرسخ نجيب سرور لسردية جديدة للمقاومة تتجاوز الاطر والحدود التي وضعتها السلطة ،حيث فشل المجتمع الثقافي مستمدا صورته الكلية من نماذجه القابعة في مقهي ريش ذلك المقهى الذي احتضن عقول مصر والذي كان شاهدا علي أحداث جسام في المقاومة.
يبقي نجيب سرور ذاتا تشبعت بمفردات الثورة فصار ثورة تسير علي الارض ليكون احتراقه مرشدا وشهاب ثاقب يبقي كاشفا لاستنامات المدجنين .
المحاولة الروائية لسرور
قدم استاذ محمد فرحات رواية لم يكملها وأن حاول استكمال بنيتها مما أدي الي تكرار بعض المقاطع مما يجعل القارئ البحث عن تيمة البعد النفسي والربط مابين جزئيات الحياة الخاصة لنجيب سرور فيقدم نوعا من التأويلات لشخصية عنايات التي تجمع مابين التمثيل والدعارة، وكذلك الإشارة لاحتجاز نجيب في مستشفي الأمراض العقلية ،ولكن الابرز هنا قصة تعرف محمد فرحات نفسه بنجيب سرور في احدي معسكرات بيروت المسئولة عن المقاومة ضد العدو الاسرائيلي حيث كان شعر سرور جاذبا لاذن فرحات : لا حق لحي ان ضاعت في الأرض/ حقوق الأموات/ لا حق لميت ان هتكت عرض الكلمات ان كان عذاب الموت / قد اصبح سلعا/ او احجبة / او أيقونة/ فعلي العصر اللعنة / والطوفان قريب .
لم يكن فرحات قد سمع بسرور الا هناك وبذلك سياق المعرفة من حيث وحدة الموضوع ومن حيث الشغف يظهر دور محمد فرحات في مشروع رقمنة تراث نجيب سرور وذلك من خلال دور الاستاذ فريد سرور و( ساشا كورساكوفا ) زوج نجيب سرور وحافظة أسرار أعماله، وهنا سياق للطاغون ان الإبداع لايموت ،وهنا وجد محمد فرحات ان تراث نجيب الذي لم ينشر خمسين ألف ورقة هي جديرة بتصحيح الصورة الذهنية عن اسهامات سرور الابداعية ،ولكننا هنا مطالبون بجمع شتات ما اراد سرور ان يبتسر في خلال ما استقر علي كتابته وما شطب عليه من مسودات .
نجد أنفسنا أمام منظومة من المعاناة والقدرة علي التكيف مع تلك الظروف ، من أب تزوج اربع وكأن عديلا لابنه بما يذكرنا بنمط عائلة سيد أحمد عبدالجواد ومن هنا كان محبة سرور نفسه لنجيب محفوظ ،علاوة علي اعتباره لذاته كنجيب سرور من خلال موقفه من أنور المعداوي الذى مات كمدا ومرضا من خلال الاستبعاد والتهميش حيث يكرر في حوار ذاتي في ص ٣١ : ثم هو أفضل بكثير من سائر أفراد شلته ،انه رجعي ،هذا صحيح ويكره الشيوعيين بوجه خاص ،وفردي ، ومغرور، ولكنك تفضله علي الآخرين، فهو لم يبع قلمه كما باعه الداعرون ،فهو يعتز بقلمه، ألم تكف انت ايضا عن القراءة ؟! انك تنزلق الي مصيره ،نفس النهاية ، انك تنزلق ، والفرق بينكما انه انزلق اعمي ،وانت تنزلق مبصرا، تنزلق عن عمد أليس انت اسوأ منه بكثير ، انه أحق بالعطف، فلن نتمادي في العناد ، ان الظروف تقسو علينا فلنرحم بعضنا البعض ، لنتسامح .
الي هنا انتهي الاقتباس ،ولكننا نعود الي جدلية الجغرافيا والبؤس حيث نمط الحياة اليومية وشارع عليش بالجيزة عن يوميات البؤس وهروبه من الدائنين وحيث تحكمه كمية الملاليم التي تحتل جيوبه علما بأن راتبه يذهب سدادا لفاتورة السجائر التي تمثل معادل موضوعي للعدمية ، هنا التسامح مع الانسحاق الناتج عن عدم التحقق فسرور نفسه عندما أراد ترجمة مسرحية لتشيكوف وهي ذات بعد ثوري تعرض للتهديد وأن حماه رئيسه في العمل ،هنا يكون ثقل المعرفة وكم النقاء الذي حمله مع تراثه الريفي وتناقض أفكاره مع العشر فدادين التي امتلكها الوالد ،هنا جنينية التصور للعالم وصدامه مع ذلك العالم ،هنا البيئة الأصلية التي افرزت لنا مساحة التناقضات في شخصية سرور .
ولعل ذلك النص هو الكاشف كمرجع تحليلي لفهم نصوص نجيب سرور الابداعية وخاصة لزوم ما يلزم.
اللزوميات والعالم المفترض وغير المتحقق
المرأة عندما تتحول الي اصل الخطاب وكأنها اصل العالم ومعبر الإنسان في الوصول لمرحلة النقاء القائم علي التحرر الإنساني، في لزوم ما يلزم يحدد سرور هويته الإنسانية والثورية من خلال تحديد الإطار الأخلاقي وحدود رؤيته للعالم :
من ها هنا بدء الحكاية / ياقريتي.. ياعالمي ياعالمي .. ياقريتي ..؟!
ثم يختصر الوضع الاجتماعي من خلال روعة اللغة ودقة استخدام البديع اللغوي ليس بوظيفة المدح كما استقر عليه التراث ،بل لدقة الوصف المؤدي لمزيد من المرارة القادرة علي طرح الوهم جانبا وهو ما يصلح اساسا معنويا للثورة حيث المفارقة لجبال التبرير اللغوي ،من خلال ومع حقيقة التكوين في الطفولة حيث :
فالناس موتي من هول الحياة . موتي علي قيد الحياة
هنا مهارة اللغة وكأنه يستعير وصف المنفلوطي لمعني الحياة ،ولكنه هنا يسوق ذلك الوصف ليتماشى مع ذلك التناقض الواضح مابين بيوت الطين والقصر الكبير ،وهنا التأسيس الأول لفكرة البناء الطبقي الحاد في الريف المصري وقت ميلاد الشاعر .
هنا التعريف الهام للحياة حيث الدور الذي يعطي الإنسان نشوة احساسه بالبقاء حيث تأتي افتتاحية الديوان بنبض صارخ مع التناص الخالد مع دون كيشوت ذلك الذي حمل قدرا خيبات العربي في الأندلس حتي وأن كان أسبانيا ليجسد فكرة الحلم المفقود واي حلم مفقود في اسبانيا وقد رحل المتخاذل الاخير الذي اذل نفسه وقومه تحت دعاوي السلام حتي جاء عدوه وأمانه قهرا بتدجينه وتحويله الي مسخ ومعيرة للأمم التي تليه :
قد أن يا كيخوت للقلب الجريح / أن يستريح .
هنا تكون قمة الحدث لتأتي الأشياء بعدها توصيفا يحتاج لاستقصاء عن أسبابه بين طيات الديوان :
انا لست احسب ببن فرسان الزمان / ولكن قلبي كان دوما قلب فارس / كره المنافق والجبان / مقدار ما عشق الحقيقة .
وهي استهلالية كاشفة لمساحة التناقض الوجودي مابين الشاعر وبيته التي تتدرج من الريف الي المدينة ثم الي موسكو حيث النقطة الفاصلة ثم مصر بوعي جديد ،وفي هذه الحالة فأن معالجة ما هيئ للناس كما أراد البعض إطفاء جذوة الثورة في إنتاج نجيب سرور، وبالتالي فأن حجم القسوة في بعض كلماته تأتي من خلال حدة غضبه ،تلك الحدة الني اقضت مضاجع الكثيرين الذين ظنوا انهم قد امتلكوا زمام الحقيقة، علما بان الحقيقة هي سعي وراء الكمال الإنساني القائم علي فكرة العدالة والحرية كمتلازمة انسانية .
ولعل العنوان الرئيسي واستدعائه من لزوميات المعري، هنا التناص التاريخي مابين نجيب سرور والمعري حيث جاء المعري في نهاية القرن الرابع حيث بداية التباس المفاهيم حيث امتطت الإمارات عنان الدين بحثا عن شرعية لقانون التشظى الذي أراد تقزيم البناء المتسامق للحقيقة الإنسانية القائمة علي التعدد ،وكذلك حالة الشقاق مابين المعري ومفكري عصره حيث نطق المعري بثقافة منطقته البينية حيث بقايا الحضارات الشرق اوسطية وكذلك الحضارة والتي تم تسويقها مع مركب الخلافة فصنع نوعا من الجدل ،عما هو مشترك مابين رحابة الحضارة واشتراطات تسويق الخلافة كنمط سلطوي، مما أدي لفكرة الانتصار للحقيقة حتي وأن غضب كهنة المعبد المانحون .
وهي نفس أزمة المثقف في حياتنا المعاصرة ماهي مقتضيات الحقيقة كمحاولة تطويع الفكرة لخدمة الواقع دون تخليها عن استقلاليتها ونماءها في جو من حرية الاختلاف كطبيعة انسانية مطلقة .
وفي هذا الإطار يفهم من إبداع سرور في لزوم ما يلزم ان ما تقدمه هو شروط النهضة من خلال إلقاء الضوء علي مناطق الخلل التي القي عليها الضوء من صوت انينه المتصاعد بموسيقى اللغة وسبك مفرداتها ، هكذا يقرأ شعر الثورة .
الخطاب هي مصدر رؤيته للعالم وحوادث طفولته المحملة بقهر جماعي مارسته النوق ( العير التي كان يمتطيها الهجانة) عندما جاؤوا ليؤدبوا الفلاحين حال تمردهم علي طاعة الباشا مصدر السلطة هناك ،ولكن الرائع في الصياغة استعمال التساؤل الاستنكاري مع تجريد الحدث ليأخذ صفة العمومية وتكرارية الحديث ليؤكد تاريخية فعل القهر ،مع ترحيل التشبيه القاتل مابين السلطة كأفاعي والبشر كضفادع ، وهو تشبيه يعكس نوعا من مرارة الخبرة التاريخية في تلك العلاقة غير المتكافئة تاريخيا مما انعكس علي صورة الاراجوز كنمط تعبير شعبي عن مفهوم علاقة الفلاح المصري بالسلطة ممثلة في شيخ الغفر والعمدة ، سواء كانوا فلاحين متمردين ،أو مثقفين يمتلكون رؤية مغايرة لما تتبناه المؤسسة وفي هذه الحالة تصبح المغايرة نوعا من الجنون ،هكذا تكون دلالة العنوان قاطعة :
كم مرة / بالنوق جاءوا – قصوا بمقراض الحمير....قصوا الشوارب ولحي الشيوخ – كم مرة غنت بهية ...ياسينها المقتول من فوق ضهر الهجين .
وعبارة من فوق ضهر الهجين تؤكد علي تاريخية قتل الحلم والحب اللجان يجسدهما ياسين فمن قتله هم الهجانة ومن استعان بهم ومن ارسلهم ،
وبالتالي يصرخ طالبا قانون الحقيقة الذي يقتضي الحرية لباسا وتاجا له حيث لم يجد سرور نفسه في دراسة القانون حيث يصف حروف صياغة القانون بالأفاعي ،هنا ياسادة لابد من دراسة تكرار الأفعى والضفدع كتيمة حاكمة لفكرة الصراع ،وكأن الصورة الحاكمة تتراوح عبر الديوان كنوع من تكثيف الدلالة وتوجيه المتلقي لفكرة نبذ الصمت للدخول في حومة الصراخ الناقض للموت .
التمرد علي تراث الصمت المؤدي للعبودية :
يارب أرباب التيوس ،/ انا لم أعد منهم ..انا ما عدت تيسا ..فاشهدي ياشهرزاد .
ولعل التماهي مع أبي العلاء جعل سرور يستنطقه كنوع من الثقة في وحدة وتاريخية الهموم وكذلك عظم هموم الحاضر لتصبح لتاريخ أحزان الإنسان مفردة في سجلاته.
مقطوعة في استنطاق التراث شعرا لتجعل نجيب سرور أيقونة عصره في شعر مصر الحقيقة الخالدة عبر التاريخ .



#بهاء_الدين_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسبة ١٢
- محاولة للفهم
- المقاومة الروائية
- فؤاد مرسي صرخة جيل
- الصحوة الثقافية ١
- نقطة البداية ١
- نقطة البداية ٣
- نقط البداية ٢
- كلام عواجيز
- عتبات الظمأ
- التحقق عشقا
- نزع الفتيل
- محمد صلاح : اسم كاشف
- النموذج التركي
- الوله التركي
- تديين الدستور
- مئوية دستور ١٩٢٣
- المقاومة الفلسطينية- تحديات
- المقاومة الفلسطينية
- الأسير معبر الحرية


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين الصالحي - نجيب سرور: مطلع نور