فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7786 - 2023 / 11 / 5 - 09:05
المحور:
الادب والفن
نحْنُ الْأغْنياءُ
نتقاسمُ كلَّ شيْءٍ بِالتّساوِي عدْلاً :
الثّرْوةَ
الْأمْلاكَ
الْحفلاتِ
الْهدايَا
والنّساءَ حتَّى نساءَ الْفقراءِ
خادماتِ السّريرِ والْكنْسِ والطّبْخِ
بأسعارِ السّوقِ السّوْداءِ
نخاسةٌ بيْضاءُ وسوْداءُ
لَافرْقَ فِي الْألْوانِ...
نحْنُ الْفقراءُ
حصّةُ الْوجعِ أكْبرُ...
الْفقراءُ يتقاسمُونَ:
الْبكاءَ
الضّحكَ
إلَّا النّساءَ
يتقاسمُونَ :
خبْزَهْمُ الْمُرَّ
أمْعاءَهُمُ الْمُهْترئةَ / تُغَرْغِرُ جوعاً
قلوبُهُمْ/
ملْأَى بِحبِّ السّماءِ
الْأرْضُ تبْنِي لهُمْ كوخاً
ويُقالُ :
إنَّ بيوتَكُمْ شيّدَهَا ربُّ الْفقراءِ
لِلْبيْتِ ربٌّ يحْميهِ
لِلْفقراءِ السّماءُ
أمَّا الْأرْضُ /
فإنَّهَا أرْضُ الْأحْباسِ خُصِّصَتْ
لِلْأثْرياءِ...
يقولُ الْفقيرُ لِلْفقيرِ:
لقدْ سعيْتُ بالْعرَقِ كيْ أبْنيَ لِأوْلادِي
قبْرَ الْحياةِ...
وحينَ يهاجرُالْمالُ خارجَ الْأرْضِ الْمحْروقَةِ
بِالثّرْوةِ
يعودُونَ جُثثاً بِوصايةٍ:
اِدْفنُونِي فِي ترْبةِ البلادِ...!
إنّهُ الْوطنُ رائحةُ التُّرابِ
"قَطْرَانْ بْلَادِي وُلَاعْسَلْ بْلَادَاتْ النَّاسْ" *
وشايةٌ
غوايةٌ
تغْريرٌ
وتخْديرٌ
إنَّهُ الْأفْيُونُ...
مقْبرةٌ /
يتقاسمُهَا الْجميعُ
إلَّا الأغْنياءُ...
هكذَا نتقاسمُ الْحزْنَ
نحْنُ الْفقراءُ
نتقاسمُ اللّهَ
هلْ لِلْفقراءِ إلهٌ
ولِلْأغْنياءِ إلهٌ...؟
أَيَتَقَاسَمُ اللّهُ الْبشرَ
ويتقاسمُ الْأرْضَ...؟
أليْستْ قسْمةً ضيْزَى...؟
* مثل شعبي مغربي يعني أن الفقر ومعاناة الشخص في بلده أفضل من نعمة الغربة...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟