أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - غزة: بين الإبادة الجماعية والانتصار















المزيد.....

غزة: بين الإبادة الجماعية والانتصار


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 7786 - 2023 / 11 / 5 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد احداث السابع من اكتوبر الماضي، واقتحام مقاتلي النخبة في المقاومة الفلسطينية غلاف غزة، التي كانت نتيجتها قتل وجرح الالاف اضافة الى اسر عدد كبير من الجنود والمستوطنين ، اصيبت إسرائيل بحالة من الصدمة والارباك وكان رد فعلها انتقاميا وتدميريا بشكل غير مسبوق. خاصة وانها وضعت سقفا عاليا لحربها وهو القضاء على حماس.
فاصبح الانتقام بمثابة ابادة جماعية للغزيين في محاولة لاخضاع حماس من خلال ضرب بيئتها الحاضنة وقتل اكبر عدد من المدنيين . الأمر الذي كما يبدو يجر المنطقة الى حرب اقليمية في قادم الايام.

في التاريخ المعاصر، أصبح مصطلح "الإبادة الجماعية" مرادفا لأكثر الفظائع المروعة التي شوهدت خلال النزاعات المسلحة. لفتت الطبيعة المدمرة للحرب الحديثة، لا سيما في مناطق مثل غزة، اهتماما كبيرا إلى محنة المدنيين جراء العدوان الهمجي والتدمير المنهجي لكل شيء في غزة المدينة الاكثر اكتظاظًا بالسكان في العالم.

أثار الوضع في غزة مرارا وتكرارا مناقشات عالمية حول الآثار الأخلاقية والإنسانية للنزاع. اتسم العدوان الإسرائيلي، على وجه الخصوص، بمواجهات عسكرية مكثفة وتكتيكات الأرض المحروقة ، مما أدى إلى وقوع إصابات مدنية على نطاق واسع راح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين .

يلخص مصطلح "الإبادة الجماعية" التدمير المتعمد والمنهجي لمجموعة عرقية أو إثنية أو دينية أو وطنية، في حين أن الآراء بمعظمها حول الأحداث في غزة تقر أنها إبادة جماعية، وان التأثير على حياة المدنيين كارثي بلا شك.

طوال العدوان، شاركت القوات الإسرائيلية المسنودة كليا من امريكا والدول الغربية في عملية التطهير العرقي والابادة الجماعية في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وتنفيذ واضح لجرائم الحرب. أدى استخدام القوة غير المتناسبة، واستهداف البنية التحتية المدنية، وفقدان الأرواح البريئة إلى تكثيف النقد حول انتفاء الجوانب الأخلاقية والقانونية للحرب الصهيو-امبريالية.

وثقت الأمم المتحدة ومختلف منظمات حقوق الإنسان حوادث موصوفة بشأن الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي. أدى الاستخدام المفرط للقوة في المناطق المكتظة بالسكان، مما يؤثر على حياة المدنيين، إلى دعوات لإجراء تحقيقات حول الانتهاكات المؤكدة للقانون الدولي.

الحاجة إلى تدخل دولي لحماية أرواح المدنيين في مناطق النزاع مثل غزة أمر بالغ الأهمية. لا تزال حماية حقوق الإنسان وإنفاذ القانون الدولي وضمان المساءلة عن الإجراءات المرتكبة خلال النزاع المسلح ذات أهمية قصوى.

في نهاية المطاف، فإن الأحداث في غزة تتماشى مع التعريف القانوني للإبادة الجماعية، وينبغي التركيز على منع المزيد من الخسائر في الأرواح البريئة، وإعادة تأهيل المجتمعات المتضررة، ومحاكمة مجرمي الحرب.

يعد الوضع في غزة بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى بذل جهود عالمية لمعالجة عواقب الحرب الحالية، وحماية المدنيين، والعمل من أجل تحقيق العدل للشعب المظلوم.
يكمن الطريق إلى الحل بدعم القيم الأساسية للإنسانية في مواجهة الصراع، ووقف سياسة الكيل بمكيالين التي تكرسها سياسات الدول الغربية وامريكا المهيمنة على المؤسسات الدولية.
لا شك ان القضاء على حماس هو خط احمر بالنسبة لمحور المقاومة وهذا يعني ان المحور لن يسمح بذلك مما يقود المنطقة الى حرب شاملة بالضرورة وبالتحديد اذا لم تتوقف الحرب الابادية فورًا.
في خطابه الاخير قال السيد حسن نصرالله ان هناك هدفين لمحور المقاومة: الاول وقف العدوان ،والثاني انتصار غزة وتحديدا حماس.
السؤال الذي يطرح نفسه ؛ كيف تنتصر غزة وحماس اذا ما تهدمت نصف مباني القطاع وقتل عشرات الالاف؟
صورة النصر الوحيدة التي تعتبر نصراً فعليا تتمثل باجبار جيش الاحتلال على الخروج من غزة واجباره على وقف الحرب دون شروط.
ولكي يتحقق ذلك لا مفر من الحرب الشاملة.
في هذه الحرب لا يوجد نوايا حسنة وانما تسجيل نقاط للفوز.
بالنسبة لاسرائيل فانها تسجل نقاط بالهدم والقتل الجماعيين على امل تصفية احد قادة حماس البارزين اذا ما استطاعت الى ذلك سبيلا ، فهذه هي صورة النصر ، خاصة ان إسرائيل ذاتها تعرف ويعلم قادتها انها غير قادرة على تصفية حماس. اي انها لن تحقق هدفها الذي اعلنته في بداية الحرب مما يصعب اتخاذها قرار بوقف الحرب.
بالنسبة لمحور المقاومة فان تصفية حماس هي خط احمر ، وكي تتغير المعادلات ، ليس امام المحور اي توسيع الحرب حتى تصير مكلفة لاسرائيل الى حد فقدان القدرة عل الاحتمال.
لذلك ولكل تلك الاعتبارات فان توسع الحرب الى حرب اقليمية بات واردا قاب قوسين وادنى.




لمحة عن غزة: أرض التحديات والمرونة

تقع غزة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي منطقة محملة بالتعقيدات التاريخية والسياسية والإنسانية. هذه القطعة الصغيرة من الأرض، التي تبلغ مساحتها حوالي 365 كيلومترا مربعا، هي موطن لسكان يعانون من عقود من الصراع والاضطرابات السياسية والصراعات الاقتصادية.

تشتهر غزة في المقام الأول بصراعها الطويل الأمد مع الاحتلال الاسرائيلي. تركت عقود من التوترات والحروب والحصار والتصعيد المتواصل علامة لا تمحى على مناظرها الطبيعية وشعبها. يواجه سكان غزة البالغ عددهم ما يقرب من مليوني نسمة تحديات يومية تتراوح بين عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية إلى تقييد الحركة ومحدودية الوصول إلى الموارد الأساسية، مثل المياه والكهرباء والرعاية الصحية.

يؤثر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة بشكل كبير على سبل عيش سكانها. يقيد هذا الحصار بشدة حركة الأشخاص والسلع، مما يساهم في ارتفاع مستويات البطالة والفقر. مما يؤثر على اقتصاد المنطقة بشدة، وقبل العدوان الاخير كانت القدرة على إعادة بناء البنية التحتية لا تزال متعثرة بسبب القيود المفروضة على مواد البناء.

على الرغم من التحديات، فإن مرونة وقوة شعب غزة رائعة حقا. تظهر روح المجتمع والمثابرة والتصميم على البقاء في مواجهة الشدائد.

الوضع في غزة معقد ومتجذر بعمق في التاريخ والجغرافيا السياسية. يعتمد مستقبل غزة على العديد من العوامل، منها الانتصار على العدوان والتحرر النهائي من الحصار.
لا تزال غزة مثالا مؤثرا على الحاجة الملحة إلى الاهتمام العالمي والتعاون والالتزام المشترك بإيجاد حل دائم يضمن السلام والازدهار والكرامة لسكانها.

الرحلة المقبلة لغزة شاقة، ولكن مرونة شعبها وروحه التي لا تتزعزع تقدم بصيصا من الأمل في غد أفضل.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاتيح
- منارة
- لسنا ارقاما!!
- تراكيب
- نقطة تجاوز
- حكاية صياد
- خروج
- دموع نورا
- مرونة
- ليلة خوف
- تناغم
- سوناتا
- دموع
- تحول
- مأساة إياد
- الغريب (قصة قصيرة)
- طب التصنيف العاطفي: مراجعة علمية معمقة
- قلب الغابة الحي (قصة للاطفال)
- اورورا والقمر
- التأثير العميق للاضطرابات العاطفية على الصحة العقلية والبدني ...


المزيد.....




- ريابكوف: خطر وقوع صدام نووي مرتفع حاليا
- إعلام إسرائيلي: دوي صافرات الإنذار في إيلات خشية تسلل طائرة ...
- إفراج موقت عن عارضة أزياء باليمن بعد ظهورها من دون حجاب
- أطباء لا يستطيعون التعرف على هوية أسير مفرج عنه بسبب التعذيب ...
- حريق كبير قرب قاعدة عسكرية إسرائيلية بالقدس
- استشهاد طفل فلسطيني بسبب نفاد الحليب والدواء
- هل اقترب عصر الأسلحة الذرية من نهايته؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة -إسرائيلية- في بحر العرب
- حماس ووجهتها المقبلة.. ما علاقة بغداد؟
- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - غزة: بين الإبادة الجماعية والانتصار