بيان الحزب الشيوعي الكيني بشأن زيارة الملك تشارلز الثالث والإرث الاستعماري البريطاني

أحزاب الشيوعية و اليسار في أفريقيا

الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 04:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

 
في ظل زيارة الملك تشارلز الثالث التي تلوح في الأفق لبلدنا، نجد أنفسنا في مواجهة واقع صارخ ومقلق. إن وجوده بمثابة تذكير صارخ لنظام العالم القديم، وهو بقايا باهتة من القوى الإقطاعية الزائدة عن الحاجة والمهزومة التي هيمنت على أوروبا ذات يوم. يجسد الملك تشارلز الثالث رمزًا للسرقة الوحشية، مرددًا صدى استغلال الجنوب العالمي. 
وقد رحبت به قِلة مختارة من الطبقة المفترسة، فارطة الثراء ، وأشعلت زيارته استياءً واسع النطاق بين غالبية الكينيين. وفي خضم هذه الاضطرابات، تعكس جيوب المظاهرات التي تخنقها الشرطة الكينية مجتمعاً يقف على مفترق طرق، يتصارع مع ثقل ماضيه والرغبة في مستقبل أكثر إنصافاً. 
يتضامن الحزب الشيوعي الكيني (CPK) مع مواطنينا الذين يطالبون باعتذار علني وتعويض عن الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها الإدارة الاستعمارية البريطانية أثناء حكمها لكينيا. ولا تزال ندوب هذا التاريخ القمعي عميقة داخل مجتمعنا، ومن مسؤوليتنا الجماعية ضمان سيادة العدالة. ويجب الاعتراف بهذا الظلم، ويجب تصحيحه. 
لا يمكن التقليل من معاناة شعبنا على أيدي المستعمرين البريطانيين. إن الألم والخسارة والصدمة التي تعاني منها الأسر الكينية لا تزال تطاردنا حتى يومنا هذا. إن النضالات والأرواح المفقودة والموارد المنهوبة والتراث الثقافي المسروق خلال هذه الفترة المظلمة من تاريخنا لا يمكن اهمالها أو تجاهلها. وهي وصمة عار في صفحات التاريخ يجب معالجتها. 
وبالإضافة إلى الاعتذار الرسمي، نطالب الحكومة البريطانية بتقديم تعويضات منصفة وعادلة للضحايا وأحفاد أولئك الذين عانوا من وحشية الحكم الاستعماري. ولا ينبغي النظر إلى هذا التعويض باعتباره صدقة، بل كالتزام أخلاقي لتصحيح المظالم التاريخية التي ارتكبتها القوى الاستعمارية. 
علاوة على ذلك، ندعو إلى الإغلاق الفوري لوحدة تدريب الجيش البريطاني في كينيا (باتوك). وتشكل هذه القاعدة العسكرية، وهي من بقايا الحقبة الاستعمارية، تهديدا لسيادتنا الوطنية وتضامننا. إنه يرمز إلى بقايا العقلية الاستعمارية التي لا مكان لها في العالم الحديث. إننا نؤمن بكينيا الخالية من الوجود والتدخل العسكري الأجنبي، حيث يستطيع شعبنا أن يقرر مصيره بنفسه. 
بالإضافة إلى المطالبات بالاعتذار العلني، والتعويض، وإغلاق باتوك، يجب علينا أيضًا معالجة قضية الأراضي التي تظل، بشكل عام، في أيدي الشركات البريطانية متعددة الجنسيات ووكلائها المحليين. لا يزال إرث مصادرة الأراضي الاستعمارية يؤدي إلى إدامة الفوارق الاقتصادية والظلم الاجتماعي داخل أمتنا. ومن الضروري أن نعمل من أجل إعادة توزيع عادلة و منصفة للأراضي، وضمان أن تعود ثروة بلدنا الجميل بالنفع على جميع المواطنين الكينيين، وليس على قلة مختارة. 
علاوة على ذلك، فإن أحد المطالب المؤثرة لشعبنا هو تحديد المثوى الأخير لبطل الحرية الكيني، ديدان كيماثي، والاعتراف به. إن شجاعته الحازمة وتضحيته من أجل قضية استقلال أمتنا جزء لا يتجزأ من تاريخنا. إن حقيقة شنقه ودفنه في مكان مجهول داخل سجن كاميتي شديد الحراسة هو ظلم صارخ يجب تصحيحه. ونحن ندعو الإدارة البريطانية إلى التعاون في الجهود المبذولة لتحديد موقع قبر ديدان كيماثي وإحياء ذكراه بشكل صحيح، مما يسمح لروحه وإرثه بإلهام الأجيال القادمة والوقوف كرمز للنضالات والتضحيات التي قدمت من أجل حريتنا. 
بالإضافة إلى المطالبات بالاعتذار العلني، والتعويض، وإغلاق باتوك، والإصلاح الزراعي، وتكريم أبطالنا الوطنيين، يجب علينا أن نؤكد أن الحزب الشيوعي الكيني يكرر التزامه الثابت بالهدف النهائي المتمثل في الحرية الحقيقية لغالبية الشعب الكيني. إننا نصدر هذا البيان كدعوة للعمل، مدركين أنه على الرغم من أهمية الوسائل الدبلوماسية، إلا أن المقاومة من الأسفل والتدمير الكامل للدولة الرأسمالية الاستعمارية الجديدة في كينيا هي التي تضمن التحرر الحقيقي لمواطنينا. 
إن النضال من أجل العدالة والمساواة ومستقبل أكثر إشراقا ليس مسؤولية قادتنا وحدهم؛ إنه واجب جماعي على كل كيني يتوق إلى مجتمع عادل ومنصف. معًا، من خلال النشاط الجماهيري والتضامن وتفكيك الأنظمة التي تديم الظلم، يمكننا العمل نحو الحرية الحقيقية التي يستحقها شعبنا. فليكن هذا البيان بمثابة صرخة حاشدة للنضال المستمر من أجل إنشاء كينيا حيث يمكن لجميع مواطنيها الاستمتاع بثمار عملهم وفوائد الاستقلال.
 
تسقط الإمبريالية!
عاش أبطال الحرية!
عاش الحزب الشيوعي الكيني!
 
التضامن في النضال

قسم الدعاية في لجنة التنظيم المركزية (DPCOC) للحزب الشيوعي الكيني (CPK)

المصدر شبكة سوليدنيت

#أحزاب_الشيوعية_و_اليسار_في_أفريقيا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات