الصوت الانساني 2020(بيدرو ألمودفار): الوحدة المتدثرة برداء الحب

بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 02:25
المحور: الادب والفن
    

كما هو واضح ومن العنوان العريض اعلاه والذي نعرف بأنه اشهر من نار على علم،بأن الفيلم هو اقتباس عن مسرحية جان كوكتو الشهيرة....
وهذه المسرحية كانت مضمنة ذات مرة في فيلم سيء جدا لبيدرو ألمودفار يدعى بـ قانون الرغبة 1987،وها هو يعود ليصنعها كاملة هذه المرة في فيلم هو فيلمه الأول باللغة الانجليزية الذي عرض في مسابقة الافلام القصيرة لمهرجان فينيسيا....
الفيلم هو من نوع المونودراما:مشهد مطول يتحدث خلاله شخص واحد،وهو نص مسرحي أو سينمائي،وهو المسؤول عن ارسال رسالة المسرحية ودلالاتها جنبا الى جنب مع عناصر المسرح الأخرى...
الذي نستطيع قوله،ان اختيار بيدرو ألمودفار للممثلة البريطانية(تيلدا سوينتون)،كان خيارا ممتازا لأنه عمل على تكثيف البعد الدرامي للمسرحية وهي حالة يأس وكآبة تعاني منها امرأة في اوسط العمر نتيجة هجر حبيبها لها الذي حصل منذ فترة بسيطة،اكثر من ثلاثة أيام بقليل...
السينما عندما تقتبس المسرح لهو موضوع ابداعي كبير يبدو بانه اهم من مناقشة الفيلم نفسه،حيث يعتمد الفيلم على الحوار،وهو احد البنى الرئيسية للمسرح،والحوار يحدث مع تلك المرأة وحبيبها مع احداث اللحظات الأخيرة...
مسرحية الصوت الانساني مع كل اقتباساتها ومحاكاتها التي ربما وصلت الى حد الابتذال من شدة ما كتب عنها وعولجت ونوقشت بطرق عدة،ولكن،بالتأكيد،فان كتبت شيئا عنها سيكون مكررا مع الاختلاف الواضح بين النقاد،فمنهم من جعل المرأة قوية قيادية ذات رؤية طليعية،فهذا الناقد بالتأكيد حشر النص في زمانه ولم يخرجه منه وهو عام 1920.
بينما اتفقت مع من قال،ان الفيلم يبين حالة الهشاشة والضعف الشديدين التي وصلت اليهما تلك المرأة-وليس أي امرأة-والشيء الساطع انها تحاول التغلب على الصدمة والوقوف على قدميها من جديد،بينما تعاني من حالة انهيار عصبي نظرا للحالة الوقتية التي تمر بها،ولكننا متاكدين بانها ستقف على قدميها من جديد.
هذه المرأة فيها شيء من العديد من افلام بيدرو المودفار-من ضمن فيلموجرافيا بيدرو المودفار افلام لاتستحق الذكر ولاتستحق ان يقال عنها أن مخرجها هو مخرج كبير-فيها شيء من كل شيء عن أمي...من نساء على شفا الانهيار العصبي...وحتى تحدث لها،وحالة المرأة في الصوت الانساني حالة موسوعية من الممكن الاشتقاق منها الى ما لانهاية،كما يمكن ايضا اضافتها الى بيرغمان وغيرهم من المخرجين الذين كان هاجسهم المرأة.
ولكن-من الممكن القول ان هذه اضافة الى نظرية المسرحية-ان هذه المرأة تقيم حوارا مع الذات فقط،وان هذا الرجل على الناحية الأخرى ليس سوى خدعة ذاتية،اي لاوعي فرويد.
وهي تقيم معه حوارا معه حوارا للتنفيس عن غضبها وحلا لكآبتها،أو لرغبتها في تحقيق انتصار حواري مع شخص تعشقه حد الجنون-من دون ان نعرف الاسباب-وهو الآن في اللحظات الأولى من هجره لها...هنا تصبح الحلقة مكونة من ثلاثة أشخاص
شخص حقيقي...شخص حقيقي متحدث ولكنه وهم...وشخص حقيقي خالق الوهم والمتحدث معه
أما النظرية الأخرى التي نقول بها،فهي ان هذا الرجل بالنسبة لهذه المرأة هو فقط ملاذ الوحدة...هو ليس حبا بمقدار ما كان حالة شائعة،بل شائعة جدا للتخلص من الوحدة ....الوحدة المتدثرة برداء الحب
27/06/2023

#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات