أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - بماذا أجبتُ (طبيبي) عن العراق ؟















المزيد.....

بماذا أجبتُ (طبيبي) عن العراق ؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7785 - 2023 / 11 / 4 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بماذا أجبتُ (طبيبيّ) عن العراق؟

سألني البروفسور (واينستين) أثناء لقائنا المعتاد بإنتظام للعلاج الطبي :
ماذا حدث في العـراق؟ و هل الوضع فيه الآن أفضل من بعد السـقوط أم العكس؟

تحيّرت في البدء .. بماذا أجيبه, و فضّلت السّكوت و عدم الجواب علّه ينسى أو يُبدل رأيه أو يُغيير تفكيره .. لكنهُ توقف عن العمل و بقي صامتاً و كأنه ينتظر جوابي !

أجبته أخيراً بعد ما تباطئت لأقل من دقيقة .. و أنا حاني الرأس مشدوهاً .. حتى خطرت على بالي مقولة صديقي الراحل (على حسين بابي) مدرس التأريخ و الجغرافيا رحمه الله, و الذي ودّع هذه الدّنيا قبل أكثر من عامين, حيث أختصر الواقع العراقي القائم بجملة واحدة حكيمة قالها عشية سقوط الصّنم العراقي ألجاهل صدام قائلاً :

[لقد رحل التلميذ (صدام) و جاء الأستاذ (أ.م.ر.ي.ك.ا) نفسه ليحكم آلعراق بالمتحاصصين العملاء مباشرة و من قرب] !!؟

و السؤآل الذي يطرح نفسه :

لماذا يلهثــون لحكم الناس و يتوسلون بكل ممكن و وسيلة!؟
ما الأهداف والأسباب لتحاصص و إتحاد الأحزاب و الأقوام!؟

بإختصار أيضاً أَقول :
إنّ الهدف في المحصلة النهائية للحكومات بكل ألوانها و مسمّياتها - أية حكومة في الأرض - و كما شهدناها و عايشناها على أرض الواقع اليوم ؛
هي بكلّ إختصار وبلاغة وحكمة وأمانة لأجل سرقة الناس و التمتع بأموالهم و بأساليب شتى, منها نصرة القومية ؛ نصرة الدين؛ نصرة القيم ؛ نصرة الحقّ ؛ نصرة الشهداء ؛ نصرة المظلومين ووووووو غيرها من المدعيات !

و في العراق الذي يُعدّ من أقدم أو هي حقاً آلأقدم دولة في العالم منذ بدء الخليقة ؛ فأنّ الحكومات التي حكمت فيها و الحكومة التي تحكم الآن و قبلها حكومة صدام لغاية 2003م قد حكمت بمدّعيات عجيبة و غريبة .. أقلها تحقيق الوحدة و الحرية و الإشتراكية - إنّما حكمت كما تحكم الأحزاب المتحاصصة الآن لسرقة الأموال و الأراضي و الدور و الدراهم بالتسلط و التكبر فَــ:

- صدام الملـعون ؛ كان يسرق أموال الناس بآلأمس بقوّة الحديد و النار و الأجهزة القمعية .
- و المُتحاصص العميل؛ يسرق أموال الناس أليوم بقوّة الحديد و بإسم الله و الدّعوة والولاية .

و إنّ أكبر نجاحات الشيطان تتحقّق حين يظهر و كلمة الله على شفتيه ..

و هكذا تعدّدت الوجوه و أختلفت الأدوار و الهدف واحد هو (سرقة المخصصات و ضرب الرواتب المليونية من حقوق الناس, و غيرها من تلك الأساليب التي تسبّبت في تعميق الفوارق الطبقية و الحقوقية التي هي علّة العلل في شيوع الظلم و الأرهاب و الفقر و الفساد في المجتمع .. و كما نشهدها الآن في العراق و غيرها من البلاد !!

و هؤلاء الأغبياء القصيري النظر إنّما فعلوا ذلك لــ [يفرحوا في الحياة الدّنيا و ما الحياة الدّنيا في آلآخرة إلّا متاع] (الرعد/26).

أمّا السّبب و علّة العلل في تعاقب مثل تلك الحكومات و الأحزاب على سدّة الحكم فلها علّة و سبب واحد تتفرع منه المصائب و المحن كلها و هي :

فشل (ألأعلام) و (المسجد) و (النظام التربوي و التعليمي) الذي أهمل أهمّ محور و نهج لإستقامة الأنسان, حيث لم يُوضّح و لا يُبيّن للطلاب و الشباب الهدف من الحياة و سبب وجودنا و مفهوم العدالة و كيفية تطبيقها, و الغاية من حكم الناس أو الأنتماء للأحزاب بكل عناوينها و مسمياتها؛ دينية كانت؛ أو وطنية؛ قومية؛ إشتراكية؛ علمانية, و غيرها, بل أفهموا الناس عملياً و بآلممارسة الحية أمامهم بشكل أو بآخر ؛ بأنّ السّياسة أفضل و أقصر طريق للغنى و التسلط و الوصول و الأنتهازية .. بينما (الفلسفة الكونيّة العزيزيّة) التي تعكس نظر الكون كله تقول بوضوح :
[لا يغتني من وراء السياسة إلّا فاسـد] !!؟

أمّا سبب إستمرار تلك الحكومات و الأحزاب في الحكم لأدامة الفساد و النهب بلا حياء و ضمير .. فهو و كما بيّن السّبب معشوقنا الأزلي بقوله في القرآن و هو أصدق القائلين :

[إنّ الله لا يُغييّر ما بقوم حتى يُغييروا ما بأنفسهم و إذا أراد الله بقوم سوء فلا مردّ له و ما لهم من دونه من وال] (الرعد/ 19) .

طبعاً لا يريد الله تعالى - حاشاه - أيّ سوء لأيّ كائن أو أمة أو قوم أو مخلوق و ليس الأنسان فقط الذي أكرمه و نعَّمه .. إلّا حين يزداد الفساد والطغيان في أوساطهم بسبب (الفروق الطبقية) و (الفواصل الحقوقية) (الرواتب) والدرجات, و بآلتالي حين تُزال الرحمة من قلوبهم و يموت الوجدان و كما هو آلشائع و المتبع في العراق و معظم بلدان العالم !

لذلك لا مستقبل و لا قرار و لا إستقرار و لا عدالة و لا وجدان ولا سعادة في بلادنا المنهوبة من الأزل و كما بلاد العالم للأسف بفوارق نسبية .

فآلناس - كلّ الناس تقريباً - و بسبب أدلجة الأديان و سقوط الأخلاق و القيم و الأسس التربوية و التعليمية الخاطئة التي نشؤوا عليها؛ باتوا لا يُفرّقون بين آلحقّ و الباطل, و يبغون بشكل طبيعي تحقيق هدف واحد هو جمع المال بأيّة وسيلة كانت و كنز الذهب والفضة و الدّور و الحور ..

لذلك عَمّ الفساد في الأرض بشكلٍ طبيعي خصوصاً عندما ثبت فساد الأحزاب التي تدعي الدين و نهج الشهداء و العلماء أمثال الأمام الراحل و الصدر .. و لا يتعلق الأمر بهذا الحزب أو ذاك التيار .. الكل سواسي و مشتركون في أمر حبّ الدّنيا و الأنتصار للنفس و تعاظم الطمع في وجودهم, هذا من جانب ..

و من آلجانب الآخر و كنتيجة للفساد و للقمة الحرام؛
لم يبقى وجدان ولا رحمة ولا إنصاف ولا حتى معرفة بآلحبّ والولاية رغم الأدّعاآت و اللافتات العديدة بذلك .. ليصبح جميع المتحزبيين منافقين من الطراز الأوّل, بحيث رأيت بعضهم يُكذّب عليك بكل قباحة و ينظر بعينيك و ينافق بكل وجه و إنشراح ولا يستحي لا من نفسه و لا من الله و لا من المؤمنين, لأنه بكل بساطة باتت مخلوقاً ممسوخاً !

و فوق كل ذلك لا يريدون أن يعرفوا أو يعترفوا بآلحقيقة ..
و إنّ الله لا يُحب المفسدين الذين لا يُريدوا أن يعلموا بأنّ الله تعالى قد أهلك من قبلهم من القرون مَنْ هو أشدّ منهم قوّة و أكثر جمعاً ..

و إنا لله و إنا إليه راجعون و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.

ألعارف الحكيم عزيز حميد مجيد



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج لتقوية خبال الأطفال :
- هل العشق سرّ الوجود؟
- لماذا نشر مظلومية المتقاعد واجبة و بإلحاح!؟عع
- نشر مظلومية المتقاعد واجبه و بإصرار :
- هيثم جبوري آخر بإسم عليّ الفريجيّ
- ألزيادة الأخيرة تحقير للمتقاعدين :
- أيها الظالم ؛ أ تظن أنك أحرقتني و محوت تأريخي و جهادي؟
- لِمَ حزب الله لا يدخل المعركة !؟
- السر الذي جعل (إيميلي ديكنسون) عارفة :
- ألحدّ الفاصل بين آلحبّ و العشق ؟
- معاناة المتقاعدين ألعراقيين :
- لا حياء في العراق :
- السّر الذي جعل (إميلي ديكنسون) عارفة ؟
- كلمات مكرّرة .. لكنها مدمّرة :
- ليس سهلاً أن تكون فيلسوفاً و عارفاً؟
- هل نتغيير بعد تقدم العمر؟
- المطلوب في اليوم العالمي للعصابيين؟
- اليوم العالمي للعصابيين
- هل الجّمال كاشف لسرّ الوجود؟
- -ما هو سرّ الوجود-؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الخزرجي - بماذا أجبتُ (طبيبي) عن العراق ؟