أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد














المزيد.....

العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1736 - 2006 / 11 / 16 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثلما لم تكن مجزرة بيت حانون هى أول مذبحة ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، لم تكن هذه هى المرة الأولى التى تستخدم فيها الإدارة الأمريكية حق النقض (الفيتو) لإجهاض صدور قرار من مجلس الأمن يتضمن شكلا مخففا من أشكال النقد واللوم لإسرائيل على ممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين.
فقد سبق للولايات المتحدة الأمريكية استخدام "الفيتو" 82 مرة، كان نصيبنا منها نحن العرب 42 مرة.
42 مرة أعلنت فيها الإدارة الأمريكية ، فى عصور مختلفة، عداءها لنا ووقوفها الصريح الى جانب اسرائيل!!
ومع ذلك .. ظل النظام العربى الرسمى يعتبر الولايات المتحدة الأمريكية "الحليف الإستراتيجي"، ويصر على القول بأن 99% من أوراق الحل والعقد لقضايا الصراع العربى. الإسرائيلي توجد فى واشنطن وليس فى أى مكان آخر .
هذا الحب من طرف واحد لم يمنع إدارة الرئيس جورج بوش الابن من إحراج "عشاقه" العرب ليس فقط بغزو واحدة من أكبر البلدان العربية ، ألا وهى العراق، وإنما أيضا بإعلانه على الملأ أنه يسعى إلى تغيير خريطة المنطقة وإقامة شرق أوسط "جديد"، بمواصفات جديدة، وأنظمة جديدة، يكون خاضعا خضوعا مطلقا ليس للهيمنة الأمريكية فقط، وإنما للقيادة الإسرائيلية أيضا.
ولولا المقاومة العراقية المذهلة التى أذلت قوات الاحتلال الأمريكية ومازالت توجه اليها كل يوم ضربات مهينة، ثم المقاومة اللبنانية الأسطورية التى ألحقت العار بالجيش الإسرائيلي المتغطرس ومسحت بكرامته أرض الجنوب، 00 لولا ذلك لكان مشروع الشرق الأوسط الموسع قد نشب أظافره وأنيابه المسنونة فى أعناق دول عربية أخرى.
ويجئ استخدام إدارة بوش لحق الفيتو إنقاذا لإسرائيل من إدانة المجتمع الدولى لجريمتها البربرية ضد الفلسطينيين ليذكرنا بتصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية التى قالها منذ شهور وأكد فيها أن عملية "السلام" قد ماتت، وأن النظام العربى الرسمى قد تعرض للخديعة، واننا قد "اتضحك علينا".
وقال عمرو موسى وقتها ان الحل هو وضع ملف الصراع العربى الإسرائيلي فى يد مجلس الأمن.
وها هو مجلس الأمن يتعرض للشلل بسبب الفيتو الأمريكى.. فماذا نحن فاعلون؟!
لا يمكن إنكار ان الاجتماع الطارئ الأخير لوزراء الخارجية العرب – الذى غاب عنه كثير من الوزراء الأساسيين – قد تميز عن معظم الاجتماعات الطارئة وغير الطارئة السابقة عليه باتخاذ موقف عملى ردا على الموقفين الإسرائيلي والأمريكي، حيث لم يكتف بالإدانة اللفظية للمجزرة الإسرائيلية والتغطية الأمريكية عليها، بل اتخذ قرارا ايجابيا بكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطينى، وطالب المجتمع الدولى برفع كل إجراءات هذا الحصار.
لكن هل ترقى هذه القرارات الى مستوى درجة الاستفزاز والتحدى والاستهانة التى مارستها واشنطن باستخدامها حق النقض ضد إدانة قتل الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء فى الأراضي الفلسطينية؟
السؤال حمله زميلنا مسعود الحناوى إلى عمرو موسى فى ختام الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب، وسأله أيضا عما إذا كان العرب يمتلكون الأدوات الفعالة التى تمكنها من التعامل مع الانحياز الأمريكى الاعمى والمستفز لإسرائيل، وعما إذا كانوا مستعدين بالفعل لاستخدامه.
فرد عمرو موسى بالإيجاب مشترطا ضرورة وقوف جميع العرب صفا واحدا فى هذا الخندق.
وأخشى أن أقول ان الشرط الذى وضعه عمرو موسى يجعل الإجابة بالسلب وليس بالإيجاب، لان الخريطة السياسية العربية الرسمية الراهنة تقول أن وقوف العرب – الرسميين – صفا واحدا، ليس مطروحا ولا واردا ولا متوقعا.
والأهم أن الإدانة الحقيقية الأمريكية – وليس للفيتو الأخير فقط – تتطلب إعادة النظر فى مرتكزات السياسة العربية إزاء الصراع العربى – الإسرائيلي، وفى مقدمتها "العقيدة" التى تزعم أن " الولايات المتحدة حليفنا الاستراتيجى" والتى ثبت أنها هى والوهم سواء بسواء.
وربما يشجع النظام العربى الرسمى على ذلك ان الإمبراطورية الأمريكية بدأت رحلة الأفول، وان العصر الأمريكى بدأ العد التنازلى، ليس بتقديرات خصوم أمريكا وإنما بشهادات مراكز التفكير الأمريكية التى تتوقع ان يتآكل الجبروت الأمريكى عالميا فى القريب العاجل، وتحدد عام 2020 موعدا مفصليا لذلك التراجع الأمريكى فى مواجهة أقطاب صاعدة كالصين والهند وروسيا، ناهيك عن الاتحاد الأوروبى.
وهذا يعنى ان خريطة العالم تتغير، ويجب ان تتغير معها العقليات العربية البالية.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسماعيل صبرى عبدالله .. فارس الفكر والثورة
- ذئاب .. وأغنام .. وكلاب
- تعديل التعديل
- -إبسن- .. و-دنقل-
- فراشة »كفاية«.. تحلق في أجواء ملبدة بالغيوم.. والنيران الصدي ...
- ..إلاّ الماء والهواء يا حكومة
- باقة ورد إلى محمد عوده
- وادى دجلة .. فى خطر
- شكوى الفلاح الفصيح من بنك الائتمان الزراعى
- نوبل .. والفقراء
- كابوس إقطاع العصور الوسطى يهدد الحلم الأمريكى
- صحة الشعب أخطر من أن تترك للبيروقراط
- كلام المصاطب.. وتقارير العسس
- جرائد .. قبرصية
- بلد .. شهادات
- البحث عن البيزنس فى جزيرة افروديت - 1
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 2
- البحث عن البيزنس في جزيرة أفروديت 3
- قواعد اللعبة
- لماذا يتلذذ البعض بالدعوة لتكميم الأفواه؟!


المزيد.....




- ما الطريقة الصحيحة لاستخدام الشوكة والسكين أثناء تناول الطعا ...
- مصر.. القوات البحرية تنقذ 3 سائحين بريطانيين بعد فقدانهم خلا ...
- لماذا تريد أوكرانيا ضرب العمق الروسي باستخدام صواريخ غربية ب ...
- فون دير لايين تكشف عن أعضاء المفوضية الأوروبية الجديدة
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لقتلى قوات كييف في كورسك
- المجر تكشف كيف تحمي مصر أوروبا
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل 3 عناصر في -حزب الله- (فيديو)
- -حماس- تدين بأشد العبارات قصف إسرائيل لمربع سكني مكتظ شرق مخ ...
- بفيديوهات جنسية.. ضجة في العراق وتحرك أمني إثر ابتزاز شبكات ...
- روسيا.. إطلاق أقمار صناعية للأغراض العسكرية


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - العرب وأمريكا.. وتراجيديا الحب من طرف واحد