أحمد فاروق عباس
الحوار المتمدن-العدد: 7779 - 2023 / 10 / 29 - 20:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ وجدت إسرائيل من ٧٥ سنة بالضبط وهى تعيش على مجموعة من الأسس ..
أبرزها وأهمها أنه فى أى صراع أو حرب مع العرب فإن استخدام أكبر قدر من العنف والقوة شرط اساسى ..
لمجموعة من الأسباب :
١ - اولا هو ضرورى لتخويف العرب من أى صراع بالسلاح مع إسرائيل ، فاستخدام الحد الأقصى من العنف يردع - فى ظنهم - العرب من التفكير فى تحدى اسرائيل مرة ثانية ..
وهو مذهب أمريكى أصيل تطبقه إسرائيل ، وقد استخدم الأمريكيين ذلك المنهج - أكبر قدر من العنف والقوة - فى الداخل الأمريكى عند بدء اكتشاف أمريكا ، ثم فى حروبها الحديثة .. من كوريا في الخمسينات إلى فيتنام في الستينات إلى العراق في التسعينات ..
٢ - هو ضروري للحرب النفسية التى تقوم بها إسرائيل ضد العقلية العربية ، فمتى ظن العرب أن إسرائيل لا يمكن هزيمتها فقد خسروا المعركة قبل حتى أن تبدأ ..
والدعاية الإسرائيلية تركز دائما عن أنها تمتلك الذراع الطولى فى الشرق الأوسط ، وعن جيشها الذى لا يقهر ..
فلا حاجة ضرورية لإسرائيل - من منظور عسكرى - بضرب المستشفيات فى غزة ، مثلما لم يكن هناك حاجة لإسرائيل فى ضرب مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل في مصر عام ١٩٧٠ ..
لم يكن المصريين قد ضربوا مدنيا واحدا في إسرائيل ، فى حين ضرب الإسرائيليون المصانع ومدارس الأطفال فى مصر ، وكبارى مدنية وقناطر مياه الرى ( فى نجع حمادي عام ١٩٦٨ و ١٩٦٩ ) ..
ولكن هى أدوات فى الحرب النفسية ضد أعداءها ، اضرب بعنف واضرب بهمجية وبلا أى خطوط حمراء ، حتى يفكروا ألف مرة قبل تحدى إسرائيل ، أو حتى يوافقوا بما تريده إسرائيل منهم ..
هى " نظرية القوة " فى صورتها الكلاسيكية ..
ولكن تجارب استخدام القوة - المفرطة أو العادية - فشلت على مدار التاريخ كله .. ولو بعد حين ..
قد تنفع فى بعض مراحل الصراع وتأتى بنتيجة ، ولكن حتى استخدام الحد الأقصى من العنف يفقد قدرته على الردع مع مرور الوقت ، ومع قوة إرادة الطرف الآخر وتنامى قدرته على الرد ..
الصراع بين العرب وإسرائيل طويل ، وهو معركة فى الصبر وقوة التحمل ، ومن يتألم أولا - برغم أى خسائر - هو من سيخسر ، بينما سيكتب النصر لمن يتحمل خسائره ، ويلملم جراحه ، ويستخدم وسائله - فى الحرب والسياسة - بذكاء .. مهما طال الزمن ..
#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟