باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 7777 - 2023 / 10 / 27 - 00:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يمكن إغفال أن للعراق حكومة وشعبا مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية على طول مسار هذه القضية ، إذ كان في مقدمة البلدان التي لها مساهمات واضحة فيها ، واليوم وبعد هجمات حماس ورد الفعل الإسرائيلي المغالي في وحشيته ضدها ، بات على العراق أن يحدد موقفا واضحا مما يحصل ، لكن قبل أن يحدد العراق موقفه هذا لابد أن ينظر إلى عدة أمور : أولها : واقعه ، فهل هو في وضع يسمح له في تقديم أعلى ما يمكن أن يقدم من دعم ؟ ونقصد بذلك الدعم العسكري المباشر ، لاسيما في ظل ما يعانيه من إنقسامات وصراعات سياسية ، فضلا عن إرتباطه بعلاقات سياسية وعسكرية مع جهات تعد من حلفاء أسرائيل المقربين كالولايات المتحدة والإتحاد الأوربي ، ما قد يجعله في حالة صراع معها أيضا ، وثانيا : إمكاناته ، فهل لدى العراق القدرة على الدخول في مواجهة مع حشد دولي كبير كالذي تقوم الولايات المتحدة بجمعه الآن ؟ لأنه إن كان يستطيع ذلك ، فمن باب أولى أن يقوم بإنهاء الأحتلال والتصدي للفوضى والفساد التي يعاني منها ، لأنه إن كان عاجز عن ذلك ، فإنه لن يكون قادرا بالتأكيد على مواجهة هذا الحشد الذي قد تعجز عن مواجهته دول أكبر و أكثر إستقرارا من العراق كمصر وتركيا وإيران وغيرها ، وثالثا : مصالحه ، فهل يمكن للعراق في ظل أي قرار يتخذه أن يحافظ على مصالحه وعلى رأسها المصالح الاقتصادية والسياسية ؟ لأن وضع العراق الدولي قد يتغير أو يغدو على المحك إذا ما تخطى القرار الخطوط الحمراء لبعض الدول ، وإنطلاقا من ذلك : على القوى السياسية العراقية أن تدرس كل الخيارات على وفق النقاط أعلاه ، وإلا سيكون قرارا إعتباطيا وغير مدروس ، وفي حال أتخذ العراق قرارا محددا فعليه أن ينظر إلى كلفة هذا القرار أو تبعاته حتى لا يفاجيء بما لا قبل له به ، فأفضل القرارات هي القرارات المدروسة .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟