أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية














المزيد.....

مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية

هناك من يظن ويعتقد بأن (النظام السوري) مهتم بوضع الآشوريين ( سرياناً كلداناً) والمسيحيين عامة في الجزيرة السورية ، وبأن هذا النظام ، حريص على بقائهم في هذا الجزء السوري من (بلاد ما بين النهرين- بلاد آشور) . لكن الحقيقة، النظام "،الذي أرسى قواعده الرئيس الراحل الأسد الأب (حافظ الأسد ) ، لم يكن يوماً صادقاً مع مسيحيي الجزيرة ، ولم يكن جاداً في مسألة الحرص على بقائهم وحمايتهم. حتى حين كان هذا النظام في أوج قوته وسطوته ، ممسكاً بالمجتمع بـ"قبضة من حديد" ، حصلت تعديات ومظالم وعمليات سطو على أملاك زراعية وجرائم قتل لمسيحيين في ريف القامشلي والحسكة والمالكية وراس العين. طبعاً، ما كان لـ(الحثالات البشرية) أن تتمادى في التعدي على المسيحيين والسطو على أملاكهم، ما لم تكن محمية من جهات أمنية .
حقيقة ، أن السلطات السورية لم تنصف السريان الآشوريين والمسيحيين. فهي لم تتخذ أية "إجراءات عقابية" رادعة بحق المعتدين عليهم، لا بل غالباً ما كانت (السلطات المحلية)، من أفرع أمنية وقيادات بعثية وسلطات قضائية، تقف إلى جانب المعتدي .. حتى القرارات الصادرة عن المحاكم التي تقضي بإعادة الأراضي إلى أصحابها الحقيقيين لم تُنفذ، كما هو الحال في (ثلاث قضايا تعدٍ وسطو ) تخص أهالي قرية (الوطوطية) القريبة من القامشلي. قرار قطعي صادر عن ( محكمة الاستئناف المدني بالحسكة ) يقضي بإعادة الارض لأصحابها الحقيقيين وهم من السريان الآشوريين والأرمن، (القرار رقم 124/ أساس الدعوة 234/تاريخ 4- 15-1995 ، القرار بقي حبر على ورق من غير تنفيذ . عدم تنفيذ قرار قطعي غير قابل للاستئناف يؤكد وبما لا يترك مجالاً للشك ، على تواطؤ السلطات المحلية في محافظة الحسكة مع الجماعات المارقة ، التي تعتدي على المسيحيين وتسطو على أملاكهم بقوة السلاح. بعد خيبات الأمل واليأس من السلطات المحلية، فلاحي الوطوطية رفعوا رسالة الى الرئيس (بشار الأسد) عام 2007 شاكين له وضعهم ،واضعين قضيتهم بين يديه، لكن الى تاريخيه لا من مجيب. استمرار التعديات والمظالم على مسيحيي الجزيرة من آشوريين(سرياناً كلداناً) وأرمن، دفع بالكثير منهم للهجرة" تهجير قسري" خارج سوريا.منذ انقلاب حزب البعث على السلطة 1963 وحتى نهاية القرن العشرين، أكثر من 250 ألف مسيحي، غالبيتهم الساحقة من السريان الآشوريين، هاجروا من الجزيرة السورية إلى أوروبا . كل هذه التعديات والمظالم، هناك من يزعم ويروج (بسوء نية) بأن "آشوريي ومسيحيي الجزيرة السورية كانوا يعيشون بنعيم وكان لهم امتيازات في ظل حكم ( البعث العربي الإشتراكي".
مع تفجر (الحرب السورية) الراهنة ( آذار 2011) وتراخي سلطة الدولة في بعض المناطق وغيابها التام عن بعضها الآخر ، كثرت وبشكل خطير حالات التعدي والتجاوزات والسطو على أملاك مسيحيي الجزيرة، كما لو أنها "غنائم حرب" . منهم من يُجبر المسيحي على ترك أرضه تحت التهديد بالقتل ، ومنهم من يقوم بتزوير الوثائق وسندات الملكية ، مستفيداً من (آفة الفساد) التي تنخر في بنيان الدولة السورية. في السنوات الأولى للحرب(2013) تشكلت (الهيئة الزراعية للقرى السريانية ) لتوثيق الانتهاكات وعمليات السطو على الأراضي الزراعية العائدة للمسيحيين في محافظة الحسكة . وفق تقارير الهيئة،عشرات التجاوزات وعمليات سطو على مئات الهكتارات من الأراضي الزراعية و أملاك عقارية من مزارع ومنازل ومحال تجارية ، ناهيك عن مصادرة مواسم(منتوج) الحبوب وسرقة الكثير من الآليات والمعدات الزراعية وخطف شخصيات مسيحية بقصد الحصول على فدية مالية. الخسائر تقدر بمليارات الليرات السورية .وفق تقارير (الهيئة الزراعية للقرى السريانية )هذه التعديات حصلت نهاراً جهاراً بقوة السلاح، ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات النظام السوري) وبنسبة أقل ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة "سلطة الأمر الواقع الكردية"، من غير أن تحرك (السلطات المحلية) ساكناً، لا بل هي تحمي الجماعات المارقة والبلطجية، لضمان حصتها من "الغنائم". طبعاً، أية (مجموعة بشرية) حين تُترك من غير حماية وطنية أو محلية ولا قدرة لها على توفير الحماية الذاتية لنفسها ، تستباح ليس فقط أملاكها وإنما أيضاً دمائها. هذا هو حال الآشوريين (سرياناً كلداناً) والمسيحيين عامة في الجزيرة السورية.
أخيراً : ثمة أسباب( ثقافية. أخلاقية. مجتمعية) لظاهرة التعديات على المسيحيين و السطو على أملاكهم في الجزيرة السورية . العنصر المسلم ،أكان عربياً أو كردياً، كثيراً ما يلجأ للتهديد بالسلاح والقتل ليس في انتزاع حقه فحسب وإنما أيضاً للتعدي على حقوق الآخرين. أما الإنسان المسيحي، غالباً، ما يحتمي بالقانون ويلجأ للقضاء لاسترداد حقوقه وأملاكه المسلوبة والقصاص من الجناة . حين نقول" المسلم" لا نقصد كل مسلم ، وإنما المسلم الخارج عن القانون وعديم الضمير والأخلاق وكل من يستبيح دماء وأملاك المسيحيين..



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبعاد السياسية ل(المحرقة الآشورية) في بغديدا العراقية
- المعارضة السورية و ( مسألة الأقليات)
- حول الشأن الكردي
- ماذا لو لم يعتنق الآشوريون المسيحية ؟؟؟.
- الأبعاد السياسية ل(مذبحة سميل الاشورية - العراق 7 آب 1933 )
- سوريا: أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية و (قضية الأقليات)
- حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم و(مسألة الأقليات في سوريا) ...
- سوريا و (مسألة الأقليات)
- الجديد في ملف قضية الإبادة ( الآشورية - الأرمنية) 1915
- من أكيتو إلى نوروز
- أكذوبة- ترحيب مسيحيي المشرق بالغزاة المسلمين كفاتحين ومحررين ...
- المسيحية ، نعمة أم نقمة، على الآشوريين ؟؟
- مونديال قطر 2022 ، بين ( التسييس والأسلمة )
- آشوريو .. مسيحيو المشرق و(الإرساليات التبشيرية الغربية)
- الجزيرة السورية: وقف (التعليم السرياني) ، جريمة ثقافية وتعدي ...
- الحكام العرب والمتاجرة بـ(قضية مسيحيي القدس و المشرق)
- مذبحة سميل الآشورية، شكلت بداية سقوط العراق
- أردوغان والعودة الى (الحروب الدينية)
- بريطانيا و(الدولة الآشورية )
- سوريا: -الإدارة الذاتية- الكردية، والبحث عن (الشرعية المفقود ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان يوسف يوسف - مسيحيو الجزيرة السورية من غير حماية