فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 09:23
المحور:
الادب والفن
وَهْمٌ لِلْبَيْعْ...
فِي رأسِي
ضجيجُ الأحذيةِ
وصفيرُ القطاراتِ المارّةِ
شمالاً
جنوباً...
وأصواتُ الباعةِ
وصرخةُ عاهرةٍ
تنكَّرَ لهَا أحدُهُمْ
علَى أُهبةِ الفحولةِ...
و هَمَّ بَهَا أحدُهُمْ
علَى حافةِ الرّجولةِ...
فِي أنفِي
روائحُ متعدّدةٌ
يحملُهَا الهواءُ
منَ الحدائقِ
الغاباتِ
والنّساءِ
وروائحُ الحاناتِ والسّكارَى
وروثِ البهائمِ...
و دخانِ السّجائرِ والمازوتِ
والعوادمْ...
وروائحُ الدّعارةِ خارجَ الجماركْ...
فِي دماغِي
صراخُ الأرصفةِ
تئنُّ تحتَ وطأةِ العجلاتِ
وركلاتِ الجزاءِ
منْ حوافرِ
البغالِ
والحميرِ
والأحصنةِ المثقلةِ بأدرانِ
التّفاهةِ
والسُّخطِ
واللامبالاةِ...
إنّهَا المدينةُ الغولُ
إنّهَا كازَا نِيكْرَا CASA Negra
تسجّلُ هدفَ البقاءِ...
تحتَ أقدامِ المدينةِ
يَلوكُ الفقراءُ
سيرةَ الدّعاءِ
دونَ ردٍّ منَ السّماءْ...
يتسكّعُ فِي القمامةِ
مُتسوّلٌ وقحٌ
يجمعُ الأكلَ والأسمالَ:
اللهْ يعطيكْ مليارْ...
قالَهَا لامرأةٍ
ضحكَتْ منْ غيظِهَا...
الأزقّةُ أيضاً تضحكُ منَ الغيظِ:
هلْ ستعطيكَ
هذهِ السيدةُ
بعضاً منَ المليارِ ...؟!
وفِّرِ الدّعاءَ لنفسِكَ
واكسبِ المليارْ!
إنّكَ تلعبُ القمارَ علَى طاولةِ اللهِ...
أيّهَا الملعونُ
أَحتَّى فِي الدّعاءِ لسواكَ
تنساكْ... ؟!
قالَهَا الضٌجيجُ وهوَ يضربُ برأسِي طولَ الحائطِ لَا عرضَهُ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟