صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7776 - 2023 / 10 / 26 - 02:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما اجتاحت القوات الروسية بعض المناطق في أوكرانيا، نتيجة تراكمات كثيرة أعدتها دول الناتو، بدأت سلسلة التصريحات تتوالى من قيادات الناتو، خصوصا قائد الناتو أمريكا، فهؤلاء لم يمر يوما لم يخرجوا بمؤتمر صحفي يبدون فيه انزعاجهم او استيائهم او غضبهم او رفضهم او شجبهم او تهديدهم او وعيدهم، يتباكون على حقوق الانسان، وأن روسيا خرقت كل حقوق الانسان والمعاهدات الدولية.
في بداية الاجتياح الروسي خرج الديموقراطي القذر بلينكن في مؤتمر صحفي وهو مستاء جدا من ان الروس قصفوا محطات الكهرباء، حسنا هذا شيء جيد، لا يختلف عليه اثنان؛ ثم خرجت بعده مباشرة ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي لتذرف الدموع على المأساة الأوكرانية، وعلى المهجرين والنازحين، أيضا شيء جيد، لكن يجب ان تكون قضية الإنسانية واحدة.
نظرة الغرب للمجتمعات نظرة عنصرية مقيتة جدا، فقضايا اللون والعرق دائما ما تثار في تلك البلدان، وتأخذ صدى كبيرا في الاعلام؛ قد يكون الصراع الروسي الاوكراني، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي خير مثال على ذلك، فهم قد تناولوا الصراعين بدوافع عنصرية.
بعد عملية حماس، فتحت خزائن الغرب لإسرائيل "سلاح-مال-معلومات-اعلام"، وكلهم أبدوا تعاطفا غير مسبوق مع الضحايا الإسرائيليين، وطالبوا بانزال اقصى وأقسى العقوبات بحق الفلسطينيين، وهو ما فعلته وتفعله إسرائيل بحذافيره "قصف عشوائي وصل الى المستشفيات، تهديم كامل للمدينة، محاصرتها من كل الاتجاهات، لا غذاء ولا ماء ولا كهرباء".
هناك فرق كبير بين مأساة الفلسطينيين ومأساة الاوكرانيين، فغزة محاصرة منذ 20 عاما، وتقصف بين الحين والأخر، وفي هذه الحرب المستمرة عليهم لا لجوء ولا نزوح، فليس هناك مكان يذهبون اليه؛ اما الاوكرانيين فالحرب محصورة في اماكن محددة وأهدافها معلومة، وكل أوروبا فتحت لهم الأبواب، ويتلقون دعما غير محدود من كل العالم.
هذه هي قذارة الديموقراطية والليبرالية في أوروبا وامريكا، مجرد قناع وطلاء زائف يخدعون به بعض "المثقفين السذج"، لكنه سرعان ما ذاب وظهر وجهه النتن والقبيح.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟