عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 7775 - 2023 / 10 / 25 - 22:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحكي أسطورة إيرانية عن الحظ، إنه كان هناك أخوان الأكبر فقير وتعيس فى حياته والأصغر غنى وسعيد فى حياته، قرر الأخ الأكبر أن يذهب لأحد الحكماء ليسأله لماذا حظه هكذا أجابه الحكيم بأن
حظك نائم يغط فى نوم عميق وفى مكان بعيدا داخل أحد كهوف جبال إيران، وعليك أن توقظه، وعلى الفور جمع أغراضه وذهب لإيقاظ الحظ ..وأثناء سيره مر على فلاح جلس يندب حظه فسأله ما بك فقال له: كلما زرعت زرعا وسقيته لا ينبت. رد عليه الأخ الأكبر وقال: أنا ذاهب لإيقاظ الحظ. فقال له الفلاح: لا تنسى أن تسأله عن ارضى، لماذا لا ينبت بها زرع. قال له حسنا سأفعل.
ومر على غابة موحشة فى طريقة فقطع عليه أسد ضخم الطريق. قال له الأخ الأكبر: اتركنى فأنا ذاهب لأيقاظ الحظ. فقال له الأسد : اسأله لماذا كلما أكلت ازدت جوعا "قال له : حسنا سأفعل.
ومر على مدينة على حدود إيران، وما ان دخلها حتى ألقى القبض عليه تنفيذا لأوامر ملكها بأن يلقى القبض على كل غريب يدخل المدينة، وأتى به أمام الملك وسرد للملك قصته فقال له الملك: اسأل
الحظ لماذا تفشى الإفلاس فى المدينة. فقال لة: حسنا سأفعل.
وأخيرا وصل للجبل واخذ يبحث عن كهف له طريق ممهد فوجد كهف له طريق طويل فمشى فيه حتى وجد الحظ نائما، فأيقظه من نومه وإجابه عن الأسئلة الثلاثة وتركه عائدا.
وفى طريق العودة، قابل الملك وقال له: ان الحظ يقول لك ان الافلاس قد تفشى بالمدينة بسبب انك امرأة، متخفية بزى رجل ،قالت له: لا يعلم هذا السر غيرك، تزوجنى تصبح أنت الملك ولك كل
السلطات. قال لها: انا اريد ان اصبح مثل اخى فقط ،ولا أريد أن أكون ملكا، وقد استيقظ حظى لى.
ومر على الفلاح وقال له: ان الحظ يقول لك ان ارضك لا ينفع بها زرع لأنة يوجد تحتها كنزا" كبيرا من الذهب والفضة.
لم يصدق الفلاح الخبر فقام على الفور واستخرج الذهب والفضة. وقال له: لك نصف هذا الكنز فهذا من حقك، خذه وستصبح أغنى الناس. قال: لا أريد أن أصبح أغنى الناس. أريد فقط أن أصبح مثل
أخى وقد استيقظ حظى لى.
وذهب للغابة يبحث عن الأسد الجائع دائما حتى وجده فقال له: ان الحظ يقول ستظل جائعا هكذا، حتى تجد رجلا مغفلا، فتأكلة فلا تجوع بعد ذلك أبدأ" قال له الأسد: حسنا، أنا لم أر رجل مغفل أكثر منك، و سأكلك. فهذا هو حظك وهذا هو حظى، ثم قام وأكله .
خلاصة هذه القصة الإيرانية، ان الانسان يريد أن يغير من وضعه البائس، يجتهد ويتعب ، من اجل تحقيق ذلك، وهذا يتطلب المشقة والمغامرة للوصول لمبتغاه. لكن قد تكون مغامرته غير محمودة،
و تجلب له الألم والحزن الدائم، والنهاية غير السعيدة.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟